صباح الخير
هناك كثيرون من الشعراء الغنائيين والفنانين ،ظلوا مغمورين وهم ممن كانوا مبدعين في أثارهم الفنية والشعرية ،وقد قدموا للأطفال أجمل الأغاني والأناشيد ومن أشهر الأغاني العربية والتي ظلت في عالم أغاني الأطفال أكثر من ربع قرن أغنية الموسيقار والفنان محمد فوزي أغنية «ذهب الليل طلع الفجر « واغنيته المشهور «ماما زمنها جيا».ومن أشهر أغاني الأطفال في اليمن وبالذات في منطقة عدن «باحنيد اسكريم ياملي»وأغاني التراث الشعبي اليمني أغنية «اجروا وراءنا» وأغنية «أمي جابت نونو جديد».وهناك العديد من الأغاني المستمدة من التراث الشعبي اليمني ولكن الباحثين في التراث الشعبي اليمني لم يكلفوا أنفسهم عناء الإشارة إلى أغاني الأطفال ،بل إن البعض أشار إليها من بعيد دون أن يشيروا إلى المصادر التراثية التي استقوا منها ،وقد قدم الشاعر الراحل إدريس حنبلة العديد من أناشيد الأطفال قدمها الفنانون اليمنيون ومنهم الفنان نجيب سعيد ثابت ،كما قدم الفنان والموسيقي الراحل شكيب جمن العديد من المقطوعات الموسيقية والغنائية للأطفال ،كما قدم طارق الشميري العديد من أغاني الأطفال ،كما ساهم بتقديم العديد من برامج الأطفال في تلفزيون عدن وهذا الفنان اليمني المتميز كان أكثر جرأة من غيره حين تعامل مع التراث الغنائي الخاص بأغاني الطفل في اليمن ،وقد استطاع أن يخرج من إطار البحث التقليدي الشائع ،كما تمكن من أن يتحرر من تلك القيود التي تفرض نفسها في هذا المجال عادة.إن حالة الجمود التي نشهدها هذه الأيام في الحركة الفنية للاغاني وأناشيد الأطفال ،تدعونا إلى البحث لمعرفة أسبابها وقبل ذلك لابد من الإقرار بوجود هذه الحالة كخطوة أولى ضمن مشروع نهضوي كامل يهدف إلى إعادة الاعتبار للاغاني وأناشيد الأطفال ،ويجب علينا أن ننطلق بثقة عالية بالنفس ،وان نمتلك صدقا مع الذات كضمانات لعملية بحث موضوعي شامل بالتراث المتعلق بأغاني وأناشيد الأطفال في الأحياء الشعبية والقرى والمدن النائية وتدوينها في كتب وإعادة غنائها في سيديهات الأغاني ، ومن أغاني التراث الشعبي اليمني والتي قام بعض الفنانين اليمنيين بتجديدها ،اوبريت الأطفال «الكتكوته تفاحة «هذا العمل الفني الذي قدم في منتصف الخمسينات عبر أثير إذاعة عدن ،وهو من تأليف احمد الشريف الرفاعي وتلحين الفنان الراحل علوي السقاف وغناء الفنانة فتحية الصغيرة .كما قدم الفنان الكبير عبد الرحمن باجنيد اغنيته الشعبية «درهانه زيطي ميطي».ومهما يكن الأمر من هذا كله فلابد من الإشارة إلى أن أغاني الأطفال أصبحت اليوم في حاجة ماسة إلى تقديمها بشكل أفضل خاصة وان القنوات الفضائية تقدم العديد من الأغاني الفيديو كليب المتعلقة بأغاني وموسيقى الأطفال ومنها الأناشيد وأغاني أفلام الكرتون والعاب الاتاري الاستعراضية .هذا في الواقع يدلنا على أهمية إعادة النظر في تقديمنا للاغاني وأناشيد الأطفال في بلادنا.ومن الوفاء أن نحفظ للسابقين حقوقهم وان نعترف بفضلهم ،لا إن نسطو على أثارهم وأشعارهم وألحانهم .أخيرا ..دعوني أقول لكم ،رأيي الصريح في مستوى الطفل ،فهو أصبح اليوم أكثر اطلاعا على الأحداث التي تدور من حوله ،وبات يجيد استخدام التلفون السيار والبريد الالكتروني وتصفح المجلات والصحف الملونة ذات الإخراج الفني الأنيق ،وهو يقضي اليوم ساعات طويلة أمام شاشات القنوات الفضائية ويشاهد الأحداث الساخنة التي تدور في العالم كله..إذا لاداعي من تقديم أغاني راقية تتناسب مع مصالح الأطفال وتحقق أمانيهم .