كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي خلال مؤتمر صحفي في طهران يوم امس
طهران/14أكتوبر/ رويترز:نقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي قوله إن إيران أعدت اقتراحاً نووياً معدلاً وإنها مستعدة لإجراء محادثات مع القوى العالمية.جاء الإعلان قبل يوم واحد من عقد ست من القوى العالمية مباحثات على مستوى عال في ألمانيا بشأن ما ينبغي عمله نحو برنامج إيران النووي. ويشتبه الغرب في أن الجمهورية الإسلامية تسعى لصنع قنبلة ذرية فيما نفت إيران ذلك.ونقلت قناة العالم التلفزيونية الفضائية الإيرانية الناطقة باللغة العربية عن جليلي قوله: « إيران أعدت اقتراحا نوويا معدلا ومستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى العالمية».ونقلت وكالة الإنباء الإسلامية الرسمية عن جليلي قوله: إن إيران مستعدة لاستخدام «قدراتها لإزالة بواعث القلق الشائعة على الساحة العالمية.»ومثل هذه اللهجة تزرع الشك لدى العواصم الغربية بان اقتراح إيران مثل غيره سابقا لن يتناول بشكل محدد بواعث القلق لديهم بشأن طموحاتها النووية وانه مجرد خدعة لكسب الوقت وتفادي التهديد بالمزيد من الإجراءات العقابية.إلى ذلك رفض مسؤول أمريكي بارز التصريحات المنسوبة إلى جليلي المتشدد قائلا: انه لا يوجد فيها شيء جوهري على الإطلاق.وأوضح المسؤول لرويترز انه يعتقد أن التصريحات جاءت في وقت متعمد لإحداث شرخ داخل القوى الخمس بإعطاء روسيا والصين سببا للخروج من الصف بشأن عقوبات إيران.وكانت موسكو وبكين الشريكتان التجاريتان الرئيسيتان لإيران تعارضان من فترة طويلة فرض عقوبات مشددة.وكانت إيران قد رفضت مراراً مطالب بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه للإغراض العسكرية والمدنية على حد سواء أو حتى تجميده عند المستويات الحالية.وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أمهل إيران حتى وقت لاحق من الشهر الجاري لقبول عرض من القوى الست الكبرى بإجراء محادثات بشأن منحها حوافز تجارية إذا ما تخلت عن إنتاج الوقود النووي وإلا واجهت عقوبات أشد.ولم يتضح على الفور مضمون اقتراح طهران أو المدى الذي وصل إليه في تبديد بواعث قلق القوى الست. من جانب آخر أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أن الإدارة الأمريكية رأت التقرير لكن لم تتلق رداً محدداً من الإيرانيين بشأن ذلك.وبشأن عرض أوباما لإجراء محادثات أضاف قائلاًً:«لا يزال مطروحاً ولا يزال ينتظر رداً».وردا على سؤال بشأن التقرير الذي يشير إلى استعداد إيران لإجراء المباحثات، أوضح دبلوماسي غربي لرويترز في فيينا انه إذا تأكد ذلك... فسيكون ذلك بطبيعة الحال موضع ترحيب كبير.لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قال: إن إيران لم تقم بأي اتصال معها بعد وأكد قائلاً: بالنسبة لنا فالموقف لم يتغير.وكانت ألمانيا قد قالت أنها ستستضيف محادثات رفيعة المستوى هذا الأسبوع مع الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا.من جهة ثانية أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاثنين الماضي أن على إيران أن تدرك إلى أي مدى يبدو الموعد النهائي الذي حدده أوباما «جادا جدا».وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي هذه التصريحات وأشار إلى أن العقوبات لن تؤدي إلى نتيجة.ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله « هذه التصريحات التدخلية تبين انه لا يوجد لديهم فهم واقعي أو صحيح بشأن التطورات في إيران كما أنها تدخل واضح في الشؤون الداخلية لدولة أخرى».وعلى الصعيد نفسه أوضح تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر في الأسبوع الماضي أن إيران تجاهلت مرة أخرى طلب مجلس الأمن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم والتعاون مع تحقيقات الوكالة الهادفة «لاستبعاد احتمال وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني.»وربما تستهدف واشنطن وحلفاؤها واردات إيران من البنزين في جولة رابعة محتملة من العقوبات. وهذا سيضر كثيرا بإيران التي تستورد 40 في المائة من احتياجاتها من البنزين رغم أنها خامس اكبر دولة مصدرة للنفط. وكانت روسيا والصين قد أيدتا على مضض الجولات الثلاث السابقة من العقوبات الدولية ضد الصناعات النووية والصاروخية في إيران منذ عام 2006 مع إنهما بذلتا جهداً كبيراً للتخفيف من الإجراءات قبل التصويت عليها في مجلس الأمن.وكان الرئيس محمود احمدي نجاد قد أكد في ابريل الماضي قبل إعادة انتخابه المتنازع عليها في يونيو حزيران أن إيران أعدت مقترحاتها الخاصة لإنهاء الأزمة. لكن لم تظهر أية تفاصيل لهذه المقترحات.وعرضت القوى الست في البداية حوافز تجارية ومالية ودبلوماسية على إيران في عام 2006 مقابل تعليق التخصيب. ولمح رد إيران إلى بعض المرونة لكنه استبعد التعليق كشرط مسبق للمحادثات.وأدخلت القوى الست تحسينات على العرض في يونيو 2008م لكنها احتفظت بالشرط المسبق. وكانت إيران قد طالبت باتفاق أوسع للسلام والأمن وهو ما رفضه مسؤولون غربيون بوصفه اقتراحاً غامضاً غير ذي صلة بالموضوع ورفضت أي صيغة «متعالية» لتعليق التخصيب.ويؤكد دبلوماسيون أن المسؤولين الغربيين اقترحوا وسيلة لحفظ ماء الوجه للدخول في المحادثات بتجميد التوسع في التخصيب مع بقاء التعليق كهدف مقابل الحوافز. لكن طهران استبعدت أي تجميد من هذا النوع.