وصلت العلاقات القطرية اليمنية الى مستوى متقدم من حيث التفاهم والتنسيق والتشاور وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. ويمكن اعتبار هذه العلاقات نموذجا يحتذى، علي صعيد العلاقات العربية الثنائية أو تحت مظلة العمل العربي المشترك، فقد جاءت زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة، والمباحثات التي أجراها مع سمو الأمير المفدي يوم أمس، في إطار العلاقات المتميزة، التي تتطلب استمرار التشاور بين الجانبين على صعيد العلاقات الثنائية أو بشأن القضايا الإقليمية التي تحظى باهتمام الجانبين.والواقع أن هذه الخصوصية للعلاقات القطرية اليمنية، لم تأت من فراغ، بل هي نتاج لعمل متواصل بإشراف شخصي من قبل قائدي البلدين، فضلا عن التزام دولة قطر المبدئي والثابت بالوقوف إلى جانب اليمن الشقيق ودعمه علي مختلف الأصعدة، وهو ما يؤكده المسؤولون اليمنيون في تصريحاتهم علي مختلف المستويات، إذ إن الأشقاء في اليمن لم ينسوا الموقف القطري الواضح المؤيد والداعم لوحدة اليمن عندما وقع التمرد عام 1994 وفي كل الأزمات والمشكلات التي تعرض لها اليمن خلال السنوات الماضية، وقد بلغت العلاقات السياسية بين البلدين مستوى متميزاً بسبب التفاهم العميق بين سمو الأمير والرئيس اليمني والتقارب في رؤاهما إزاء قضايا المنطقة، بالإضافة إلي الالتزام المشترك في السعي الدؤوب لتعزيز التضامن العربي ولمواجهة التحديات الهائلة التي تواجه الأمة العربية. وخاصة فيما يتعلق بالملفين الأكثر سخونة في المرحلة الراهنة وهما القضية الفلسطينية والأزمة العراقية، إذ ثمة تقارب كبير في مواقف الدوحة وصنعاء بشأن الحلول الممكنة والواقعية لهاتين القضيتين، بما يخدم مصالح الشعبين الفلسطيني والعراقي، ويعيد لهما استقلالهما وحريتهما، ان المباحثات التي جرت بين قائدي البلدين في الدوحة امس، وما سبقها من مباحثات علي مختلف المستويات خلال الفترة الماضية تركز علي تحويل العلاقات السياسية المتميزة الي تعاون وثيق في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعبين، وثمة العديد من مجالات العمل المشترك، سواء علي صعيد الاستثمارات القطرية في اليمن، أو وجود آلاف العاملين اليمنيين في قطر.. وغير ذلك من فرص التعاون الاقتصادي.ومن المهم الإشارة إلى أن هناك اهتماما مشتركا من قبل قيادتي البلدين بشأن قضايا القرن الأفريقي، ذلك أن اليمن يحتل موقعا جيو - سياسيا مهماً في تلك المنطقة، كما أن لدولة قطر اهتماماً خاصاً بها، نظرا لالتزام قطر في السعي الدؤوب لحل المشكلات والنزاعات هناك بشكل سلمي عن طريق الحوار، وقد نجحت العديد من المبادرات التي أطلقتها الدبلوماسية القطرية بديناميكيتها المشهود لها، في تهدئة العديد من النزاعات في القرن الإفريقي، وجمع الأطراف المتنازعة إلى طاولة الحوار. وهو جهد ينبع أساساً من التزامات قطر المبدئية علي الصعيد العربي والإقليمي، ولأن سياستها الحكيمة تحظى باحترام وثقة جميع الأطراف.[c1]عن صحيفة (الراية) القطرية [/c]
قطر واليمن .. علاقات متميزة
أخبار متعلقة