إعداد / أماني العسيري البلاستيك مركب كيميائي وأحد نتائج التقدم العلمي والثورة الصناعية في هذا العصر ، وقد خيل لوهلة أن هذا المركب نعمة بكل ما قدمه من تسهيل في عملية حفظ وتغليف المواد الغذائية وكذا في عدد من الاستخدامات الأخرى ، إلا أنه في الآونةالأخيرة تعالت صرخات كثيرة بخطورة البلاستيك على صحة الإنسان والبيئة ، فصحيا تلعب بعض المواد المصنوع منها البلاستيك دورا أساسيا في انتشار أنواع مختلفة من مرض السرطان ، ومؤخرا اثبت العلماء أنه يؤدي إلى الإصابة بسرطان الخصية .. ولهذا سنتناول خلال حلقتين كيف تحول البلاستيك إلى نقمة بعد أن كان نعمة من خلال الدراسات التي أظهرت الجانب السلبي منه .[c1]الأكياس السوداء خطيرة [/c] توصلت دراسة بالمركز القومي للبحوث في طرابلس إلى أن استخدام الأكياس البلاستيكيةالسوداء يصيب بأمراض خطيرة، أهمها السرطان والزهايمر والضعف الجنسي.وأكد الدكتور جمال نوب الأستاذ بالمركز إن استخدام الأكياس السوداء بصفة دائمة، خاصةً مع المنتجات الغذائية القابلة لامتصاص مواد سامة يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، خاصة وأن هذه الأكياس تصنع من إعادة تدوير المخلفات وأكثرها سامة.والأكياس السوداء لها أضرار ليس فقط على استخدامها لحفظ لمأكولات الطازجة بل أيضاً على حفظ المأكولات الجافة لأن هذه المأكولات سريعة الامتصاص للمواد الكيميائية التي صنعت منها تلك الأكياس مثل البقوليات وغيرها.وأوضح جمال إنه ليست كل الأكياس البلاستيكية السوداء تهدد صحة الإنسان.. بل هناك أكياس صنعت بالاعتماد على الأبحاث العلمية والمعملية و لا توجد بها مواد تضر بصحة الإنسان، ولكن المشكلة أن إنتاج هذه الأكياس مكلف جداً لذا تلجأ بعض المصانع إلى إعادة تدوير مخلفات هذه الصناعة وصنع أكياس ضارة. كما أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن مادة «بيسفينول أ» التي تستخدم في صنع زجاجات البلاستيك وغيرها من المنتجات الاستهلاكية التي تستعمل في الحياة اليومية، تؤثر سلباً على الخصوبة عند النساء.وأشارت الدراسة إلى أن المادة تتسبب باعتلال في نبضات القلب كما تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة لدى النساء والأطفال الذين يتعرضون لهذه المادة الكيميائية.وتستخدم هذه المادة المعروفة أيضاً باسم «بي بي إيه»، في المواد البلاستيكية، كالأقراص المدمجة والنظارات الشمسية وعبوات المياه، وقد أظهرت دراسات وجود علاقة بينها وبين السرطان والسكري وأمراض القلب واضطرابات النمو لدى الأطفال والأجنة.وأكد الباحث سكوت بيلشر وهو أستاذ في علم الصيدلة في جامعة «سنسيناتي»، أن الـ»بي بي إيه» يتصرف أحياناً في الجسم لدى النساء كهرمون الاستروجين، ما يزيد مخاطر تعرضهن لأزمات قلبية ويسبب اضطرابات في نبضات القلب، ويشتبه علماء في أن تكون المادة تعدل الجينات البشرية الخاصة بالحمل، ما يؤثر على الخصوبة عند النساء.[c1]سرطان الخصية [/c] ويسعىعلماء بريطانيون لإثبات ما إذا كانت المواد الكيميائية الرائجة في البيئة، مثل تلك المستخدمة في صناعة البلاستيك هي المسؤولة عن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الخصية.ويؤكد الأطباء أن سرطان الخصية يصيب الشباب لكنهم اكتشفوا قبل عدة سنوات أن التغييرات غير الطبيعية التي تؤدي إلى هذا النوع من السرطان تحصل خلال الأشهر الأولى من نمو الجنين. و نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن فريق طبي بريطاني أنه سيستخدم فئرانا ذات خلايا بشرية لإثبات هذه النظرية.ولأن هذه التغييرات تحصل خلال فترة الحمل يرجح الأطباء وجود عامل في البيئة يتسبب برفع معدلات الإصابة بهذا المرض بشكل سريع.وأشار أحد العلماء الباحثين إلى أن هناك نظرية تشير إلى أن هذه التغييرات يتسبب بها تعرض الحامل إلى مواد كيميائية موجودة في البيئة، مثل مادة «الفثالات» التي تستخدم في صنع كثير من الأدوات المنزلية بينها الأواني البلاستيكية.[c1]الوقاية [/c]وأشار الباحثون إلى أن الوقاية من هذه الأكياس الخطيرة ممكنة، وذلك عن طريق تغيير بعض السلوكيات الخاطئة في التعامل اليومي مع الغذاء سواء في مراحل النقل أم التغليف.
البلاستيك نعمة تحولت إلى نقمة ( 2-1 )
أخبار متعلقة