استشهاد نحو ألف طفل فلسطيني منذ عام 2001م
فلسطين المحتلة / وكالات :توغل جيش الاحتلال مسافة كليومتر داخل جنوب قطاع غزة وأطلقت المروحيات الإسرائيلية صواريخها على الحقول بعد ساعات من عملية نوعية نفذت فجر أمس قرب معبر كرم أبو سالم القريب من معبر رفح على الحدود مع مصر, أودت بحياة جنديين إسرائيليين وجرح أربعة, فيما سجل سقوط شهيدين. ونفذت العملية -التي فقد فيها أيضا جندي إسرائيلي- لجان المقاومة الشعبية, انتقاما لاغتيال قائدها جمال أبو سمهدانة والقائد القوقا. وشاركت في الهجوم كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس), ومجموعة غير معروفة حتى الآن تدعى جيش الإسلام. وجاء في بيان مشترك للتنظيمات "بعد سلسلة من الجرائم الصهيونية المروعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وبعد جرائم الاغتيال والاعتقال التي مارسها العدو الصهيوني أمام العالم أجمع.. حان وقت الحساب". وأعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، أن العملية قد انتهت وأن منفذيها عادوا بسلام إلى مواقعهم، وقال: "نستطيع أن نؤكد أن العملية قد انتهت وأن منفذيها عادوا بسلام والأنباء عن استشهاد منفذيها غير صحيحة". وسرد بعض تفاصيل العملية "النوعية" التي نفذت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، وهو فصيل عسكري جديد في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى "أن العملية بدأت حوالي الساعة الخامسة والربع من فجر أمس الأحد، حيث تم إنزال عدد من المهاجمين خلف معبر كيرم شالوم واستهدفت العملية تحديدا مواقع الإسناد والحماية للجيش الإسرائيلي شرق رفح". وأضاف أن المهاجمين نجحوا في تفجير مدرعة ودبابة عسكرية خلال العملية، مؤكدا أن المنفذين نجحوا في الإجهاز على الجنود الإسرائيليين المتواجدين في أحد المواقع العسكرية. ووصف أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية العملية بأنها "استشهادية معقدة تم خلالها مهاجمة عدد من الثكنات العسكرية بين معبر صوفا ومعبر كيرم شالوم"، مؤكداً تدمير عدد منها وقتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين. وأطلقت الفصائل العسكرية الثلاثة على العملية اسم "الوهم المتبدد.وكانت إسرائيل أعلنت خلال الأيام القليلة المقبلة عن تلقيها لإنذارات ساخنة عن هجوم وشيك على معبر كيرم شالوم، الأمر الذي دفع المراقبين الأوروبيين في معبر رفح البري إلى مغادرة المعبر ليومين قبل أن يعودوا إليه السبت. ويعد هذا الهجوم هو الأقوى الذي ينفذه مسلحون فلسطينيون منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في سبتمبر الماضي. وبعد ساعات قليلة من العملية -الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة- أغلق معبر رفح القريب, بعد أن عجز المراقبون الأوروبيون عن الوصول إليه بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم وإخلائهم منه "حتى إشعار آخر" حسب مسؤول فلسطيني.وينص البروتوكول الخاص بتشغيل معبر رفح على ألا يفتح إلا بحضور المراقبين الأوروبيين.