انتحارية تقتل ثمانية وإغلاق مصفاة بيجي بعد انقطاع الكهرباء
مصفاة بيجي العراقية
باريس/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال مبعوث الأمم المتحدة لدى بغداد أمس الأربعاء ان العراق يفتقر لأي روح حقيقية للمصالحة رغم قرار البرلمان السماح لأعضاء حزب البعث السابق الذي كان يتزعمه صدام حسين بالعودة إلى وظائف حكومية. وتتناقض تصريحات ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى بغداد مع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي قالت أثناء زيارة لبغداد الثلاثاء حان وقت الأمل للعراق «بروح التعاون» بين الطوائف العرقية والدينية. والقانون الذي صدر يوم السبت هو الأول في سلسلة إجراءات تضغط واشنطن على الحكومة التي يتزعمها الشيعة لتمريرها لاجتذاب الأقلية السنية التي كانت سائدة في عهد صدام إلى العملية السياسية.، لكن مبعوث الأمم المتحدة في بغداد قال لصحيفة لو فيجارو انه لا يزال لا توجد ثقة بين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والسنة وحذر من ان الوقت ينفد بالنسبة للعراق. وقال «إننا لا نشعر ان هناك روحا حقيقية للمصالحة تتطور حتى إذا قبلت الحكومة القانون الخاص بإعادة اندماج البعثيين السابقين.»، وأضاف «اللعبة بين الطوائف مستمرة لكن العراق ليس لديه المزيد من الوقت.»، وتابع ان العراق أمامه ستة أشهر لتحقيق تقدم سياسي. وقال «وبعد ذلك قد يجد المتمردون السابقون إغراء في العودة إلى العنف ويجب ان نتجنب تماما حدوث ذلك. إننا نرى ضوءا في نهاية النفق لكن يجب ان نتحرك بسرعة.» وقال ان الفوضى يمكن ان تعود اذا لم يتحقق تقدم سياسي سريع وهناك تسلسل خطير للأحداث في عام الانتخابات الأمريكية. وقال «العراق لن يكون هو نفس البلد بحلول نهاية عام 2008 : المسئولون الأمريكيون سيتغيرون ... المجتمع الدولي سيكون قد عدل مواقفه.»، لكنه قال انه لاحظ تغيرا في موقف بعض المسئولين العراقيين. وقال «الجميع يقولون .. (فيما بيننا لدينا الأمريكيون الذين يهتمون بكل شيء. العراق لن يغرق لأنهم لن يسمحوا بأن يحدث ذلك.)»، وأضاف «والآن يدرك البعض أنهم يواجهون مسؤولياتهم مثلما اثبت ذلك قبول الشيعة عودة اندماج البعثيين.» في سياق آخر قال مسئولون في مصفاة بيجي العراقية إن انقطاع الكهرباء أدى إلى توقف العمل في أكبر مصفاة نفط في العراق أمس الأربعاء. يأتي ذلك بعد يوم من إغلاق مصفاة أخرى كبيرة في جنوب العراق بسبب نشوب حريق. واستؤنفت إمدادات الكهرباء للمصفاة بعد أربع ساعات لكن مسئولا في المكتب الإعلامي في المصفاة قال إنها ستحتاج يومين لاستئناف العمل. ويقول مسئولون عراقيون إن طاقة مصفاة بيجي التي تقع على بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد تتجاوز 200 ألف برميل يوميا. وتمد المصفاة إلى جانب مصفاة الشعيبة بجنوب العراق التي شب فيها حريق أمس الثلاثاء السوق المحلية بوقود الديزل والبنزين وغاز الطهي والسولار. ويعاني العراق من الانقطاع المتكرر في الكهرباء. وألقت وزارة الكهرباء باللوم في انقطاع الكهرباء على تخريب خطوط الطاقة بين بيجي وبغداد كما ألقت باللوم على تركيا لقطعها إمدادات الكهرباء عن أجزاء من شمال العراق وعلى الكويت لوقف إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء في جنوب العراق. ميدانيا قالت الشرطة العراقية إن مهاجمة انتحارية قتلت ثمانية أشخاص وأصابت سبعة في هجوم بسوق مزدحمة في بلدة صغيرة يغلب الشيعة على سكانها قرب بعقوبة الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد. وفي سليمان بك قالت الشرطة ان رئيس بلدية سليمان بك التي تبعد 160 كيلومترا شمالي بغداد أصيب بجروح خطيرة في هجوم نفذه مهاجم انتحاري يقود شاحنة صغيرة. وأصيب ثلاثة من حراسه كذلك. وفي بغداد قالت الشرطة انه عثر على ست جثث في أجزاء متفرقة من بغداد أمس الأول الثلاثاء.