أثارت رسالته جدلاً وانتقادات واعتبرت هدفاً لتلطيف صورة بن لادن
الكويت / متابعات : أثارت رسالة وجهها نائب إسلامي بارز بالكويت إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جدلا وانتقادات له لمخاطبته بـ"الشيخ" ودعوته إلى "الجلوس مع العلماء والاستماع لهم"، فضلا عن تعبيره عن " إعجابه بجهاده " . وجاءت رسالة النائب وليد الطبطبائي عبر صحيفة " الوطن " الكويتية منذ أيام. وقال فيها : " وكاتب هذه الرسالة من الناس الذين يقدرون ويحترمون جهادكم السابق في تحرير أفغانستان من الغزو الشيوعي الروسي ، وما بذلتموه وقتها من مال وجهد وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل الله عز وجل ، نسأل الله أن لا يضيع ذلك العمل .. وأيضاً فإن كاتب هذه الرسالة من الناس المحبين للعمل الإسلامي والدعوة إلى الله عز وجل ، ومن المناهضين للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة سيما ما تفعله اسرائيل باخواننا المسلمين في ارض فلسطين " . وأضاف مخاطبا بن لادن مطلقا عليه "الشيخ أسامة": "إن خطابكم الاخير الذي تم بثه قبل ايام عبر وسائل الاعلام اثار في نفسي الكثير من التساؤلات العديدة حول التأثيرات السلبية التي تسبب بها هذا الخطاب نظراً لغياب البعد السياسي في هذا الخطاب.. كيف يصلح ان تدعو الشعب الامريكي للاسلام وانت تعترف بجرأة كبيرة بانك وراء قتل الآلاف منهم في احداث 11 سبتمبر 2001، الا تعتقد ويعتقد كل عاقل بان هذا تنفير لهم عن الاسلام؟! فانت اما ان تدعوهم للاسلام بالترغيب والطف العبارة، واما ان تحاربهم وتقاتلهم ولكن ان تعلن الحرب عليهم وتقاتلهم وتدعوهم للاسلام في الوقت نفسه فهذان الامران لا يجتمعان بل يزيد من حقدهم على المسلمين وكراهيتهم للاسلام ونفورهم منه".وتابع: " وعليه فإني اسأل الشيخ اسامة واقول له: ان الخط الذي تسيرون عليه اضر بالعمل الاسلامي والدعوة الاسلامية في شتى انحاء العالم، فلماذا لا تعيدون النظر في سياستكم وفي خططكم؟! ولماذا لا يتم استشارة العلماء الثقاة واهل الرأي والحكمة في العالم الاسلامي؟! ولماذا لا يكون مثل هذا الامر شورى بين قادة الرأي وساسة الفكر في العالم الاسلامي حتى تعلموا هل ما قمتم به صواب ام خطأ؟ وكيف السبيل الى تصحيح الاخطاء والنهوض من جديد بالأمة؟!".وختم رسالته بالقول: "أسأل الله ان يحفظ اهل الجهاد الصادق، وأن يعز الاسلام واهله، وان يبعد عنا الفتن والمحن والبلايا.. آمين. أخوكم د.وليد مساعد الطبطبائي". ولقيت رسالة النائب الكويتي انتقادات عديدة أبرزها ما كتبه الكاتب ورجل الأعمال أحمد الصراف، والذي يكتب عمود "كلام الناس" في صحيفة القبس الكويتية منذ 16 عاما. وقال الصراف لـ" العربية.نت ": لقد تعامل النائب الطبطبائي مع الموضوع بخفة لا تليق بمقامه كممثل للأمة، وهذا يدل على عدم إدراك خطورة مخاطبة شخصية مطلوبة عالميا لدورها الواضح الذي اعترف به في قتل الآلاف والاضرار بالملايين من العرب والمسلمين بالذات. وانتقد الصراف بشدة مخاطبة بن لادن بـ"الشيخ" لافتا إلى ورود هذه الكلمة 8 مرات في الرسالة. وقال : يخاطبه بأخي والشيخ وهذه لهجة مخاطبة وليست لهجة عتاب، ولا يجوز معاتبة ونصيحة رجل مثل أسامة بن لادن سبب هذه الجرائم كلها. وأضاف " كيف يطلب من شخصية مطلوبة عالميا ويعرض عليه الجلوس مع العلماء والتحدث معهم وأخذ رأيهم ونصيحتهم، أين سكون هذه اللقاء في نيويورك..". ورأى الكاتب أحمد الصراف أن "ما قام به بن لادن لا يتعارض مع اعتقادات الطبطبائي ولولا ذلك لم أعطاه النصح، وثمة فارق بين النصح والتجريم". كما رأى أن "هدف المقال تلطيف صورة بن لادن ورفع العبئ الثقيل الذي رمي عليه بأنه مجرم ومطارد ومخاطبته كأنه إنسان عادي. وهدف المقال ليس إظهار خطأ بن لادن بقدر ما هو التماس العذر له".واتهم الصراف النائب الطبطبائي بأنه "من أنصار بن لادن ومن المعجبين به".