إسلام آباد / وكالات :دعا قادة المعارضة الباكستانية الرئيس برويز مشرف إلى الاستقالة من منصبه قبل حلول موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الشهر القادم أو مواجهة خطر انزلاق البلاد نحو حرب أهلية. وجاءت هذه المطالبة بعد يوم من تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في الثامن من يناير الجاري إلى 18 فبراير المقبل، مبررة قرارها بالاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب اغتيال زعيمة حزب الشعب المعارض بينظير بوتو في 27 ديسمبر الماضي وخلفت عشرات القتلى.واعتبر جاويد هاشمي القيادي البارز في حزب الرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل رئاسة مشرف أمرا مستحيلا. كما طالب حزب الشعب بتنحي مشرف عن الرئاسة.وانضمت مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل إلى ركب المطالبين باستقالة مشرف خلال الشهرين القادمين.واعتبرت في تقرير لها عن اغتيال بوتو صدر أمس أن تنحي مشرف أمر ضروري لاستقرار البلاد قائلة «ما لم يتنح مشرف فسيزداد التوتر سوءا وقد يواجه المجتمع الدولي كابوس انزلاق دولة نووية مسلمة إلى حرب أهلية».كما دعا بيان المجموعة الولايات المتحدة -المستمرة في دعمها لمشرف- لاعتباره «مسؤولا وشريكا في مقتل السياسية البارزة» بوتو.وطالب التقرير المؤسسة العسكرية الباكستانية بأن تنأى بنفسها عن دعم قائدها السابق إذا رفض الاستقالة طواعية.وفي تطور متصل بالانتخابات طالبت أحزاب المعارضة الباكستانية الحكومة بضمان أمن قادتها ومرشحيها بعد حادث اغتيال بينظير بوتو خشية تعرض شخصيات جديدة إلى محاولات اغتيال، في ظل قرارها بالمشاركة في عملية الاقتراع رغم التأجيل الذي وصفته بـ»الظالم وغير المقبول».وطالب المتحدث باسم حزب الرابطة الإسلامية أحسن إقبال الحكومة بضمان سلامة كل المرشحين وتوفير سيارة مصفحة لزعيم الحزب نواز شريف الذي يملك أصلا واحدة قدمها له الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.وأكد المتحدث أن حزبه سيواصل حملته الانتخابية، ولكنه سيعدل البرامج العامة لزعيم الحزب في ظل الوضع الأمني الحالي.من جانبه قال فاروق نقي كبير مساعدي رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو إن حزب الشعب سيطلب من الحكومة توفير سيارات مصفحة وضمان أمن زعيم الحزب بالإنابة آصف زرداري، إضافة إلى زعماء المعارضة الآخرين بنفس مستوى الأمن للرئيس مشرف.وتزامنت هذه المطالب مع بحث قادة فيالق الجيش الباكستاني في أول اجتماع لهم برئاسة القائد الجديد الجنرال إشفاق كياني، طلب الرئيس مشرف نشر وحدات من الجيش، لتأمين الانتخابات.وقد بدأت الأزمة السياسية الباكستانية تتراجع فيما يبدو، في الوقت الذي تتطلع فيه الأحزاب للانتخابات القادمة التي من المتوقع أن يحقق فيها حزب الشعب مكاسب أكيدة.ولم تحدث احتجاجات على القرار الذي أعلنته اللجنة الانتخابية أمس الأول بتأجيل الانتخابات العامة ستة أسابيع بسبب الاضطرابات التي أثارها اغتيال بوتو.ورغم طلب الرئيس مشرف المساعدة الأجنبية في التحقيق بشأن اغتيال بوتو خاصة من شرطة سكوتلانديارد البريطانية، شدد حزبها على مطالبه بتحقيق تتولاه الأمم المتحدة على غرار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.وأشار المتحدث باسم حزب الشعب فرحت الله بابر إلى أن نظام مشرف فقد مصداقيته وأن الشك والارتياب سيبقى ما لم توافق الحكومة على التحقيق الدولي.