عمان/14 أكتوبر/ سليمان الخالدي: قال مسؤول إغاثة كبير بالأمم المتحدة أمس الاثنين إن الأزمة الإنسانية في العراق تفاقمت وإن الصراع المستمر منذ عقود وتدهور الخدمات الأساسية قلصا قدرة الناس على التكيف مع المشاق التي يواجهونها. وقال وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز في مقابلة «هناك مخاوف أكبر بشأن تأثير استمرار الصراع على المدى البعيد وتأثر قدرة الناس على التكيف...هذا التدهور في الخدمات الأساسية لم يتوقف بعد.»، وأضاف أن من بين تداعيات «تدهور الوضع الإنساني» هناك «مؤشرات مقلقة» على سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه ما بين أربعة وتسعة في المائة من أطفال العراق دون سن الخامسة رغم أن سوء التغذية لم يصبح ظاهرة عامة بعد. وقال هولمز الذي يشغل أيضا منصب منسق شؤون الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة «عندما ترى هذه العلامات...فهذه نواقيس خطر ينبغي أن تعيرها بعض الانتباه.» وذكر أن أربعة ملايين عراقي لا يحصلون على ما يكفى من المواد الغذائية وأن 40 في المائة فقط يتمكنون من الحصول على مياه شرب آمنة وأن ثلث السكان لا يحصلون على الرعاية الطبية الأساسية. وترك أكثر من 1.26 مليون عراقي منازلهم وباتوا نازحين داخليا بسبب العنف الطائفي الذي استعر منذ عام 2006. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو مليونين آخرين رحلوا عن العراق إلى دول أخرى على رأسها سوريا والأردن. وقال إن هذه التنقلات «ارتبطت بتدهور تدريجي» لنظام توزيع حصص الغذاء الذي لعب دورا جوهريا في إطعام شعب العراق المؤلف من 28 مليون نسمة. ويتم تعزيز هذا النظام بمساعدات من برنامج الأغذية العالمي. وقال «نقدر بأن نحو أربعة ملايين شخص في العراق لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء وإن نظام التوزيع العام لا يعمل بالكفاءة المرغوبة.» وذكر أن الاحتياجات الإنسانية ستزداد في الوقت الذي لا يلوح فيه حل في الأفق لمحنة اللاجئين في الخارج والنازحين داخليا. وقال إن تراجع العنف منذ الصيف الماضي عندما أرسل الجيش الأمريكي قوات إضافية وأمر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية له بوقف إطلاق النار لم يؤد لتغيير الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقال «رغم تحسن الأمن في بعض المناطق فلا تزال هناك مشاكل إنسانية خطيرة.» وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع والعنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق أسفر عن مقتل 151 ألف مدني وتسبب في وجود عشرات الآلاف من الأرامل والأيتام وحرم 60 في المائة من السكان من واحد من الخدمات الأساسية على الأقل. وقال هولمز إنه لا يمكن أن يكون هناك أمل في تغير الظروف حتى يتحقق تقدم في مصالحة الفصائل المختلفة بحيث يتسنى اجتذاب العراقيين المحرومين من حقوق المواطنة للمشاركة في العملية السياسية.، وأضاف «لم تتحقق أوجه أساسية من عملية المصالحة السياسية الضرورية ولهذه يظل الوضع شاقا.»