صباح الخير
بقلم /محمد فؤادكنت في احد الأيام أتقصى مجموعه من الشوارع والطرقات الرئيسة بالمحافظة متيقظا لأي شيء يحدبني ويشد انتباهي ففي لحظة رمقت عيني من بعيد ازدحام السيارات في احد الخطوط وإذا بي أرى مجاميع منظمة تجول وتنتشر في الأرجاء كالنمل بين خطوط السير والمشاة منهم من يمسح الزجاج الأمامي للسيارات وآخرون يأتون بسرعة خاطفة شبيهه بالطيف يعرضون مايحملون من السلع والخدمات السريعة المتمثلة بعلب المناديل الورقية يزن ويحن وينتقل بين زبون والأخر والشمس تغلي الدماغ من شدة لهيبها فكما تعلمون أعزائي بان شمس الشتاء عمودية حارقة عنه في فصل الصيف !!وهذا ليس صلب الموضوع ألا وهو هناك مؤامرة تدفع الأطفال ليغتالوا ابتسامه وبراءة أطفالنا لتكمل انتحارها الأخير على أرصفة الشوارع بلا كلل ولا ملل وهمهم الوحيد كسب حفنه من النقود يذوبون كالشموع البيضاء !!لا أنكر أنني كنت أنتظر هذا الجزء على أحرّ من جمر لأنه كان لدي إحساس أن هناك مصيبة تحتويه وهي تكمن في هذا فنزلت من احد الباصات ودنوت إلى احدهم فناديت عليه فاقترب بلهفة كالبرق في اتجاهي متناسيا انه يجري في طريق سريع للسيارات غير مكثرت بمصيره كل هذا لبيع كرتون (الفاين)فأمسكته وجررته إلى احدى المقاهي فشربنا كوبين من الشاي حتى اتمكن من محادثة فقلت له:هل أنت الوحيد صاحب الربح أم هناك جهة مستفيدة غيرك؟يبتسم ثم يسكت قليلاً ويتردد في الإجابة ثم يقول: أن هناك جهة مستفيدة تأخذ ثلثي المبلغ. وأنا أخذ الثلث.وهذه الجهة تأخذ المبلغ لماذا؟ أو مقابل ماذا؟يقول سراج: مقابل السماح لي بالبيع في هذا الموقع، ومقابل حمايتي أيضا!حمايتك من ماذا بالضبط؟حمايتي من أشياء كثيرة لا استطيع الإفصاح عنها.هل يعني هذا أنكم تعملون تحت جهة منظمة؟!يقول سراج بعد التردد: ليس كذلك بالضبط ولكن عندنا رئيس مسؤول عن متابعتنا وحمايتنا ومراقبتنا. وهذا الرئيس له رئيس فوقه لا اعرفه. ولكن حسب ما اعرف انه قوي جداً..وكيف عرفت أنهم يراقبونك هل تراهم؟!لا أدري تماماً ولكن عند وقوع مشكلة ما، أجدهم في الحال حولي!!ويعرفون إن كنت صادقاً معهم فيما بعت وفيما كسبت أو أني أخذت شيئاً لنفسي منه»..ثم يعقب «سراج» بكلام طفولي ساذج بأنه يتوقع أنهم يراقبونه عن طريق كاميرات مخفية!! }إي أنها ليست الحاجة هي الدافع الكبير لهؤلاء الأطفال .. بل أن هُناك داعما لهم مثلهم مثل أي منظمة تسيء لهذا الوطن من خلال الدعم الخفي .. أعلم أن هذا الأمر كبير وخطير جداً ويحتاج إلى دراسة فعّاله من ذوي الاختصاص ووسائل الإعلام للوقوف ضد هذه الظواهر التي تستغل الأطفال استغلالاً سيئاً وتسيء للوطن .. !وفي نفس الوقت أتمنى من المعنيين استغلال هذه الرغبة والطموح من قبل الأطفال بشيء يفيدهم مستقبلاً أو بمعنى أصح إستغلال بعض النقاط الإيجابية فيهم الإستغلال الذي يعود ةبالنفع عليهم وعلى المجتمع مستقبلاً ..فأن يقف طفل في الشارع في عز الصيف أو الشتاء .. وفي كل هذه المخاطر البيئية وغيرها يعني أن هذا الطفل مشروع بسيط لإنسان فعّال في المجتمع مستقبلاً .. فماذا لو تمت العناية بهم .. حتى نحصل مستقبلاً على جيل فعّال بطريقة صحيحة ومفيدة .. وليس بطريقة أخرى تستغل الطفل والبلد وتسيء للجميع !!والله من وراء القصد