حول الامتحانات المد رسية
[c1]* الصينيون أول من ابتدع أسلوب الامتحانات [/c]حازم علي غانم عندما نرغب في قياس مستوى شخص ما ومهاراته في أداء عمل معين فإننا نوجه إليه مجموعة من الأسئلة ونطلب منه الإجابة عنها ومن ثم تقييم مستوى هذا الشخص من خلال الإجابة التي نحصل عليها وهكذا نخضعه للامتحان.وفي العملية التعليمية يمثل التقييم عنصراً مهماً من عناصرها ويهدف إلى معرفة كفاءة التلاميذ وقدراتهم ومدى استيعابهم للمقررات الدراسية..بالإضافة إلى التعرف على مدى نجاح المؤسسات التعليمية في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة.[c1]أول من ابتدعها[/c]الصينيون هم أول من ابتدع الامتحانات واستعملوها كوسيلة لاختيار الموظفين قبل ثلاثة آلاف عام وفي حوالي عام 2200ق.م كان امبراطور الصين يفحص موظفيه مرة كل ثلاث سنوات وبعد تسع سنوات كان إما يرقيهم أو يفصلهم من الخدمة حسب نتائجهم في الإمتحان وكانت الامتحانات الصينية تتطلب من الراغبين في تولي الوظائف الحكومية والمناصب القيادية أن يبرهنوا على مهاراتهم في الموسيقى والرماية والفروسية والكتابة والحساب ومعرفة الطقوس الاجتماعية وجغرافية الامبراطورية والقانون المدني والمسائل العسكرية والزراعية وغيرها..وقد حددت هذه الامتحانات ملامح المجتمع الصيني وشكل الجهاز الحكومي لعدة قرون وبقيت مستعملة في الصين حتى بداية القرن العشرين..وفي العصور الوسطى كانت الامتحانات السائدة شفوية أما التحريرية فكانت في الجامعات في القرن الثامن عشر في كمبردج ومنها انتشرت إلى اكسفورد وغيرها من الجامعات وقد شاعت في القرن التاسع عشر وأصبحت تستعمل في التعليم والصناعة واختبار الموظفين فساعدت على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فالتعيين أصبح يتم بناء على المقدرة وملاءمة الشخص للعمل وليس تبعاً للنفوذ والمحسوبية..[c1]أهميتها[/c]تعتبر الامتحانات من الوسائل الهامة في معرفة وقياس مستوى التحصيل الدراسي للطالب ومدى نجاح المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق الأهداف التعليمية لتعزيز النجاحات ومعالجة أوجه القصور القائمة في الأنظمة التعليمية المختلفة.كما تؤدي الإمتحانات دوراً هاماً في نجاح العملية التعليمية حيث يتم الاعتماد على نتائجها للقياس والمفاضلة بين الطلاب ونقلهم من صف إلى آخر أو من مرحلة لأخرى وتمنح الشهادات بموجبها.أيضاً تحدد النتائج التي يحصل عليها الطالب في المرحلة الثانوية العامة الاختيار لدراسة محددة أو مهنة معينة عند الانتقال للدراسة الجامعية.وفي وقتنا الحاضر أصبحت الامتحانات غاية بعد أن كانت وسيلة فأصبح هم المدرسة إعداد الطالب للامتحان وإهمال جوانب تربوية أخرى هي من صميم اختصاصاتها، كما أخذ بعض المدرسين يوصون طلابهم بالتركيز على مواضيع محددة وإهمال وحذف مواضيع أخرى مقررة لأنها في نظرهم غير مهمة ولن يتعرض الامتحان لها وهذه طريقة خاطئة لها تأثيرات سلبية على الطالب، حيث يعتمد على أساليب وطرق سهلة لا تكلفهم عناء الكد والجد عند الاستعداد للامتحانات.[c1]فوائدها[/c]تمثل العملية الامتحانية أهمية كبيرة في التعرف على مدى نجاح المؤسسات التربوية في تحقيق الأهداف التعليمية التي يتم وضعها بالإضافة إلى أن هناك فوائد عديدة للامتحانات.ومن هذه الفوائد ما يلي :-1- تقييم أهداف التعليم حيث يقوم كل نظام تربوي بتحديد أهدافه ويضع المناهج المناسبة التي تمكنه من تحقيق هذه الأهداف من خلال توفير المناخ الدراسي الملائم الذي يساعد على تحقيق النتائج المرجوة حيث لا يعني إنهاء المناهج أننا حققنا ما وضعناه من أهداف تعليمية بل علينا أن نتحقق من ذلك وهذا لا يتم إلا بواسطة الامتحانات التي توضح نتائجها مدى مناسبة وتوافق هذه الأهداف مع قدرات التلاميذ وإمكانياتهم.2- قياس مردود العملية التعليمية ومدى تقبل الطالب للمقررات الدراسية بطريقة موضوعية.3- معرفة مواطن الضعف والقوة في مستويات التلاميذ حيث تكشف لنا الامتحانات عن حاجة التلميذ التعليمية وتساعد على تحديد عيوبه وأخطائه ومن ثم معالجتها فإذا أعطينا طالباً مسألة في الرياضيات ووجدنا أنه يخطئ في قسمة الكسور فيمكن معالجة الأمر من خلال تصميم منهاج أو طريقة أخرى