مقديشو / 14 أكتوبر / رويترز/ من: إبراهيم محمد وعبدي شيخ :اختتم مؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال والذي اعتبره كثيرون أفضل أمل لتحقيق السلام في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي أعماله امس الخميس بمجموعة من القرارات ولكن دون تأثير مرئي على الهجمات المسلحة التي تعم أرجاء البلاد.وسادت نبرة تفاؤل لدى ممثلي الحكومة الصومالية ونحو ألفي مندوب شاركوا في المحادثات التي أجريت في مجمع قديم للشرطة في شمال مقديشو.ووصف موسى كولو المتحدث باسم رئيس الوزراء الصومالي محمد علي جيدي المحادثات بأنها "ناجحة" وذلك قبل أن يتوجه جيدي والرئيس عبد الله يوسف إلى مقر المحادثات الذي يخضع لحراسة مشددة وكان هدفا في مرات عديدة لهجمات بقذائف المورتر منذ بدء المحادثات في 15 يوليو الماضي.وقال كولو "أثبتنا أننا قادرون على الاجتماع في بلدنا. والحكومة مستعدة لتنفيذ كل الاتفاقيات التي توصلت إليها. والمحادثات وسيلة جيدة للبدء في إعادة السلام."واتفقت الوفود ومن بينهم دبلوماسيون أفارقة وممثلون لجميع العشائر الصومالية الرئيسية على نقاط تتراوح بين شروط هدنة بين العشائر إلى تقاسم الموارد الطبيعية في البلاد التي يسكنها تسعة ملايين نسمة والانتخابات المقرر أن تجرى في عام 2009.لكن المحللين يعتقدون أن الطريق طويل لتحقيق السلام في دولة ينتشر فيها السلاح وحيث يقاطع الإسلاميون وخصوم آخرون المحادثات ولم تهدأ أعمال العنف اليومية.وقبل ساعات من الجلسة الختامية للمحادثات شن مسلحون ثلاث هجمات على قواعد للشرطة في مقديشو مما دفع الحكومة إلى إغراق المدينة بقوات الأمن مع وصول المندوبين الأجانب.والعنف والفوضى هما القاعدة في مقديشو منذ أن أطاح زعماء الميليشيات في عام 1991 بالدكتاتور السابق محمد سياد بري.لكن الاشتباكات احتدمت منذ ديسمبر عندما طردت القوات الصومالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها المقاتلين الإسلاميين.وأدت المحادثات إلى تزايد في الهجمات التي يشنها متمردون إسلاميون متشددون وانضمت إليهم بعض الفصائل من عشيرة الهوية التي تهيمن على المدينة.ومن المقرر أن يعقد خصوم الحكومة الصومالية في المنفى ومن بينهم شيخ شريف أحمد زعيم الإسلاميين "مؤتمر مصالحة" منافسا غداً السبت في إريتريا التي تتهم حكومتها بمساندة الإسلاميين.وحث محمد حسن هاد وهو زعيم فصيل للهوية مناهض للحكومة الصوماليين على معارضة الحكومة قائلا إنها لا تمثل الشعب.واستطرد قائلا "مؤتمر السلام الصومالي لم يكن مثمرا. وما كان له أن يعيد السلام لأن خصوم الحكومة غابوا عن المحادثات. نحتاج إلى مؤتمر وطني شامل بوساطة دولة محايدة."وقال يوسف وجيدي إن كل الفصائل دعيت للمشاركة في المحادثات.كما قال عبد الله شيخ علمي من عشيرة الهوية والذي شارك في مؤتمر المصالحة إن بعض الفصائل في عشيرة الهوية ترغب في أن تكون جزءا من التيار العام.وقال "نخطط لتحويل الهوية إلى حزب سياسي يكون مفتوحا للصوماليين الآخرين الراغبين في الانضمام إليه."وأضاف قائلا إن "شيوخ عشيرة الهوية يعارضون وجود القوات الأثيوبية في بلادنا لكننا نظل ملتزمين بالمشاركة في السلام."
أخبار متعلقة