الصحيفة اليومية لها متطلباتها الخاصة ومن أهدافها الوضوح التام والتشويق والمصداقية ، فهي وسيلة اتصال وإعلام ، وتهدف إلى التأثير على المتلقي وحرفه باتجاه نواياها ومقاربة رأي عام مؤازر لتوجهاتها وجوهرها الايديولوجي . ويمكن للصحيفة اليومية متابعة الأحدات الثقافية والاستعراضية وإشاعة الفنون الإبداعية وتخصيص صفحات عن السينما والمسرح والفن التشكيلي والتراث والمقالات اللغوية والدراسات والحوارث مع الشخصيات الأدبية ، بحيث لايكون هناك تضارب بين ما يصدر إبداعياً وما يروى إعلامياً . والذين يتشدقون في وجود صراع بين ما ينتج أدبياً وما يروى في الصحف يريدون للصحافة أن تكون خارج منابر الاتصال الثقافي ، مع علمهم بمدي تأثير وسائل الإعلام في تطوير النتاج القصصي وفي مجال الشعر والمتابعات الثقافية والفنية وإفساح المجال للمواهب الجديدة وهلم جرا .. ففي فضاء الصفحة الثقافية مهمة المتابعة السريعة ، مع الاهتمام بالرؤى والمنهج .. وكذا الإسهام في التعريف بنظريات الأدب ومذاهبه ومدارسة وبالتعريف ببعض الإصدارات المحلية والإقليمية والدولية ، فضلاً عن المنوعات الثقافية ويمكنها – أي الصحافة – أن تسهم في المتابعة النقدية وتطور حركة النقد ، ولا يعدو –ذلك عيباً – أن تكثر من الكتابات النقدية الانطباعية والمتابعات على حساب النقد الأدبي الرصين ، فمهمة الصفحة الثقافية المتابعة الآنية وربما عملت إلى المجاملة والسهولة التي لأصلة لها بالأدب .وتمتلك الصحافة سلطة تنوير عالية ويمكن أن تفرد صفحات للدراسات الأدبية والمقالات الإبداعية والنصوص النقدية الرصينة ويدرك أرباب هذه الصحف ، بأن الصحف لن تحل بأيه حال من الأحوال محل المجلات الأدبية المتخصصة .أن الصحافة بخطاباتها المتنوعة تشكل قاعدة معارف وتستهدف بث معلومات للتفاعل معها والتأثر بها وأن هامش الحرية في الصحيفة يأتي من تطابق ماتنشره مع جوهرها الايديولوجي وليس مع تقاطعه معها . عمر عبدربه السبع
|
ثقافة
الخطاب الثقافي للصحيفة
أخبار متعلقة