أضواء
لم «تفزعنا» وزارة الداخلية حين أعلنت إحباط مساعي 149 ملوثاً بالتخلف والانغلاق لتدمير حياة مسلمين يحرّم دينهم تعاطي مثل هذا السلوك، وتعاطي مثل هذا التحريف لمفاهيم الدين والإساءة البالغة لما يحتويه الإسلام من حماية شاملة لحياة الإنسان وإحاطة وجوده بالكثير من سياجات أمنه واستقراره، هو المعلن لإسلامه الواعي بين الآخرين.. لم تفزعنا وزارة الداخلية، ولكنها زادتنا ابتهاجاً وهي تواصل تأكيد تفوقها الأمني الذي أجمعت دول متقدمة وعياً ونوعية سلاح وكفاءات أجهزة أمن على أن المملكة في مقدمة الدول أمنياً بما فرضته من حضور استقرار أمني لا مثيل له، رغم استهدافها بل إعطاؤها خصوصية عداء في هذا الاستهداف.. نحن بلد عاش عشرات السنوات.. بما هو أكثر من ثلثي قرن.. ونحن نمارس الاستقرار واستيعاب ما يتطلبه مجتمعنا من تطورات تعليم وتحديث، ولم تكن هناك مزعجات أمنية تجعلنا موزعين بين تعليم وأمن كل منهما يريد التميز بخصوصية القدرات.. الحقيقة أن الأمن لدينا قبل ميلاد نظام القاعدة كان يختص بالشؤون التقليدية التي لا إعجاز فيها، لكن بعد ميلاد نظام القاعدة، وبعد وضوح استهداف المجتمع السعودي بعدوانيات القتل والتدمير فإننا قد عايشنا حالات تطوير أمني أصفها بالإعجازية، لأن سرعة تفوّق قدراتها وتنوّع تلك القدرات، وفي الوقت نفسه احتواؤها على تضامن المجتمع وتداخله مع سمو أهدافها، هي إنجاز تاريخي سوف يحتسب على أنه شاهد مهم من شواهد مراحل تطوير مجتمعنا على يد دولة قوية وواعية، ووزارة اختصاص أمني تفوّقت على غيرها في أي دولة أخرى.[c1]*عن صحيفة (الرياض) السعودية [/c]