إطلاق أربعة صواريخ على إسرائيل واغتيال خمسة فلسطينيين في غزة
بروكسل/ فلسطين المحتلة/ وكالات:قال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما إن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اتفقوا أمس الجمعة على دعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي يشكلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع حركة حماس.وقال داليما بعد ان ابلغ خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الوزراء الخمسة والعشرين بالبرنامج المتوقع للحكومة الجديدة "اتفقنا على انه ينبغي دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة. انها نقطة تحول شديدة الاهمية في الموقف."وقال الوزير الايطالي "ابلغنا خافيير سولانا بان البرنامج سيتضمن اعترافا من جانب الحكومة الجديدة بالمعاهدة التي وقعتها السلطة الفلسطينية في السابق .. وهذا يعني الاعتراف باسرائيل كشريك." وقاطع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الحكومة الفلسطينية الحالية التي تقودها حماس لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة.وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قد دعا مساء الخميس الى اعادة النظر في المقاطعة المالية والسياسية ازاء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المقبلة معتبرا ان برنامجها يشمل اعترافا ضمنيا باسرائيل. في الوقت نفسه ربط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان تشكيل الحكومة بتسوية عدة قضايا منها الجندي الاسرائيلي المخطوف. وقال بلازي للصحافيين في ختام لقاء استمر قرابة الساعة مع الرئيس الفلسطيني ان "تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تأخذ في الاعتبار اهداف المجتمع الدولي سيشكل تطورا كبيرا".واضاف "في حال تأكد هذا التطور فانه يجب ان يؤدي الى مراجعة السياسة التي ينتهجها المجتمع الدولي حيال الحكومة الفلسطينية على صعيد المساعدات والاتصالات والاستفادة منه لاعطاء دفع جديد لاحياء عملية السلام".ويقوم البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية المستقبلية على اساس "وثيقة الوفاق الوطني" التي تبنتها مختلف الفصائل الفلسطينية وبينها حماس نهاية يونيو. وتنص هذه الوثيقة على "تركيز" الهجمات المضادة لاسرائيل في الاراضي المحتلة سنة 1967 وعلى اقامة دولة على الاراضي الفلسطينية ما يمثل اعترافا ضمنيا بحق اسرائيل في الوجود. واعتبر الوزير الفرنسي ان تأسيس البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية المستقبلية على هذه الوثيقة "يعني لا اكثر ولا اقل اعتراف كافة القوى المشاركة في هذه الحكومة بما فيها حماس باسرائيل, حتى وان كان ذلك ضمنيا فقط, واختيار السلام والحل التفاوضي". غير انه اضاف "ستتم دراسة هذه الوثيقة بشكل مفصل جدا. ومن البديهي اننا لا نزال متمسكين بالمبادىء الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية" التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.وتدعو هذه المبادىء الثلاثة حماس الى التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل والاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين. وقال بلازي انه "على يقين من حصول اجماع في الاتحاد الاوروبي على دعم جهود عباس الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية" خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبين الجمعة في بروكسل. وتتعارض تصريحات بلازي مع التشكيك الذي ابدته الولايات المتحدة ازاء مشروع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وكانت الولايات المتحدة حثت حلفاءها الاوروبيين الخميس على عدم التسرع في اتخاذ قرار برفع العقوبات المفروضة على المساعدات المقدمة للفلسطينيين في اعقاب خطط الفلسطينيين تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم معتدلين الى جانب حركة حماس. وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان "من الاسباب التي جعلت المجتمع الدولي يتمكن من توجيه رسالة قوية بشأن معارضتنا الارهاب ودفاعنا عن السلام في الاراضي الفلسطينية وبين الفلسطينيين والاسرائيليين, هو بقاؤنا موحدين". واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جانبه عقب الاجتماع مع بلازي "قبل الاعلان عن تشكيل هذه الحكومة هناك قضايا لا بد ان تتم تسويتها وهي مسالة الجندي الاسرائيلي والاسرى الفلسطينيين والنواب والوزراء المعتقلين والتهدئة الكاملة في الاراضي الفلسطينية". واضاف "نحن واثقون من ان الاعلان عن الحكومة سيكون خطوة الى الامام". وتابع "نحن نتوقع ان الشروع بتشكيل مثل هذه الحكومة سينهي الحصار الاقتصادي والمالي المفروض علينا منذ سبعة اشهر", بسبب مقاطعة المجتمع الدولي للحكومة التي شكلتها حماس في مارس وفي السياق كشف رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن هناك اتفاقا مبدئيا تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية على اختيار إسماعيل هنية رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية. وفي تطور آخر استأنفت النيابة العسكرية الإسرائيلية قرار الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك ووزراء ونواب فلسطينيين ينتمون لحماس الذي أصدرته محكمة عوفر العسكرية مع وقف التنفيذ لمدة 48 ساعة. وقال المحامي جواد بولص إن محكمة عوفر ستنظر في الاستئناف يوم الاثنين، وسيبقى مسؤولو حماس قيد الحجز الاحتياطي إلى حين انعقاد الجلسة المرتقبة. على صعيد الوضع الميداني قتل خمسة من عناصر الاستخبارات الفلسطينية بينهم عميد برصاص مسلحين مجهولين هاجموا سيارة كانوا يستقلونها قرب منزل رئيس الوزراء إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ بقطاع غزة. ولم تعرف على الفور ولم تعلن أي جهة مسؤوليتهاعنه. وذكر شهود عيان أن سيارة جيب أطلقت النار فجأة على سيارة كانت تقل الخمسة مما أدى إلى مقتلهم وإصابة اثنين آخرين. في اطار اخر أفاد مصدر عسكري أن فلسطينيين أطلقوا أربعة صواريخ صباح أمس الجمعة من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل. وأوضح المصدر أن هذه الصواريخ لم تتسبب بسقوط إصابات أو أضرار, مشيرا إلى أن أحد الصواريخ سقط في محيط مدينة سديروت. من ناحية أخرى تسلمت أسرة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى إحدى الجماعات الفلسطينية رسالة خطية منه عبر وسطاء مصريين, وذلك وفقا لما كشفت عنه مصادر إسرائيلية. وقالت المصادر إن رسالة الجندي جلعاد شاليط ربما تمثل انفراجة محتملة بعد نحو ثلاثة أشهر في الأسر، باعتبارها أول علامة ملموسة على أنه على قيد الحياة. كما قالت المصادر إن "الجندي المخطوف كتب الرسالة بخطه إلى والديه يبلغهم فيها بأنه على ما يرام وفي حالة جيدة".