نائب رئيس الوزراء: يجب على العراق عدم عزل حركة الصدر
طفل عراقي يراقب جندي امريكي في بغداد
بغداد/14 أكتوبر/تيم كوكس ودين ييتس: قال الجيش الأمريكي إن القوات الأمريكية قتلت 34 مسلحا في معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد أمس الثلاثاء في سلسلة من الاشتباكات التي تضمنت معركة شوارع استمرت أربع ساعات. وقالت مصادر في مستشفيين في حي مدينة الصدر معقل الزعيم الشيعي إنهم تسلموا 30 جثة ويقومون بعلاج 50 جريحا. وأضافوا ان بين الخسائر البشرية نساء وأطفالا لكنهم لم يعطوا تفاصيل. وأظهرت صور عمال إنقاذ يحملون جثة صبي صغير من منزل مدمر. ولم يتضح سبب دمار المنزل. وشوهدت جثة طفل آخر تنقل إلى مستشفى. واستعر القتال منذ يوم الأحد حين استغل مسلحون عواصف ترابية كستار ليشنوا هجمات على مواقع أمريكية وعراقية رغم دعوة من الصدر يوم الجمعة للالتزام بهدنة مهتزة كان قد هدد بالتخلي عنها ما لم تنه الحكومة عمليات توغل ضد ميليشيا جيش المهدي التابعة له. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد ان المسلحين قتلوا في سلسلة من المعارك بدأت بعد منتصف الليل في مدينة الصدر التي يسكنها مليونا شخص. وقال ستوفر ان 28 مسلحا قتلوا في معركة استمرت أربع ساعات واندلعت حين هاجم مسلحون القوات بقنابل مزروعة على جوانب الطرق وقذائف صاروخية وأسلحة صغيرة.، وذكر الجيش ان ستة جنود أمريكيين أصيبوا في الإجمال. ومنعت العواصف تحليق طائرات الهليكوبتر الهجومية الأمريكية من طراز اباتشي التي تلاحق أطقم إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر مما أتاح للمقاتلين إطلاق زخات من الصواريخ على أهداف في بغداد منها المجمع الحكومي والدبلوماسي شديد التحصين في المنطقة الخضراء. وقال ستوفر إن الجيش الأمريكي استخدم عددا من الأسلحة في المعارك أمس الثلاثاء ومنها نظام متعدد لإطلاق الصواريخ الموجهة وهو يعتمد على منصات أرضية. وقال الكولونيل الن باتشيليت رئيس أركان القوات الأمريكية في بغداد في بيان «سندافع عن أنفسنا وعن المواطنين العراقيين الملتزمين بالقانون.»، وأضاف «نظهر باستمرار ضبطا كبيرا للنفس ومهنية حين نتعرض لهجوم ونحدد العدو بوضوح قبل الاشتباك مع مواقعهم. يواصل العدو إظهار القليل من الاحترام للمدنيين الأبرياء.» وطبقا لما أعلنه الجيش الأمريكي تكون القوات الأمريكية قتلت في الإجمال 79 مسلحا منذ تصعيد العنف مساء الأحد. وقال ستوفر إن القوات الأمريكية استولت على ثلاث قذائف مورتر عيار 81 إيرانية الصنع أمس الثلاثاء. ويتهم الجيش الأمريكي إيران بتوريد أسلحة لعناصر خارجة على جيش المهدي وتدريبهم وهي تهمة تنفيها طهران. وتخوض القوات الأمريكية والعراقية منذ شهر قتالا ضد المقاتلين الشيعة منذ أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بحملة في مدينة البصرة النفطية الجنوبية. وبعد انتكاسات مبكرة يبدو ان رجال الميليشيا ابعدوا عن الشوارع في البصرة. لكن القتال استمر في بغداد وغالبا في أنحاء مدينة الصدر. على صعيد آخر قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي إن حكومة العراق ستواصل حربها ضد ميليشيا جيش المهدي لكن يجب ان تتجنب عزل حركة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أو دفع أنصاره إلى الانضمام إلى الجماعات التي تثير الفوضى. ويقول بعض المحللين انه إذا ضغطت الحكومة بشدة ونفذت تهديداتها بحظر حركة الصدر في الانتخابات التي ستجري في أكتوبر إذا لم يتم تفكيك جيش المهدي فان رجل الدين الشيعي قد يشن انتفاضة شاملة. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح انه يجب على الحكومة ان تميز بين كتلة حركة الصدر وما يطلق عليه «الجماعات الخاصة» التي يقول الجيش الأمريكي إنها عناصر مارقة من جيش المهدي تدعمها إيران. وقال صالح «هذا تحد سياسي كبير بالنسبة لنا كحكومة لكي نتجنب دفع أنصار حركة الصدر نحو الجماعات الخاصة.» وقال «ومن ناحية أخرى يجب على زعماء حركة الصدر أيضا ان يساعدوا في التمييز بينهم هم وأنصارهم من جهة وبين تلك العناصر الفاسدة التي تحاول خطف حركتهم واستخدامها كغطاء لبرنامجهم الخبيث.» وقال صالح «ينص القانون على عدم وجود ميليشيا. ولذلك فان أي حركة لديها ميليشيا ستصبح غير مؤهلة (لخوض الانتخابات).» وقال «حركة الصدر حركة سياسية رئيسية طبيعية في هذا البلد. محاولات عزلهم أو استبعادهم لن يخدم استقرار ورفاهية العراق. من مصلحتنا ان تكون حركة الصدر جزءا لا يتجزأ من العملية السياسية.» وقال صالح ان المالكي «جاد للغاية» في حملته ضد الميليشيا. ووصف التأييد السياسي لحملة رئيس الوزراء بأنه لم يسبق له مثيل في حكم المالكي الذي بدأ منذ عامين.