كثيرة هي الكتابات التي تناولت الضوضاء وأخطارها على الإنسان ، الا أن الضوضاء لاتزال ظاهرة في عصرنا ، فهي على أختلاف أنواعها ومصادرها تشكل خطراً حقيقياً على الإنسان ربما تؤدي به إلى الموت ، ولقد سبق لي وعرضت في مقالة سابقة بعض المواقف التي كانت الضوضاء سبباً مباشراً للقتل . وفي صحفنا المحلية كثرت المقالات التي يطالب فيها كتابها إيقاف الضوضاء ، والحد من ارتفاع الأصوات المرتفعة في المساجد ، والأعراس ومحلات بيع الأشرطة وغيرها ، وآخر تلك المقالات هي تلك التي كتبها الصحفي المقتدر فريد الصحبي والمنشورة في الصفحة الأخيرة من صحيفة 14 أكتوبر الصادرة في يوم الخميس الموافق 5 ابريل 2007م ، والتي استنكر فيها ارتفاع أصوات مكبرات الصوت في المساجد وغيرها ، وناشد القائمين على شؤون المساجد بتخفيض تلك الأصوات ، والحد من الضجيج ، ولقد كان فريد صحبي مصيباً حين دعا إلى تأسيس ( جمعية مكافحة الضجيج ) من مهامها مكافحة الضجيج الصادر من أي مكان ، واقتصار ميكرفونات المساجد على الأذان فقط ، مع تخفيض الصوت الحالي ، والاقتصار على الميكرفونات الداخلية عند نقل الصلاة ، بالإضافة إلى منع استخدام مكبرات الصوت في الأعراس التي تقام في المنازل والشوارع ، ومنع استخدام نفير السيارات العالي في مواكب الأفراح ، ومنع استخدام مكبرات الصوت لأي غرض كان ، سواء للترويج للسلعة ، أو للتسول أو للدعايات الانتخابية إلى غير ذلك . وباعتباري إماماً وخطيباً لجامع الهاشمي في الشيخ عثمان ، فإنني بالقدر الذي أؤيد فيه الأخ فريد الصحبي بتأسيس جمعية مكافحة الضجيج ، أدعو إلى صياغة ميثاق شرف يلتزم به جميع أئمة وخطباء المساجد ، بتحديد الأوقات التي يسمح لهم فيها باستخدام مكبرات الصوت ، والأوقات التي يحظر عليهم فتحها ، وكذا مقدار درجة الصوت المسموح به ، ودائرة انتشاره وعلى أساس ميثاق الشرف الذي يتم الاتفاق عليه تلتزم وزارة الأوقات ومكاتبها التنفيذية بمتابعة تنفيذه ، وبالتالي معاقبة المخالفين ، بعد إبلاغهم كتابةً بالمخالفة ، على أن يكون الإبلاغ بالاسم تحديداً ، لا اكتفاء بالتعميم كماهو المعمول به حالياً . وفي الوقت نفسه نطالب السلطات المحلية بوضع ضوابط للحد من الضوضاء في الشوارع والحارات والساحات العامة على اختلاف أنواعها ، والعمل الفوري على إيقاف مصادر الضوضاء أي كان مصدرها ومهما كانت أسبابها ، بل إننا نطالب بقانون ينظم ذلك .[c1]* فضيلة الشيخ الدكتور / علوي عبدالله طاهر أمام وخظيت جامع الهاشمي في الشيخ عثمان [/c]
أخبار متعلقة