صباح الخير
غدا ستحل علينا مناسبة ينتظرها المسلمون بكل لهفة وصبر وفي مقدمتهم مجاميع الحجيج !!ألا وهي عيد الأضحى المبارك !! نرجو من المولى عز وجل أن يتقبل ويغفر ذنوب الحجاج والأمة الإسلامية جمعاء!! يارب الأرباب تقبل من كل الحجاج حجهم، وتقبل منا صالح الأعمال والأقوال.. وما أسرع الأيام، وكأننا احتفلنا بعيد الفطر قبل أيام!!لا زلت أتذكر حقاً أعيادا مضت قبل أعوام كثيرة، أتذكر الفرحة التي كانت ترسم في أعيننا حينما نعلم أن غداً هو العيد..فعيد الأضحى، كانت له فرحة خاصة، خصوصاً عندما نتجمع -نحن الأطفال- أمام الأضاحي ونشهد التضحية بها أمام أعيننا .لم أنس أبداً ذلك العيد الذي هرب فيه خروف العيد من بيت احد جيراننا، خصوصاً أنهم تركوا الباب مفتوحاً.. ولم تمح من ذاكرتي تلك الضحكات والقهقهات حين ركضنا خلف ذلك الخروف، ولا أنسى كيف ذهب الكبار بالسيارات لمحاصرته..
ومن المستحيل أن أنسى مصيره حينما دهسته إحدى السيارات بالخطأ “من لمت يمت بالساطور مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحدُ “ولا أنسى أيضاً كيف كنت أشمئز حينما أرى بعض أقاربي يتسابقون ليكتشفوا من هو أسرعهم في أكل اللحم النيء وأجمل تلك اللحظات هي ما يلي سلخ الخروف حيث نتسابق إلى المطبخ وفي أيدينا كبده الخروف بأشكال مختلفة لننعم بلذة لاتنسى وكان الأطفال يغمسون أيديهم بدماء الأضحية المهدورة على الأرض ويطبعون بها أشكال أيديهم الصغيرة والتي مازالت أثارها موجودة إلى يومنا هذا على الأرض وجدران سلالم العمارة ..ومن أروع الضحكات يوم أن كُنا ندفع قريباتنا البنات -بالغصب- ليشاهدن الخراف وهي تُذبح، وكم عاتبتني والدتي على هذا..لكنني لم أعد أفعل ذلك بعد أن أُغمي على إحدى قريباتي الصغيرات نظراً لمشاهدتها الخروف وهو يذبح .. أخبروني، هل مرت تلك اللحظات والمواقف بكم؟! وهل كانت لكم ذكريات خاصة مع الأضاحي؟.فرحة العيد أيقظت داخلي طفلاً نائما لأكثر من “15”سنة مضت من شموع عمري!! حقيقة طفولة بريئة عتى عليها النضوج!! طفل تتراقص سعادته طربا داخلي فرحا بالعيد.تذكرت وأنا صغير أذهب مع إخوتي الـ 3 إلى مرفأ الميناء العتيق تتجاذبنا نسائم الرياح ودفء المياه التي تداعبنا بحب يعتريه رعشة وابتسامة تحول أمواج زبد البحر الأبيض المملح إلى نفحات ربيعية متراشقة بين أناملنا ووجوه طريه كنسيج فراشات انفكت من انطلاقتها الأولى لتزين أريج الدنيا بشذى العطور وألوان ملائكية تبهر الكون سلبا للعقول ،كعرائس مصنوعة من حرير وريش فاره من صنع عصافير الجنة !!ونذهب في شوق مع الأهل في الساعات الأولى من بعد صلاة العيد و في أعماقنا لهفة لزيارة انساب الدم .!!فأطاحت بنا الهموم والمشاكل وتفسخ الشعور الأسري بشكل غير مبرر!! فكنا لا نطلب عيدية ولكنهم يعطونا..!! بل أصبحنا نأخذها كالصدقات ما بالكم هل انتم أقارب بل قد أثبت بعضكم على أنفسهم وللأسف لقب “العقارب” !! على ما أتذكر !! وهناك من مازالوا يحتفظون بشيء اسمه الإنسان بين جنباتهم وبين نظرات ماكرة من بني جنس غير معروف !!أنهم بنظر المجتمع للأسف مركونون بين سطوح الرفوف الرثة المتكسرة التي كستها أوكار العنكبوت المحنطة!!لا أذكر كيف كان شعوري حينها، ربما كان سعيدا!!وأنتم.. ماذا عنكم، وعن طفولتكم، وعن العيد معكم في أيامنا هذه..؟؟ فقد كنا ننتظره قبل قدومه بشهرين..وليلة العيد لا يغمض لنا جفن من شوقنا لهذا اليوم..وما أجمله من يوم.. كان!!وكل عام وانتم سالمون....
