جمال عبدالحميدقد تتفاوت الآراء والتحليلات وتختلف وجهات النظر حول أهمية وجدوى التشكيل الحكومي الجديد .. إلا أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني يتفقون على أن هذا التشكيل الحكومي الجديد لم يكن مفاجئاً .. بل متوقعا خصوصاً بعد نجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية في سبتمبر من العام الماضي .وإذا كانت مرحلة ما بعد الانتخابات قد استدعت هذا التشكيل الحكومي , إلا أن الأصل في الشيء هو كيفية التعامل والتعاطي معه كمشهد جديد , يتجدد برجاله في وطن كبير يتسع لكل الشرفاء والمخلصين من أبنائه .هذا هو الفصل الأول من المشهد الجديد الذي يدعونا جميعاً إلى التعاطي معه ابتداءاً والتسليم بمشروعية التغيير كحاجة نفسية من جانب وحق مشروع ومطلوب من جانب آخر تفرضه خصوصية المرحلة الراهنة التي يجب أن تجاري الزمن استغلالاً وتتعامل مع المسافات اختصاراً لإنجاز العديد من المهام التنموية الماثلة في الساحة الوطنية للنهوض بهذا الوطن وتنميته ورفع مستوى معيشة أفراده .المشهد جديد .. وحكومة جديدة .. قد تتفاوت الآراء والتحليلات إزاءها .. لكن علينا أن نتفق مسبقاً على التسلح " بالأمل " وألا نفترض " موت " هذا القادم الجديد قبل ولادته .. كما يلاحظ في سياق بعض الآراء والتحليلات في صحف المعارضة التي صورت الأمور كما لو أنها في أجواء ضبابية تشع احباطاً ويأساً يقضي على كل مؤشرات التفاؤل والأمل لدى كل البشر , هذه هي الصور الاستباقية القائمة التي يتسابق بعضهم على نسج خيوطها للمشهد الجديد الذي لم يرفع الستار بعد عن أول فصوله .وبعيداً عن هذه الصورة .. وذاك المشهد .. دعونا ننظر إلى هذا التشكيل الجديد من زاوية أخرى أكثر إشراقاً وأملاً .. ولنتوقف قليلاً عن تسويق آرائنا وعرض تحليلاتنا التي توجع ادمغة قراءنا وتبني حواجز نفسية محبطة في عقول شعبنا عن حكومة جديدة لم تمارس بعد مهامها .. ولم يحن الوقت للحكم عليها أو محاكمتها .. ومن الإنصاف إلا نستبق الأحداث ومن المبكر جداً قراءة الفنجان عما ستكون عليه الأمور في مستقبل الأيام وهي في الأصل مفتوحة على غير احتمال .فلماذا الاستعجال يا حملة الأقلام وإصدار الأحكام قبل الأوان ..؟ باختصار .. نريد أن يكون لصرير أقلامنا هدفاً ومعنى .. نريدها أن تعكس بحيادية ومسؤولية وطنية هموم وقضايا بلدنا .. لنتفق هذه المرة ونستشف آفاق المستقبل بعين بصيرة.. ونسطر بالحبر الأسود نوافذ مضيئة لا تستبق الفشل بل وترفضه وننشد النجاح ونصر على تحقيقه .دعونا .. نتفق على عناوين رئيسة تجاري المرحلة وتتعاطى مع المنجزات وتتفاعل معها بقدر من الإيجابية .. ليس بقدر عشقنا الغريب وسباقنا العجيب في كشف الإخفاقات وأوجه القصور وبعض الاختلالات ولكن بشيء من الانصاف وبعض سطور الإشادة , دعو أقلامنا تتحرر من البكاء والنحيب في كل الأوقات .. وأمنحوها الحق في أن تنشد " الأمل " وترقص فرحاً ولو لبعض اللحظات ! .
أخبار متعلقة