السكان العرب يغادرون كركوك في إطار خطة حكومية لإعادة التوطين
عمان/14 أكتوبر/رويترز: قال زعيم سني عراقي بارز أمس الأربعاء ان قرار الكونجرس الأمريكي تقسيم العراق إلى أقاليم اتحادية سيعمق الخلافات والفتن الطائفية في مناطق مختلفة وسيؤدي إلى جعل العراق "بؤرة شر" للمنطقة بأكملها. وقال حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين " الفيدرالية هي التقسيم والتقسيم هو الفيدرالية." وأضاف "إذا كانوا هم يقولون ان الفتنة الطائفية هي سبب في ذلك وان قرار التقسيم قد ينهي الفتنة فهذا يكذبه الواقع بل سيكون طريقا إلى توسيع الفتنة الطائفية والمذهبية والى تعميقها أكثر وأكثر ستكون هناك فتن على الحدود وعلى المناطق المختلف عليها من الآن وستكون هناك خلافات على القيادات في كل قسم من هذه الأقسام." ومرر مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي قرارا غير ملزم يدعو إلى تقسيم العراق إلى أقاليم اتحادية لإنهاء الصراع الطائفي والعرقي والسماح للقوات الأمريكية بالانسحاب. ورفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذا القرار الذي حذر انه سيكون كارثة على بلاده. وقال الضاري "ما نتوقعه انه ستكون هناك حرب متعددة العناوين متعددة الاتجاهات مختلفة الأهداف وستتدخل كثير من القوى الخارجية والقوى الإقليمية لتمد هذا الطرف أو ذاك وسيكون العراق بؤرة شر لا يعلم إلا الله مداها ومتى ستنتهي." وأضاف الضاري "الموقف الأمريكي هو موقف تصعيدي في هذا الوقت الذي تشعر فيه الإدارة الأمريكية أنها محرجة والشعب الأمريكي يتوقع منها مواقف واضحة في موضوع العراق كما يتوقع منها الشعب العراقي ان تقوم بشيء في العراق بعدما هدمت العراق وأسالت دماء مئات الآلاف من أبنائه وبعد ان فشلت العملية السياسية في العراق." وقال ان مشروع تقسيم العراق ليس بالشيء الجديد فهو مشروع قديم ولكن ما يختلف الآن هو وجود جهات عراقية موالية للإدارة الأمريكية ومستعدة لتنفيذ هذا القرار. وأضاف "لعل غضبة الشعب العراقي اليوم ضد هذا القرار تؤكد ان غالبية الشعب العراقي رافضة ولم يؤيد هذا القرار إلا بعض الجهات السياسية." وعطلت الخلافات الطائفية العميقة في العراق عملية اتخاذ القرارات وعرقلت التقدم في إقرار قوانين رئيسية تريد واشنطن إصدارها للمساعدة على تحقيق مصالحة بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السنة. على صعيد أخر انتقل أبو محمد (60 عاما) إلى مدينة كركوك قبل 28 عاما بعدما أغرته حوافز تقدمها حكومة الرئيس السابق صدام حسين. ولكن الحال تغير في كركوك التي تبعد 250 كيلومترا شمالي بغداد وتضم مزيجا من الأكراد والعرب والأشوريين والتركمان مما يجعلها شرارة لأعمال عنف يحتمل ان تنطلق في العراق في المستقبل. وقرر أبو محمد وهو عربي قبول تعويض قدره 20 مليون دينار عراقي (16 ألف دولار أمريكي) للانتقال طواعية هو وأسرته المؤلفة من عشرة أفراد إلى السماوة بجنوب العراق في إطار خطة "تطبيع" منصوص عليها في الدستور العراقي. وصرح "وجدت ان من الأفضل لي وعائلتي العودة للمحافظة التي نشأت فيها.. سواء رضينا أم أبينا سيغادر المهاجرون العرب عاجلا أم أجلا." وخطة "التطبيع" محاولة لاستعادة كركوك تركيبتها السكانية السابقة علي خطة التعريب التي نفذها صدام في السبعينات والثمانيات حين طرد الأكراد والتركمان. والخطة عنصر مهم في التحضير لاستفتاء من المقرر ان يجري في نهاية العام بشان وضع المدينة متعددة الأعراق والتي يريد الأكراد ان تصبح جزءا من منطقتهم التي تتمتع بالحكم الذاتي. ويخشى بعض العرب والتركمان الذين لا يرغبون في الرحيل ان يجبروا على مغادرتها في حالة إجراء الاستفتاء ويريدون تأجيله أو التخلي عنه. ويخشى محللون من أعمال عنف إذا جرى الاستفتاء ضد رغبات الطوائف غير الكردية. وتتباين كثيرا تقديرات أعداد المهاجرين العرب في كركوك ويقول إحسان كلي القائم بإعمال رئيس بلدية كركوك إن هناك 70 ألف أسرة عربية أو حوالي 230 ألفا من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 750 ألف نسمة. وتقدر وزيرة البيئة نرمين عثمان وهي كردية ان الرقم أعلى كثيرا ويقترب من 135 ألف أسرة وقالت إن 9450 أسرة عربية بدأت إجراءات الانتقال. وقال محمد خليل الجبوري عضو اللجنة المسؤولة عن ضمان تعويض من يرحلون ان عددا كبيرا من الأسر التي حصلت على التعويضات انتقلت بالفعل من المدينة. وأضاف "عدد الآسر التي سجلت أسماءها للحصول على تعويضات بلغ نحو ألف أسرة حاليا والأغلبية جاءت من جنوب العراق." ، وتابع "معظم هذه الأسر غادرت كركوك على أي حال والبعض عاد لتسجيل اسمه بعد ان علم بالتعويض." وقالت أم زينب (50 عاما) ولديها سبعة أبناء أنها ضاقت ذرعا بالانحياز ضد المستوطنين العرب أمثالها. ، وتابعت وهي تقف أمام مكتب المجلس الإقليمي لاستكمال الإجراءات الورقية "لم يعد يسمح لي بالعمل في كركوك لهذا السبب أريد العودة إلى العمارة" في إشارة إلى مدينة شيعية جنوبية فقيرة. ، وأضافت "أقمت هنا لما يزيد عن 25 عاما ولكن مهما كان طول المدة فإننا سنشعر دائما إننا غرباء."