يمن جديد.. ملامح ثورة.. في مضامين خطاب الرئيس ( 8 - 2 )
[c1]بوعي الشعب ووفاء الجماهير فشل المشروع الانقلابي [/c]في الحلقة المنشورة يوم أمس من هذه القراءة السريعة لملامح الثورة التي أعلنها فخامة الرئيس من خلال خطابه التاريخي مساء أمس الأول طرحنا باختصار شديد أهم النقاط أو المحاور التي ارتكز عليها خطاب الرئيس الذي لا يجب أن يقرأ فقط على انه خطاب سياسي اعتيادي، لانه لم يكن كذلك، بل كان جملة من محددات لتحولات كبرى يحضرها فخامة الرئيس للمرحلة القادمة، وعلى أساس من ذلك سنقرأ ـ كما وعدنا ـ تلك المحاور والمحددات قراءة تحليلية متأنية. وفي حلقة اليوم نبدأ مع الرئيس من حيث بدأ خطابه التاريخي الذي استهله بمحور مهم هو "طي صفحة الحمى الانتخابية". ليس زعيم القوم من يحمل الحقدا. حرص فخامته على ان يضع حداً فاصلاً لمرحلة سياسية ساخنة شهدت تنافساً شديداً بين القوى السياسية وتحديداً بين الحزب الحاكم الذي يرأسه وبين قوى المعارضة المنضوية تحت تكتل اللقاء المشترك، ولأن فخامة الرئيس كان حاضراً معترك ذلك التنافس ليس فقط بصفته رئيساً للحزب الحاكم الذي تنافس مع القوى الأخرى، بل وبصفته مرشحاً للمؤتمر ومنافساً على كرسي الرئاسة وبالتالي كان رأس حربة التنافس بالنسبة لحزبه وكان كذلك واجهة الخصومة وقلب المعركة بالنسبة للمنافسين الأمر الذي وضعه موضع الاستهداف من قبل القوى السياسية المنافسة وقيادات حملتها الانتخابية التي لم تكن بدايتها عقب الترشح وإعلان المرشحين.. بل إنها كانت قد بدأت منذ أكثر من عام على بدء الانتخابات الرئاسية تقريباً.. ولعلنا نتذكر حملات الإساءة والتطاول والتشويه التي طالت الرئيس ونظامه وحزبه الحاكم بشكل غير مسبوق خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات حيث كانت تلك الحملات المحمومة قد تركزت بشكل واضح على الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من حزبه وحكومته.. بل إن منهجية تلك الحملة تركت كل المسؤولين في الحكومة والحزب والسلطة وأجهزتها التنفيذية واتجهت نحو الرئيس، وإن استهدفت أحداً من أعضاء الحكومة أو قيادات الحزب الحاكم أو السلطة فانها تستهدفه من خلال استهداف الرئيس، أو في أحسن الأحوال تستهدف الرئيس معه. وتطورت هذه الحالة بدخول المعترك الانتخابي حيث أصبح الرئيس واجهة تصوب نحوه سهام الخصوم السياسيين الذين لم يدخروا إساءة أو تهمة إلاّ ووجهوها للرئيس / علي عبدالله صالح الذي وجد نفسه يتحمل أعباء حزبه وحكومته وسلطته ومعها حماقات وتطاولات الخصوم الذين وصل بهم التهور حد التنكر والجحود لكل فضائل / علي عبدالله صالح وكل منجزاته وجهوده وعطاءاته وايجابيات عهده وتاريخه .بل وصل الأمر حد قلب الحقائق الناصعة ومحو كل المحطات المتميزة والرصيد الوطني الايجابي الذي دونه التاريخ وشهده الوطن وشهد به العالم للرئيس / علي عبدالله صالح ، ولعل هذا المحور كان أحد محاور مشروع انقلابي ساهمت كل قوى الحقد بمختلف توجهاتها في صياغته والدخول به معركة الانتخابات لتنفيذه تحت مظلة الديمقراطية .ولم يكن ثمة صعوبة في كشف ملامح ذلك المشروع الأسود حتى على بسطاء الناس الذين أدركوا جيداً أن ثمة روائح كريهة تنذر بخطر مغلف بغلاف التنافس الديمقراطي ينذر بخطر كبير يتأبطه المتربصون وعجزوا عن إخفائه أثناء حملتهم التحريضية التي لم تكن شريفة ولم تكن تلتزم أدنى حدود القيم الوطنية النبيلة أو حتى قيم التنافس الديمقراطي السلمي .وبوعي الشعب ووفاء الجماهير ورصيد / علي عبدالله صالح الوطني السياسي التنموي الإنساني حسم الشعب معركته وتجاوز المخطط الظلامي ، وأدرك / علي عبدالله صالح إنه انتصر للشعب وبالشعب ، ومن أجل الشعب أولاً ، وتأكيداً لأخلاق الفرسان التي يتخلق بها / علي عبدالله صالح القائد السياسي الإنسان ، أكد / علي عبدالله صالح أنه ذلك الرجل الوفي الشجاع المتسامح والحريص على طي فصول الثأرات والانتقامات ، وصفحات الحقد ويجابه منهجيات الاقصاء وثقافة الالغاء ويعزز منهجاً كان أول من تعامل به وأرساه وجسده في كثير من محطات عهده هو "منهج التسامح وطي صفحات الصراع" .وتأكيداً لحرصه على مستقبل يتسع للجميع ويتنافس فيه الجميع بحب ووئام ، ودون حقد أو انتقام أعلنها صراحة أنه عازم على طي صفحة التنابز واسدال الستار على مرحلة واجه خلالها أشد الإساءات وأخطر المؤامرات وأبشع صور الحقد والاستهداف ، وأكتفى بأن يدعو الآخرين لتسميتها "حُمّى انتخابية" وبهذه الدعوة أيضاً أراد الرئيس أن يصرف أنظار من يترقبون ما بعد الانتخابات ليقول للجميع ها هنا حدّ فاصل بين مرحلة تنافس وخصومه وبين مرحلة عمل وبناء وتنمية وجهود وتحولات تحتاج لطاقات وجهود الجميع بدون استثناء بما في ذلك جهود الخصوم السياسيين إن كانت لديهم رغبة .