جانب من مظاهر الحياة في البصرة بعد الاشتباكات بين انصار الصدر والقوات الامريكية والعراقية
البصرة/14 أكتوبر/رويترز: قال العراقيون في البصرة أمس الأربعاء بعد ان نظفوا محالهم وغامروا بالخروج إلى الشوارع إثر أسبوع من الاشتباكات الدموية إنهم يخشون من ان يكون السيناريو الأسوأ للعنف لم يأت بعد. وشهدت البصرة مركز إنتاج النفط العراقي هدوءا نسبيا خلال الأيام الثلاثة الماضية منذ أمر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مقاتلين من ميليشيا جيش المهدي التابعة له بالابتعاد عن الشوارع بعدما خاضوا معارك شرسة مع قوات الأمن العراقية. لكن الصدر رفض أمرالرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لجيش المهدي بتسليم أسلحته ويخشى كثيرون من وقوع مزيد من العنف خاصة قبيل انتخابات المحافظات المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل. وقال ناظم جميل الموظف الحكومي البالغ من العمر 51 عاما انه يعتقد ان هذه المعارك ستستمر على نحو أشرس إذ ان الأمور لم تنته بعد. وأضاف ان الميليشيات لا تزال قوية والمالكي لم يحقق شيئا ولم ينجح في نزع سلاحها. وقالت وزارة الداخلية العراقية ان 210 أشخاص قتلوا وأصيب 600 في البصرة خلال القتال الذي كشف عن صدع عميق بين الأحزاب في الحكومة وإتباع رجل الدين الذي يحظى بالشعبية الصدر الذي دعم صعود المالكي الى السلطة في 2006 لكنه سحب دعمه بعد ذلك بعام. وتتنافس الأحزاب والمليشيات الشيعية على السلطة منذ سنوات في معركة يتوقع ان تتصاعد قبيل الانتخابات الإقليمية. وقال زهير عبد الله الذي يعمل في تصنيع المعادن ويبلغ من العمر 34 عاما ان الوضع هادئ لكن العمليات الأمنية لا تزال مستمرة موضحا أنها ستثير العنف ثانية مما يجعله يفكر في مغادرة المدينة.، وأضاف ايمن نوري وهو صاحب متجر يبلغ من العمر 32 عاما ان الوضع يمكن ان ينفجر في أي وقت لان القضية سياسية. ويتنافس الصدريون الذين قاطعوا انتخابات المحافظات في 2005 على السيطرة على الجنوب المنتج للنفط ذي الأغلبية الشيعية مع منافسهم القوي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. والمجلس هو اكبر حزب شيعي في الحكومة وحليف لحزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي. ولاعب آخر على الساحة السياسية هو حزب الفضيلة الأصغر الذي يسيطر على صناعة النفط المحلية. واتهم الصدريون المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بمحاولة إضعافهم قبيل انتخابات المحافظات التي يتوقع ان يحققوا فيها مكاسب كبيرة على حساب المجلس الذي يسيطر على كثير من الهيئات المحلية في الجنوب. وقالت الحكومة ان الحملة التي شنتها في البصرة محاولة لتأكيد سلطة الدولة في مدينة تشهد غيابا للقانون. وعبر كثير من الناس في البصرة عن غضبهم الشديد إزاء الدمار الذي لحق بممتلكاتهم خلال القتال. وأعلن الصدر وقفا مفاجئا لإطلاق النار بعد محادثات خلف الكواليس مع الأحزاب في الحكومة العراقية. ويقول معاونو الصدر ان جزءا من الاتفاق هو ان تنهي السلطات اعتقال أتباعه وان تنفذ عفوا لتحرير السجناء. وقد اشتكى الصدريون من ان أنهم لم يستفيدوا من قانون العفو الجديد الذي مرره البرلمان في فبراير. ومن بين السكان الذين تسود معظمهم حالة من التشاؤم كان بعضهم أكثر ايجابية وتفاؤلا. وقالت نزيهة عواد ربة منزل تبلغ من العمر 48 عاما أنها تعتقد ان الحملة بداية التغيير وإنها ستنتهي باعتقال وقتل جميع رجال العصابات. وأوضحت ان الحكومة تتحرك في الاتجاه الصحيح.