العمارة في عدن
المهندس/ سعد حميد جاسم العنبكيتناولنا في الحلقة الماضية أهمية وضرورة التهوئة الطبيعية وحركة الهواء في بيئة مثل بيئة مدينة عدن ( المناطق الدافئة الرطبة) ونحاول في هذه الحلقة بعون الله أن نفهم هذه الظاهرة الطبيعية ( حركة الهواء) من أين تنشأ وكيف تتحرك وطرق انتقالها وكيف يمكننا بالمقابل أن نصنع التصاميم لاستثمارها بالشكل الامثل.تتكون حركة الهواء كنتيجة لاختلال الضغط بين منطقتين ينتقل الهواء من منطقة الضغط العالي الى منطقة الضغط الواطئ ( منطقة الضغط العالي التي يكون فيها كثافة الهواء عالية أي هواء بارد أما منطقة الضغط الواطئ هي المنطقة ذات الكثافة الهوائية الاقل ومنها منطقة الهواء الاكثر حرارة ).[c1]واستناداً إلى ماتقدم فإن المبنى بالنسبة للمصمم إما :[/c]1- أن يكون واقعاً أساساً على منطقة انتقال حركة هواء مستمرة كالمناطق الساحلية مثلاً حيث نسيم البر والبحر المستمر ليل نهار .2- أن يساعد في تكون اختلال في الضغط بين خارج المبنى وداخله فيؤسس لحركة هواء تساعد على تبديل الهواء وتبريد الفضاء ونقل درجة حرارة الخارج الى الداخل .ولكل من الحالتين أنفتي الذكر واجب على المصمم التالي .في الحالة الاولى عليه أن لايضع العراقيل أمام إنسياب تيارات الهواء الموجودة فعلاً ويسمح لها بالنفاذ بكفاءة داخل المبنى ليحصل منها مبتغاه في تبريد المبنى وساكنيه .أما في الحالة الثانية فعليه أن يعمل على الاستفادة من مبادئ خاصية تكوين التخلخل الضغطي ليحرك تيارات داخل المبنى حتى في حالة سكون الريح .[c1]بمعنى ابسط أن هنالك عاملاين علينا الاستفادة منهما بدقة وهما :[/c]1- حركة الهواء المتولدة من تخلخل الضغط داخل المبنى بالاستفادة من مبدأ تيارات الحمل والناتجة من اختلاف درجات حرارة الهواء .2- التصميم الذكي لحي إنشاء مناطق تخلخل ضغطي بواسطة تكوينات معمارية وهندسية معينة .هاتان النقطتان اساسيتان في الحصول على تبريد طبيعي في المناطق الدافئة الرطبة إذ أنهما يمكن استثمارهما للحصول على التبريد بواسطة التبخير الناتج عن حركة الهواء الاضافي الى التهوئة الطبيعية .أما طريقة التبريد بالاشعاع والتبريد الارضي ( أي سحب الحرارة الى باطن الارض) فهما محدودتا الناتج في مثل ظروفنا البيئية .[c1]ولا بأس أن نذكر قارئنا العزيز بما كتبناه في الحلقة الماضية في أن الاستفادة من طرق التبريد الأنفة الذكر تعتمد على :[/c]10 العوامل المناخية .20 نوع المبنى .30 الأجواء المطلوب تحقيقها داخله .وأفضل طرق التبريد في عدن هي تبريد الجسم مباشرة بواسطة التبخير وهذه تفرض على المصمم أتباع حلول معمارية تساعده في الوصول الى غاياته في أفضل استثمار للتهوئة الطبيعية وحركة الهواء .[c1]وهذه الحلول يمكن تنفيذها في مجموعتين اساسيتين هما :[/c]1- حلول أساسية عامة.2- حلول تفصيلية خاصة .إن الغاية الاساسية لكل ما سنسرده من حلول وهي تحقيق النتائج الآتية :10 السماح لأكبر كمية ممكنة من تيارات الهواء أن تتخلل المبنى .20 حماية كافية من أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة.30 هيكل يتكون من سقوف يسمح بمرور الهواء .40 هيكل خفيف يستجيب بسرعة لانخفاض درجات الحرارة ليلاً .[c1]الحلول الاساسية : [/c]1- توجيه دقيق للبناء باتجاه شرقي غربي وعمودي على حركة الرياح .2- الابنية تكون رشيقة أي نسبة الطول الى العرض أكثر من 2:1 3- الأبنية مرفوعة لتصطاد تيارات الهواء العليا.4- المخططات المفتوحة لأكثر ما يمكن من تعرض سطحي لتيارات الهواء.5- الحوائط مجنحة لتصطاد الرياح بكفاءة.6- السقوف تمتد لمسافات بعيدة خارج الجدران.7- وجود السقفات "الغير ندات".8- الشبابيك الكبيرة هي السحب البارزة للأبنية التي تريد الأستفادة القصوى من التهوئة الطبيعية القصوى من التهوئة الطبيعية وحركة الهواء في المناطق الدافئة الرطبة.9- غرف المعيشة الرئيسية توجه الشمالي الجنوب.10- مساحات واسعة بين المباني ليتسنى للهواء الحركة بسهولة.11- الأبنية غير عميقة تسهل عملية التبادل الحرارية Cross vent .12- سقوف طائرة لتوفير حمايات من الشمس والمطر والانعكاسات غير المباشرة من السماء المشبعة بالرطوبة.13- أشجار لتوفير الحماية من ا لشرق والغرب دون أن تكون عائقاً لحركة الهواء.هذه النقاط تحدد معالم البناء وشكل المنطقة والمجمع السكني أو الحضاري وتدل على تفهم واضح لمشكلة التبريد في المنطقة الدافئة الرطبة بل وتضع المصمم على الجادة الصحية التي تقوده الى تصميم ناجح يستطيع ساكني الاستفادة القصوى من التبريد الطبيعي وتفسح المجال للولوج في حلول تفصيلية تكميلية تقودنا الى الهدف المنشود وهذا ما سنتناوله "أي الحلول التفصيلية" في الحلقات القادمة إن شاء اللّه.* والحمد للّه رب العالمين.