جنرال أمريكي يعتبر أن الانتخابات مفتاح الأمن في محافظة الأنبار
نعش لكبير اساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق
الموصل/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئول كبير في الشرطة العراقية أمس الجمعة إن خاطفي المطران بولس فرج رحو كبير أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق الذي عثر عليه ميتا في مدينة الموصل بشمال العراق كانوا قد طلبوا فدية قدرها مليون دولار. واختطف رحو في 29 فبراير الماضي بعد أن هاجم مسلحون سيارته في الموصل التي تبعد 390 كيلومترا شمالي بغداد وقتلوا سائقه واثنين من الحراس. وعثر على رحو ميتا الخميس في أرض فضاء بالموصل ولم تكن جثته مدفونة بالكامل. وألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باللائمة في موت رحو على تنظيم القاعدة وشدد على أن حكومته ذات الأغلبية الشيعية ملتزمة بحماية المسيحيين في العراق الذين يشكلون نحو ثلاثة في المائة من سكان البلاد. وقال العميد خالد عبد الستار المتحدث باسم الشرطة في محافظة نينوي وعاصمتها الموصل انه وصلت تقارير للشرطة أفادت بإجراء محادثات بين الخاطفين وأقارب كبير الأساقفة المخطوف وان الفدية المطلوبة بلغت مليون دولار. وصرح اندراوس أبونا مساعد مطران الكنيسة الكلدانية في بغداد عمانويل الثالث ديلي بأنه جرت محادثات بين مسئولين مسيحيين والخاطفين لكنه لم يعلم بأمر الفدية. وقال الجيش الأمريكي انه لا يعرف بتفاصيل عن الفدية لكن قادة أمريكيين في شمال العراق ذكروا ان الخاطفين ربما يريدون المال. وصرح أبونا بأن الكنيسة في الموصل تلقت اتصالا الخميس أبلغت فيه بموت رحو. وذكر ان أعضاء الكنيسة عثروا على جثة كبير الأساقفة المخطوف غير مدفونة بالكامل في أرض فضاء ونقلوها إلى مشرحة الموصل وقال انه لا يعرف من الذي اتصل بالكنيسة. والكنيسة الكلدانية هي إحدى الكنائس التابعة للكنيسة الكاثوليكية والتي تقيم طقوسها تبعا لتقليد شرقي قديم. وهي من أكبر الكنائس في العراق. وقال المالكي إن مرتكبي تلك الجريمة لن يهربوا من يد العدالة. وكان البابا بنديكت قد دعا مرارا لإطلاق سراح رحو. ووصف بابا الفاتيكان موت رحو في رسالة وجهها إلى رجال الكنيسة في العراق بأنه «عمل لا إنساني عنيف ينتهك كرامة البشرية». وقوبل موت رحو بالإدانة من الفاتيكان والرئيس الأمريكي جورج بوش. وكانت القوات الأمريكية والعراقية قد شنت عملية بحث واسعة عن رحو ولكن الميجر جنرال مارك هرتلينج قائد القوات الأمريكية بشمال العراق قال في وقت مبكر من الشهر الجاري انه غير واثق من انه سيتم الإفراج عن رحو حيا. وأضاف أنه يعتقد ان رحو خطف للمطالبة بفدية لكنه لا يعرف ان كان الخاطفون قد طلبوا فدية. وقالت الشرطة انه لم يتضح بعد ما إذا كان رحو (65 عاما) قد قتل أو توفي لأسباب أخرى. وقالت الشرطة في مشرحة بالموصل انه تبين ان رحو قد توفي قبل أسبوع ولم تظهر بجثته أي آثار إطلاق نار. وكان يرتدي سروالا أسود وقميصا أزرق. وقال عبد الستار من شرطة الموصل إن الجثة ظهرت عليها علامات التحلل. على صعيد أخر قال مسئول عسكري أمريكي كبير ان الانتخابات المحلية يجب ان تجري في أقرب وقت ممكن من اجل ان يبقى العنف خامدا في الانبار التي كانت أكثر محافظات العراق دموية لكن يتم الإشادة بها الآن على أنها قصة نجاح كبيرة للأمن. وقال الميجر جنرال جون كيلي قائد القوات الأمريكية في محافظة الانبار الغربية ان الانتخابات المحلية المقرر ان تجري بحلول أول أكتوبر يمكن ان تعزز الأمن لكن تأخيرها يمكن ان يفجر عودة إلى العنف الذي كاد يمزق هذه المحافظة. وقال كيلي في مقابلة بالبريد الالكتروني «يوجد بعض الاحتمال لاندلاع العنف إذا لم تتحقق توقعات المواطنين بشأن الانتخابات الجديدة.» ومعظم السنة قاطعوا الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2005 . وانضم كثيرون إلى تنظيم القاعدة لتشكيل عصب التمرد ضد القوات الأمريكية والعراقية في الانبار التي شهدت بعضا من أشرس المعارك منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 . وحدث تغير ملحوظ في الأمن في المحافظة لأسباب من أهمها قرار شيوخ العشائر السنية الانقلاب على تنظيم القاعدة السني بسبب أعمال القتل التي يرتكبها دون تمييز والتفسير الصارم للإسلام.، غير انه يوجد الآن توترات بين زعماء العشائر والرجال الذين أمروهم بحماية المحافظة ضد مقاتلي القاعدة والنظام السياسي المحلي الذي يقولون انه لا يمثلهم ولا يفعل شيئا يذكر من اجل الاعمار أو خلق وظائف في الانبار. وقال كيلي «إذا تأخرت الانتخابات في الانبار حتى عام 2009 فان ذلك يمكن ان يؤدي إلى مشاكل. وتؤيد القوات المتعددة الجنسيات إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في المحافظة بمجرد ان تجد حكومة العراق ان ذلك ممكنا من الناحية العملية.» وقال الجيش الأمريكي انه يمكن تسليم مسؤولية الأمن في الانبار إلى العراق هذا الشهر أو في ابريل المقبل. وقال كيلي ان التسليم سيتحقق «قريبا». وقال «الانتخابات ينظر اليها على انها فرصة لتصحيح أخطاء سابقة ارتبطت بقرار السنة عدم المشاركة في الجولة الأخيرة من الانتخابات.»