لمعالجة ضعفه في هذه الناحية.4- قياس مستوى التقدم الذي يحققه الطالب فعندما يبدأ الطالب التعليم نقيس ما يعرفه الطالب في مادة معينة بواسطة الامتحان وبعد بضعة شهور نقيس من جديد ما اكتسبه في هذه المادة والفرق بين هذه المرة وسابقتها يمثل تقدماً وهذه القياسات تساعد على الاهتمام بظروف تعلم الطالب ومعرفة ما يعرقل أو يساعد تعلمه.5- تحث الامتحانات الطالب على المذاكرة والاجتهاد والمثابرة حيث يلاحظ أن التلاميذ ينشطون للدراسة والمذاكرة عندما يقبلون على امتحان أو يطالبون به كما أن بعض التلاميذ لا يذاكرون إلا إذا كان هناك امتحان وهذا الأمر غير إيجابي لأنه يقبل على المذاكرة بدافع الخوف وهذا الأمر مخالف للقواعد التربوية لأن التربية السليمة هي التي تجعل التلميذ يدرس ويذاكر بدافع داخلي كحب المعرفة والرغبة في التعلم.6- تحديد الدراسات المناسبة والمهن الملائمة للتلاميذ حيث تبين الامتحانات مدى كفاءة كل تلميذ في مختلف المواد ومن ثم التمكن من الحكم على قدراته ومهاراته لدراسة محددة أو مهنة معينة.7- تساعد الإمتحانات على مقارنة ومعرفة طرق التدريس وأساليب المدرس وقدرته وتقويم جهود المدرس وطرق تدريسه وكشف أسباب الضعف والقصور بهدف تحسين وتطوير مستوى الأداء والأدوات التعليمية.8- تساعد الامتحانات على تحقيق أهداف إدارية مختلفة كالمحافظة على مستوى معين للدراسة وتقسيم الطلاب إلى فصول متجانسة والمفاضلة بين الطلاب وبيان أحقية كل طالب في الترفيع أو الشهادة المدرسية وتساعد كذلك على الاختيار من بين الطلاب الذين يتقدمون للدراسة في مجال معين.9- الهندسة الاجتماعية حيث تمكن المجتمع من ملء الوظائف حسب الكفاءة والمقدرة بدلاً من الوساطة والمحسوبية مما يساعد على تقدم المجتمع..[c1]اختصار المناهج[/c]نستغرب من بعض المدرسين حين يعمدون إلى تلخيص واختصار المناهج والمقررات الدراسية في مذكرات صغيرة يحصل عليها الطالب من محلات التصوير وهذه الظاهرة السلبية لم تكن موجودة من قبل حيث كان يمثل الكتاب المدرسي والمناهج المقررة المرجع الرئيسي للطالب أما الآن فقد ظهر في الأسواق مطبوعات تحت مسميات مختلفة منها الموجز والملخص وسلاح الطالب وغيرها من المطبوعات التي تختصر المناهج الدراسية وتقدم معلومات مختصرة للطالب بغرض اجتياز الامتحان وهذا الأسلوب كان سبباً رئيسياً في مساعدة الطلاب على الكسل وعدم الاهتمام بالعلم وارجاء المذاكرة حتى نهاية العام باعتبار أنه يمكن استيعاب ومذاكرة المنهج من خلال الملخصات المختصرة والمحدودة ببضع ورق في بضعة أيام..[c1]أنواعها[/c]قد تكون الامتحانات شفوية أو تحريرية أو عملية وأكثرها شيوعاً هي الامتحانات التحريرية أو الكتابية في معظم المواد أما الامتحانات الشفوية والعملية فتستعمل في المواد التي تتطلب تنمية مهارات معينة كاللغات والموسيقى والرسوم والعلوم التطبيقية عامة.[c1]الامتحانات التحريرية [/c]تعتبر الامتحانات التحريرية أو الكتابية أكثر أنواع الامتحانات استعمالاً في العالم العربي وذلك يرجع إلى أسباب فنية وإدارية واقتصادية ومن هذه الأسباب ما يلي :-1- أنها اقتصادية من حيث الوقت ويمكن امتحان الآلاف من الطلاب في ساعة بينما يتعذر ذلك في الامتحانات الشفوية والعلمية.2- تعتبر أقل إثارة للقلق والخوف من الامتحانات الأخرى فالطالب يوجد ضمن جماعة تمر بنفس التجربة أو الخبرة وهو أحد عشرات الأفراد الذين يراقبهم مراقب واحد.3- في الامتحانات التحريرية يتاح للطالب الوقت الكافي للتعبير عن أفكاره ومراجعتها وتصويبها وتنظيمها بينما لا يتاح له ما يكفي من الوقت لتجميع أفكاره والتعبير عنها في الامتحانات الشفوية.4- في الامتحانات التحريرية يجيب الطالب على بضعة أسئلة قد يجهل بعضها ولكنه ملم بمعظمها أما في الامتحانات الشفوية والعملية فهو أمام سؤال أو تجربة فقط فإن كانت مما يجهله أو الشيء الوحيد الذي يجهله ولا يعرفه فإنه يرسب بالرغم من كونه ممتازاً في المادة نفسها.5- الامتحانات التحريرية أكثر موضوعية من أنواع الامتحانات الأخرى فنحن نكون أمام شيء مكتوب نستطيع تقييمه وإعادة النظر فيه مراراً وتكراراً أما في الامتحانات الشفوية والعملية فقد تخوننا الذاكرة وننسى بعض الجوانب الهامة..