فلسطين المحتلة/وكالات:أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس سراح 29 أسيرا فلسطينيا من غزة بعدما أفرجت أمس الأول عن 57 أسيرا من الضفة، وذلك في إطار ما وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائهما الأخير بالقدس.وتأخر إطلاق سراح أسرى غزة إلى أمس بدعوى انتظار توقيع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على أمر الإفراج بعد اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا، بينما لم يحتج أسرى الضفة إلى هذا التوقيع لكون الضفة الغربية واقعة تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشر.ووقع بيريز أمر الإفراج عن 29 أسيرا من حركة التحرير الفلسطيني (فتح) في إطار ما قالت إسرائيل إنه محاولة لتعزيز موقف عباس بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة.وأشارت الصحف الإسرائيلية أمس إلى أن سبب تأخير إطلاق أسرى غزة يعود إلى رسالة أرسلها رئيس أركان جيش الاحتلال غابي إشكنازي إلى بيريز جاء فيها أنه من غير الأخلاقي إطلاق سراح أسرى من غزة في الوقت الذي تأسر فيه فصائل فلسطينية الجندي جلعاد شاليط، ولكن مكتب بيريز لم يعلق على الأمر. ومن سجن كيتسيوت الصحراوي جنوب إسرائيل وضع الأسرى في حافلات توجهت بهم نحو حاجز بيت حانون بين إسرائيل وقطاع غزة حيث استقبلهم هناك حشد من الفلسطينيين.وكانت سلطات الاحتلال أطلقت الاثنين 57 سجينا من فتح من نفس السجن وأوصلتهم إلى الضفة الغربية, وأعلنت إلغاء الإفراج عن أحد الأسرى بحجة أنه غيّر انتماءه السياسي داخل المعتقل.وقال المراقبون إن فترة محكومية معظم المفرج عنهم أوشكت على الانقضاء, مشيرين إلى أن 60 أسيرا كان من المقرر الإفراج عنهم العام المقبل.وقد لقيت عملية إطلاق الأسرى ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والشعبية.وعبر فلسطينيون عن فرحتهم بإطلاق ذويهم متمنين إطلاق سراح الآخرين، في حين بقيت آلاف الأسر على أمل إطلاق أبنائها حيث يصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال إلى نحو 11 ألفا.وسبق أن أفرجت إسرائيل عن نحو 250 أسيرا معظمهم من فتح يوم 20 يوليو الماضي.سياسيا رحبت الرئاسة الفلسطينية بالعملية، إلا أن حركة حماس رأت في تصريح للمتحدث باسمها سامي أبو زهري أن الإفراج عن الأسرى يهدف إلى "تكريس الانقسامات الداخلية وتحسين صورة الاحتلال لدى الرأي العام العالمي".من جانبها أكدت تل أبيب أن مبادرة الإفراج عن الأسرى تهدف إلى دعم الرئيس عباس قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الخريف القادم، ولكن جيشها في المقابل اعتقل أربعة فلسطينيين في قرية بيت لقيا جنوب غرب رام الله، وشن حملة مداهمات في البيرة وبيتونيا قرب رام الله إضافة إلى اقتحام مخيم بلاطة قرب نابلس. يأتي ذلك بينما قالت مصادر رسمية فلسطينية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني سيلتقيان اليوم الأربعاء. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن "اللقاء مرتقب عقده اليوم الأربعاء"، دون تقديم مزيد من التوضيحات.