القاهرة / وكالات :نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما تردد من أنباء خلال الأيام الماضية حول وجود حوار بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، وجدد رفضه القاطع الدخول في حوار مع حماس.وقال محمود عباس في مؤتمر صحفي عقده في الإسكندرية عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك إنه "لا يوجد حوار" حاليا بين الحركتين لتجاوز الخلافات المترتبة عن سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو الماضي.وردا على سؤال عن وجود وساطة مصرية بين حركتي حماس وفتح قال عباس "عندما تعلن حماس تراجعها عما فعلته عندها يكون هناك ألف جهة تتدخل للوساطة".واشترط الرئيس عباس أن تعيد حماس قطاع غزة إلى السلطة كمقدمة للدخول في حوار، قائلا إن أي تفاوض مع حماس منوط بتراجعها عن "فعلتها". واعتبر أن ما قامت به كان "عملية تدميرية وساعد كل من لا يريد دولة فلسطينية مستقلة".في السياق قال رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي عزام الأحمد إن على حماس "تسليم قطاع غزة للرئيس الشرعي المنتخب" باعتبار ذلك الحل الوحيد لإنهاء ما وصفه بالانقلاب.وأضاف أن "حماس وقيادييها يرددون تصريحات بشكل دائم يقرون فيها بشرعية الرئيس عباس"، داعيا الحركة إلى إثبات صدقها وتسليم غزة له, وبعد ذلك فإن فتح مستعدة للحوار.ورفض الأحمد تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية التي أبدى فيها استعداده للتخلي عن منصبه إذا كان ذلك ثمنا للوفاق الوطني. وطالب هنية بإعادة الوحدة إلى مسارها الحقيقي لكن بلا شروط.لكن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يرى أن أطرافا إقليمية ودولية لم يحددها تسعى لعرقلة أي خطوة للوفاق بين حماس وفتح.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مشعل الذي يزور صنعاء إدانته حصول "ضغوط من أطراف دولية وإقليمية لا تريد للوفاق الفلسطيني أن يحدث بل تريد تعميق الشرخ".وأوضح مسؤول حماس أن تلك الزيارة تأتي للتشاور مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "في ضوء التطورات الفلسطينية والوضع الفلسطيني الداخلي المؤسف"، معربا عن أمله بأن يكون للرئيس اليمني دور في الوفاق الفلسطيني.وعلى صعيد عملية السلام اتفق الرئيسان المصري والفلسطيني على ضرورة التوصل إلى اتفاق إطار قبيل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش بهدف إحياء المحادثات في الشرق الأوسط.وقال ياسر عبد ربه مستشار الرئيس الفلسطيني إن الرئيسين أكد في مباحثاتهما بالإسكندرية أن "يتم التوصل إلى اتفاق إطار مفصل قابل للتطبيق وليس مجرد إعلان مبادئ قبل انعقاد مؤتمر السلام الخريف القادم".وأضاف عبد ربه أن إعلان المبادئ موجود أصلا في كل من مبادرة الرئيس الأميركي والمبادرة العربية والقرارات الدولية.ووصل عباس إلى مصر قادما من الأراضي الفلسطينية بعد أيام من اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ليطلع الرئيس المصري على فحوى ذلك اللقاء.وقال أمس الأول تعليقا على لقائه مع أولمرت إنه تطرق إلى القضايا الأساسية التي ذكرت أكثر من مرة في اتفاق أوسلو وبعده من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.