مع الأحداث
هذا الشعار ظل الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يكرره في كل مناسبة تتعلق بالتعليم سواء عند تخرج دفع جديدة من طلبة الجامعات أو افتتاح مشاريع للتعليم الأساسي أو الثانوي أو في مناسبة عيد المعلم، وللإنصاف نقول إن اهتمامه بالتعليم كما وكيفاً ينبع من ادراكه أن التعليم هو أساس بناء الأجيال التي ستنهض بأعباء البناء الوطني والتنمية وإيمانه بأن الجهل هو سبب التخلف كما أن التعليم المشوه هو الذي يولد الكثير من ظواهر التطرف والغلو والسلبيات وقد تركز اهتمام الأخ/ رئيس الجمهورية بالسنوات الخمس عشرة الماضية على التوسع في التعليم الفني والتأهيل المهني والتعليم التقني نظراً لحاجات التنمية وبالقدر الذي يولي اهتمامه بانخراط كل طفل ذكر كان أو أنثى في مدارس التعليم الأساس في عموم قرى وعزل ومديريات كل المحافظات. كثيراً ما شدد على تشجيع توجه الشباب في الثانويات إلى الالتحاق بالقسم العلمي الذي يؤهلهم للالتحاق بالكليات العملية والتطبيقية وكليات المجتمع والتي يعول عليها بإعداد الكوادر في مختلف التخصصات بما يلبي متطلبات التنمية. وإذا كان التركيز على تكثيف التعلم وفق متطلبات واحتياجات التنمية قد ظل الشغل الشاغل للأخ رئيس الجمهورية فإنه يحرص في الوقت نفسه على العمل من اجل تطوير التعليم في مختلف مراحله بما ينعكس إيجاباً على مخرجات التعليم وقد أعرب الأخ/ رئيس الجمهورية - الأسبوع الماضي في اللقاء الذي ضم مسؤولي التعليم الجامعي في بلادنا الذي خصص لمناقشة قضايا التعليم الجامعي وما يتطلبه من تطوير للمناهج الدراسية بما يلبي طموحات الشباب ومتطلبات التنمية من الكوادر في مختلف المجالات - عن اهتمام الدولة برعاية الشباب عموماً والشباب الملتحقين بالجامعات خصوصاً باعتبارهم قاعدة البناء والثروة الحقيقة للبلاد مشدداً على أهمية العمل على البرامج الثقافية التي ينبغي إعدادها بعناية لتسهم في ترسيخ الثقافة الوطنية التي تربط الشباب بمجتمعهم وتحصنهم ضد كل موجات الاصطلاب والتطرف وتعزز فيهم قيم الوسطية والاعتدال ، وحث الأخ/ رئيس الجمهورية مسؤولي التعليم الجامعي الذين التقاهم الأسبوع الماضي على تكثيف مناهج التعليم الجامعي على أساس استيعاب الواقع الاقتصادي والاجتماعي وتفهم احتياجات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتفاعل مع التطورات المتلاحقة في مختلف الميادين والمجالات التي يشهدها العالم اليوم بما يتيح بناء الشباب البناء الوطني والعلمي الأصيل الذي يجعلهم قادرين على تحمل أعباء البناء الوطني والنهوض بمهام التنمية والتصدي للتحديات التي تواجه الوطن، ولا أعظم ولا أجل من أن تكون مواجهة الشباب للتحديات من خلال تحقيق الإنجازات التنموية التي تضمن الخروج لشعبنا من أوضاع وضلوع التخلف بكل صوره وأشكاله وحسبنا أن الظفر برفع مستوى مخرجات التعليم هو المقدمة الفاعلة لتحقيق الانتصار الناجز على التخلف والجهل والفقر والأمراض الاجتماعية ومن دون تطوير مناهج التعليم في مختلف مراحله الأساسي والثانوي والجامعي والفني والتقني والتأهيل المهني والصناعي ، ستبقي مخرجات التعليم مجرد إضافة للشباب العاطلين الذين لايستطيعون إنتاج ما يؤمن أقواتهم ومتطلبات عيشهم وربما تقود الظروف خطى البعض ليصيروا مصدراً للمشاكل الاجتماعية والأمنية لذا نرجو من مختلف المعنيين في الجهات المسؤولة عن التعليم مثل وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم الفني والتقني والتأهيل المهني أو وزارة التعليم العالي، أن تولي اهتمامها بتطوير المناهج من ناحية وأن تعنى بخلق توجه واسع نحو التعليم التطبيقي والعلمي من ناحية ثانية وفي المعاهد الفنية والتقنية والتأهيل المهني من ناحية ثالثة باعتبار أن التخصصات في تلك المجالات هي وحدها التي تضمن تأمين فرص العمل المؤكدة في سوق العمل المحلية أو في دول الجوار وحسبنا القول بأن تحقيق الجدوى للاستثمار الواسع في التعليم والذي يصل إلى أكثر من (275) مليار ريال سنوياً رهناً للتركيز على تطوير مناهج التعليم في مختلف مراحله ، فأن الكثير من الخريجين مستقبلاً لن يكونوا سوى أفواج من الفاشلين العاطلين العجزة الذين ينتظرون من قوى العمل والإنتاج ومن الموارد الوطنية أن تعيلهم لوجه الله.