أقواس
نهلة عبداللهإذا كان علينا أن نهتم بالعملية الصحفية، فإننا نلفت النظر إلى الأقلام الشابة الجديدة التي بدأت تساهم في الصحيفة.ما تكتبه هذه الأقلام يعبر عن خطوات إيجابية تحققت حتى الآن في إطار التحرير، ولكنها ما زالت في مرحلة يفترض أن تحرص من خلالها على القراءة واختيار الموضوعات بدقة والتأني في طلب الشهرة، والصبر على المتاعب، والتواضع الواثق من النفس والعلم.أرجو أن يفهم أبنائي قصدي بالحب الذي لمسته خلال تعاملي معهم... وأشهد لهم على المثابرة، فقد استطاعوا تقديم موضوعات جيدة بصورةٍ جيدة، وهناك فرق في التميز ليس في التناول فقط، ولكن في الأسلوب أيضاً، والقراءة المكثفة، ومتابعة الصحف والدوريات، والإطلاع عبر النت على الجديد في دنيا العلم والثقافة العامة، وتعلم بعض اللغات بجانب كتابة المقالات.وحين لا يجد كثيرون منهم من يهتم بهم قدحاً أو مدحاً نظراً لكثرة المساهمين عليهم ابالتواصل والمتابعة الجادة، لأنّه لا يزال في طريق صاحبة الجلالة كثير من الاحتياجات والشروط المطلوب توافرها فيمن يهتم بالمستقبل.فتلك سياسة ينبغي لنا أن نحرص عليها حتى يكون لأجيالنا الصاعدة مكاناً بجانب كتاب خبراء من جيل الآباء.وكلمة أخيرة لزملائي من جيل الآباء أقول لهم إنّه من خلال صورة الأشعة الدقيقة التي تعرضها الصحيفة علينا يومياً يتبين أيضاً أنّ الاهتمام بالنقد لا يلقى قسطاً كبيراً من رعايتهم، على اعتبار أنّه إذا كان النقد غائباً عن الساحة فلا محل لتقويم هذه الأقلام أو بمعنى آخر استثناء النقد من القاعدة بوجه خاص.ولهذا يحتاج الأمر إلى مراجعة هذه الجوانب ونقدها مع التعمق في موضوعيتها التي قد يكون أصاب بعضها أو فاته الصواب البعض الآخر.وأعتقد أنّ التخصص لا يجعل القلم صحفياً خصوصاً إذا وقفت مهمته عند الدراسة فحسب، والأهم في ذلك هو الاستناد إلى الأكاديمية بحيث تصبح خلفية للقلم المهتم، إلى جانب إتقان الصحافة كفن.هذا ما نحاول توضيحه وتقديم الاقتراحات البناءة لهم بتطوير ملكاتهم كي تواكب العصر وتسير مع الأحداث، ونتمنى أن تصل إلى مرحلة النضج عن استحقاق إن شاء الله.وهذا رجاء نجد أنفسنا مضطرين للإشارة إليه.