ووصف وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون العملية الفدائية الفلسطينية "بالخطيرة جدا" وتوعد "بتصفية كل من تورط فيها", فيما حمل رئيس الوزراء إيهود أولمرت الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية المسؤولية عن "كل ما يترتب عن ذلك". وقد اعتبر الناطق باسم حماس سامي أبو زهري العملية ردا على الجرائم الإسرائيلية الأخيرة, فيما اعتبر قيادي الجهاد خالد البطش أن ما جرى لا يناقض ما ذهب إليه أبو ردينة مستشار عباس عن اتفاق على استمرار التهدئة, بما أن الحديث يجري عن استمرارها إذا توقف العدوان الإسرائيلي, أي أنها تهدئة مشروطة. في سياق اخر انتهت في غزة مساء أمس جولة جديدة من المحادثات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية, دون الإعلان عن اتفاق على النقاط الجوهرية الواردة في وثيقة الأسرى. ولم يصدر أي بيان عن هذه المباحثات التي شارك فيها مسؤولان بالحكومة هما وزيرا الخارجية محمود الزهار والداخلية سعيد صيام، ومندوبان عن مؤسسة الرئاسة وهما رئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح والنائب محمد دحلان. ومن المقرر أن يتواصل اللقاء بين الزعيمين في وقت لاحق وقال نبيل أبو ردينة مستشار رئيس السلطة في ختام اللقاء بين عباس وهنية إن جلسات الحوار الفلسطيني ستستمر, وإن الرجلين سيعقدان اجتماعهما الثاني لاحقاً. كما أشار إلى اتفاق الأطراف على خطورة الوضع الحالي الذي يتطلب كما قال تفويت المبررات على التصعيد الإسرائيلي. واعتبر أبو ردينة أن المهم من الحوار الجاري بين الأطراف الفلسطينية, هو اقناع العالم أن هناك حكومة فلسطينية يمكن التعامل معها. وأضاف أبو ردينة أن عباس وهنية أكدا وجود إجماع فلسطيني على ضرورة وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لإحراجها، وتفويت الفرصة عليها للاعتداء على الشعب الفلسطيني. من جهة اخرى بدأ نحو ثلاثين من الأسرى الإداريين بالسجون الإسرائيلية إضرابا مفتوحا عن الطعام. ونقلت الانباء عن أحد أسرى سجن النقب أن نحو 600 أسير إداري يستعدون للانضمام إلى الإضراب احتجاجا على استمرار اعتقالهم دون تهم، وتجاهل المؤسسات الدولية لما يتعرضون له. على صعيد اخر أفاد تقرير رسمي حديث صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية أن 951 طفلا فلسطينيا استشهدوا، فيما جرح نحو 19 ألفا آخرين خلال انتفاضة الأقصى جراء الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية بالضفة الغربية وقطاع غزة.وأوضح التقرير الذي أعده مركز المعلومات الصحية الفلسطيني التابع للوزارة ويغطي الفترة بين 28سبتمبر 2001 و20 يونيو الجاري، أن 387 طفلا سقطوا شهداء في الضفة الغربية، بينما استشهد الباقون وهم 564 طفلا في قطاع غزة. أما الجرحى من الأطفال حسب التقرير فسقط منهم في الضفة 11 ألفا و937، في حين بلغ الجرحى منهم في قطاع غزة 6 آلاف و874، ليكون العدد الإجمالي للجرحى الأطفال خلال انتفاضة الأقصى 18 ألفا و811 جريحا.ويضيف التقرير أن 12 شهيدا من الأطفال سقطوا في قطاع غزة في الفترة بين 1/5/2006 و20/6/2006، فيما جرح 117 طفلا خلال نفس الفترة منهم 71 في الضفة الغربية، و46 في قطاع غزة.في السياق نفسه أوضح تقرير آخر للوزارة أن 37 شهيدا فلسطينيا سقطوا في الفترة بين التاسع و21 من الشهر الجاري بينهم سبعة أطفال وأم حامل، يضاف إليهم ثلاثة شهداء سقطوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة لم يشملهم التقرير.أما عدد الجرحى خلال نفس الفترة فأكد أنهم 192 جريحا، بينهم 68 طفلا لا تزيد أعمارهم عن 18 عاما.واتهم التقرير قوات الاحتلال الإسرائيلية بالاستمرار في جرائم العنف والقتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، والتصعيد من هجماتها ضد المدنيين وخاصة في قطاع غزة، لافتا إلى استهداف القطاع الصحي والطواقم الطبية واستشهاد أربعة وإصابة تسعة من العاملين فيه.وأكد أن استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، مشددا على أنها تشكل انتهاكا صارخا لمعايير القانون الدولي الإنساني.