د.زينب حزام :نحن مختلفون في كل شيء، لأننا لم نبدأ اتصالنا بالحضارة والتكنولوجيا الحديثة التي يجب أن تدرس في مدارسنا وإذا لاحظنا وضع مدارسنا في الوقت الحاضر بما فيها من كوادر تعليمية يمكننا معرفة أن مدارس الثانوية العامة لا تستخدم المعامل العلمية في تدريس علوم الكيمياء والفيزياء إلا بشكل بسيط لا يتناسب مع الوعي العلمي والثقافي والتكنولوجي الذي يمتلكه الطالب في هذه المرحلة، فالطلاب في مدارسنا أصبحوا اليوم أكثر انفتاحاً على الثقافة والعلوم الحديثة عبر الانترنت والكمبيوتر والقنوات الفضائية التي تقدم الأخبار الجديدة في كافة نواحي الحياة.لذا نجد من الضروري إعادة النظر في المناهج التعليمية وان نركز اهتمامنا في نوعين من الدراسات والمواد التعليمية: تلك التي تخص العلوم الطبيعية والتقنية من جهة واللغة العربية من جهة اخرى.. وعلى سبيل المثال أتذكر هنا أهمية التطبيق في التعليم المدرسي،أنني عندما كنت أدرس في السنة الرابعة ابتدائي،كانت مدرستي لمادة العلوم من مصر الشقيقة تقوم بغرس حب مادة العلوم في قلوبنا نحن الطالبات عبر التطبيق بعد الدراسة النظرية حيث كانت تقوم بتوزيع المهام لكل طالبة في البحث الميداني عن بذور الأزهار وكيفية زراعتها والاستفادة منها وكيف نزرع حبوب الفاصوليا والطماطم والبسباس والفلفل الأخضر والأزهار المنتشرة في اليمن وغيرها من التجارب المخبرية التي نقوم بتطبيقها في مختبر المدرسة واليوم نجد الطلاب لايدخلون المختبرات في المدارس ربما لعدم وجود المواد أو ربما يكون السبب الرئيسي الإهمال من قبل إدارة المدرسة.[c1]مدارسنا..والتعليم التقليدي[/c]ومن الملاحظ أن معظم مدارسنا تقوم بالتعليم التقليدي بعيداً عن الإبداع فهي تقوم بحشو ذهن الطالب بالمعلومات،وتجعله يلجأ إلى الهروب من المدرسة.. إن التطبيق في التعليم المدرسي ضروري جداً مثل ضرورة تدريس مادة الكمبيوتر في المدارس الابتدائية دراسة نظرية وتطبيقية في وقت واحد،ودراسة مادة الموسيقى والتي لا تدرس في الوقت الحاضر،بينما كانت تدرس في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي نظرياً وتطبيقياً في مدارسنا بعدن،إضافة إلى الرياضة البدنية وتوفير الألعاب الرياضية مثل كرة السلة والطاولة والتنس والذهاب في رحلات مدرسية وغيرها ونجد اليوم معظم المدارس في بلادنا لا تتوفر فيها هذه الألعاب الرياضية سوى كرة القدم الموجودة في معظم مدارسنا.[c1]دعم أولياء الأمور [/c]
على أولياء الأمور القادرين المساعدة بتوفير الألعاب الرياضية مثل كرة السلة والطاولة والأدوات الموسيقية والقصص والمجلات والكتب مراجع العلمية والأدبية بهدف بناء مكتبة المدرسة،وتوفير بعض المستلزمات الصحية الضرورية للمدارس الابتدائية.[c1]مادة اللغة العربية بين الوسيلة والغاية[/c]إذا اتفقنا على أن مادة اللغة العربية تدرس في مدارسنا على أساس أنها وسيلة لا غاية وجب علينا أن نعالجها بهذا المنطق.أن اللغة العربية اليوم بين فريقين مختلفين: احدهما هو الذي يمكن أن نسميه بالفريق « المتفرج» وهو الذي يستهين باللغة العربية ويحاول أن يعبر عن أفكاره بلغة أجنبية،أو هو على الأقل يحاول أن يرصع عباراته بألفاظ أو مصطلحات أجنبية،أما الفريق الثاني: فهو الذي نسميه الفريق « المتزمت» وهو الذي يحاول أن يقف حجر عثرة تجاه كل تجديد أو تطوير في مناهج اللغة العربية باعتبار ذلك إساءة إلى التراث المقدس الذي جاء به الأجداد.. على سبيل المثال إذا أخذنا نبحث عن هموم الطلاب في مدارسنا للتعليم الأساسي والثانوي خاصة في القسم الأدبي نجد أن معظم الطلاب يشكون من مادة النحو وهي مادة معقدة يصعب على المدرس نفسه نقل مفاهيمها إلى ذهن الطلاب،حتى إذا كان هذا المدرس قد تخصص في دراسة علم النحو العربي طيلة حياته ومع هذا نجده قد يخطئ فيها،وأنا هنا لا أدعو أطلاقاً إلى تقليص منهج النحو بل أدعو إلى تبسيط المنهج وتقريبه إلى ذهن الطلاب ولا داعي لأن نشحن أذهان الطلاب بهذه القواعد النحوية سنة بعد سنة. ثم يتخرجون من المدارس وقد نسوا ما حفظوه منها،وبذلك تكون قد ضاعت جهود المعلمين في هذه المادة المهمة.