إحدى طائرات التحالف تسببت في حريق مصفاة الشعيبة بجنوب العراق
الحكيم مع رايس
بغداد/14 أكتوبر/ بول تيت: امتدحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي وصلت إلى العراق أمس الثلاثاء في زيارة مفاجئة قادة العراق بعد ان أقر البرلمان أول قانون من سلسلة قوانين تهدف إلى المصالحة بين الفصائل العراقية المتناحرة. وصرح مسئولون بأن رايس عقدت فور وصولها إلى بغداد اجتماعا مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق الشيعي ثم اجتمعت مع وزير الخارجية هوشيار زيباري وهو كردي كما اجتمعت مع الرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني وأيضا مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني. وتريد واشنطن من حكومة المالكي المنقسمة على نفسها ان تعكس المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق من خلال تحقيق تقدم في عملية المصالحة السياسية بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية التي كانت مهيمنة يوما على العراق أثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين. وتجيء زيارة رايس للعراق بعد ان مرر البرلمان العراقي يوم السبت قانون «المساءلة والعدالة» الإصلاحي بدلا من قانون اجتثاث البعث الذي يسمح بعودة الآلاف من أعضاء حزب البعث السابق للوظائف الحكومية والذي يعتبر من الخطوات الضرورية التي حددتها واشنطن لتخطي الانقسامات الطائفية في البلاد. وقالت رايس في مؤتمر صحفي «هذا القانون.. هو بكل وضوح خطوة إلى الأمام في عملية المصالحة انه بكل وضوح خطوة إلى الأمام في عملية تضميد جراح الماضي.» وقالت رايس في مؤتمرها الصحفي «نعم مازال هناك الكثير من العمل. لقد تحدثت مع الزعماء اليوم بشأن قانون السلطات المحلية عن الحاجة لانتخابات محلية وتحدثنا عن الحاجة إلى قانون خاص بالهيدروكربون.» وفي حديثها عن التقدم السياسي قالت رايس «رغم انه لم يسر بالسرعة التي يريدها بعضنا في واشنطن إلا انه سار بالقطع قدما إلى الأمام.» وأعلن البيت الأبيض ان رايس توجهت أمس الثلاثاء إلى بغداد للبناء على ما تراه إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تقدما بشأن المصالحة السياسية في العراق. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين في العاصمة السعودية الرياض ان بوش ورايس قررا ان تنفصل وزيرة الخارجية الأمريكية عن الوفد الأمريكي الزائر في السعودية والقيام بزيارة مفاجئة للعراق.، وأضاف جوندرو «الرئيس بوش والوزيرة رايس قررا ان هذه ستكون فرصة طيبة للوزيرة للذهاب إلى بغداد للبناء على التقدم الذي تحقق والتشجيع على مزيد من المصالحة السياسية والعمل التشريعي.» ووصف بوش تمرير القانون الخاص بالبعثيين السابقين بأنه خطوة هامة على طريق المصالحة. وأطلعت رايس رئيس الوزراء العراقي على نتائج جولة الرئيس الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وأبلغته ان استقرار العراق من استقرار المنطقة كلها. وصرح المتحدث الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ أمس الثلاثاء بأن وزيرة الخارجية الأمريكية نقلت لرئيس الحكومة العراقية رغبة الرئيس الأمريكي في سحب نحو 30 ألف جندي أمريكي من العراق بحلول منتصف العام الجاري. وقال الدباغ ان رايس «تحدثت مع رئيس الحكومة حول إمكانية خفض عدد القوات المتعددة الجنسيات في العراق.»، وأضاف ان «الحديث تركز حول عدد القوات الأمريكية التي تم إضافتها العام الماضي والتي تقدر بحوالي ثلاثين ألف جندي أمريكي...وان الجانبين بحثا إمكانية إكمال سحب هذه القوات بحلول منتصف هذا العام.» وقال الدباغ ان رايس اطلعت المالكي على النتائج التي حققتها زيارة بوش إلى المنطقة «والمباحثات التي أجراها مع قادة هذه الدول وخاصة ما يخص منها الشأن العراقي.»، وأضاف ان رايس عبرت خلال اللقاء عن «رغبة الرئيس بوش التي نقلها الى قادة هذه الدول في رؤيته المتعلقة بحشد جهد إقليمي لمساعدة الحكومة العراقية وجهود الرئيس بوش في محاربة المجموعات الإرهابية التي تحاول زعزعة امن واستقرار العراق.» وكان بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة العراقية أعلن ان اللقاء بين الطرفين تناول العملية السياسية في العراق وان المالكي أكد خلال اللقاء للوزيرة الأمريكية ان حكومته «تعمل بجد على تثبيت أسس الديمقراطية والحرية والعدالة وسيادة القانون وإشاعة أجواء المصالحة الوطنية في العراق الجديد.»، وأضاف البيان ان المالكي أكد لرايس عن حرص الحكومة «على بناء أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم... والعمل على إعادة الثقة والتواصل مع المجتمع الدولي في المجالات السياسية والاقتصادية.» وفي الكويت أطلع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر بوش على تطورات الموقف في العراق. وقال الرئيس الأمريكي يوم السبت ان الإستراتيجية الأمريكية الجديدة حالت دون استمرار تدهور الموقف. وصرح بوش بأن المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق ستسمح بعودة بعض القوات الأمريكية إلى الوطن. ويعتزم الجيش الأمريكي سحب أكثر من 20 ألف جندي من العراق بحلول منتصف العام. على صعيد أخر قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني في بيان إن طائرة هليكوبتر تابعة لقوات التحالف هي التي تسببت في حريق ضخم شب بمصفاة الشعيبة بجنوب العراق أمس الثلاثاء. وأضاف أن التقرير المبدئي يشير إلى أن الحريق نجم عن تحليق طائرة هليكوبتر من طائرات قوات التحالف فوق المصفاة وأنه الحادث تسبب في فقد كمية كبيرة من الغاز.