أقواس
إن تجاهل التاريخ لن يفيد ، ولايمكن أن ينام الناس ثم يصحوا فاقدي الذاكرة ، حقيقة أن ما جعلني أصرخ بالحبر في الكتابة ، في الصورة الحاليه لهذا الزمن العربي ، لا وصف لما نحن فيه ، لاتسمية .. فهذا الزمن العربي لا يوصف ولا يسمى ، فيه أختلطت الأوراق خلطاً سيريالياً ولا يسمى ، عجيباً فلم نعد نعرف هل هي المهانة بالتقسيط وبالتنقيط أصرخ بالحبر في الكتابة ، في الصورة الحالية لهذا الزمن العربي لا يمكن أن نكتب بالشوكة والسكين ، وإنما يجب أن ننقض على ما يجرى كالنسور الجارحة، لا يمكن أن نكون عقلاء في غابة من المجانين ، ولا نجوم سينمائي كرنفال من القبح ، ولا أصحاب منطق في عالم منفلت ، متهور بلا منظق أن الوطن العربي يمر في حالة فوضى وضياع ، لا شبيه لها حتى لو بدت هذه الحالة مكتومة ومهضومة فهو يمشى على حقل من الألغام ، والتاريخ في مأزق والجغرافية متورطة ، والخريطة السياسية متحركة ، فالوليمة مباحة لمن يمتلك مخالب وأنياب حادة ، وقد بدأت الخارطة الجديدة تفرض نفسها على الواقع ، وتحددت أولويات ذلك بخريطة سياسية جديدة وتسويه نهائية ومعتمدة للصراع العربي الإسرائيلي وضمان حماية الدولة العبرية الشرسة ، فعند القوى الغاشمة لا فرق بين مصر والسودان ولا الكويت والعراق ولا المغرب والإمارات ، فنحن بالنسبة لها مجرد مصالح، تأكلها لحماً ثم تلقي بها عظماً ، ولا يجوز أن نتصور غير ذلك . [c1]محمد حسين بيحاني [/c]