صباح الخير
محمد فؤاد راشدفي هذه الأيام نعيش روحانية شهر رمضان المبارك الذي تسعد أرواحنا للقائه ..فهو شهر الطيبة والمحبة والعطاء.لا أريد أن أطيل عليكم في الحديث فأقول إنه في هذا الشهر الكريم تحصل بعض المخالفات والممارسات غير الأخلاقية وبالأخص بين الأولاد الصغار في الشوارع حتى يصل الأمر إلى استهتارهم في أروقة المساجد وأثناء الصلاة.إنها مخالفات تتكرر كل يوم وتتفاقم في هذه الأيام العظيمة. وبغض النظر عن غياب الرقيب تقع هذه السلوكيات بين أطفالنا لانعدام التوعية الإرشادية سواء من الأسرة أو البيئة المحيطة بالطفل،فالعديد منهم وللأسف لايحترمون خصوصية هذا الشهر بل يقومون بافتعال المشاكل في الطريق والسب والشتم والتلفظ بكلمات غير أخلاقية سواء في هذا الشهر أو غيره من الشهور الأخرى. وفي شهر الغفران يجب أن نكبح عاداتنا السيئة سواء من الكبار أو الصغار فهم يتأثرون كثيرا بمن يكبرهم سناً سواء في البيت أو الشارع ،فتصوروا أعزائي إذا كان أفراد الأسرة يتلفظون أمام أبنائهم بمثل هذه الأقاويل والألفاظ غير الحميدة فإن الطفل يصبح نسخة طبق الأصل من ذويه وعالمه المليء بالشغب والتعنيف المستمرين. إنها لفرصة ثمينة من الأهل والأصدقاء لجدية استغلال هذا الشهر المبجل بالتحلي بالأوصاف والسلوكيات الحميدة لكي ننشئ جيلا يتحلى بالصبر وقوة التحمل وترويض النفس عليها.فالله شرع الصوم لغاية عظيمة ، هي تعميق تقوى الله جل وعلا ، وتزكية النفوس ، وتهذيب الأخلاق ، فليست الغاية من الصوم الضرر أو المشقة على العباد ، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية والآداب المرعية كان أكثر ثمرة وأعظم أجراً ، ومع الأسف الشديد فإن بعض الصائمين سواء الكبار أو الصغار لا يلتزمون بهذه الأحكام والآداب فتصدر منهم الأخطاء والمخالفات التي تؤثر على صومهم أو تنقص أجره وثوابه ، وهناك بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم التنبه لها والحذر منها :فمن الأخطاء عدم إدراك البعض فضائل هذا الشهر الكريم ، فيستقبلونه كغيره من شهور العام ، وقصارى اهتمام بعضهم به أن يستقبله بشراء الأطعمة والمشروبات بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.وأيضا حرج البعض من بلع الريق في نهار رمضان لظنه أنه إذا بلع لعابه فقد فسد صومه ، وهذا ليس بصحيح ، إذ لم يثبت في الشرع أن بلع البصاق من المفطرات التي يبطل الصوم بها .ومن الأخطاء أيضا - التأفف من دخول شهر رمضان ، وتمني ذهابه وسرعة مروره ، وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه والحدِّ من شهواتها ، فلا يستشعر معنى العبادة وحلاوة الطاعة ، وربما صام مجاراة للناس وتقليدا وتبعية ، فيكون بذلك قد حرم نفسه الاستفادة المثلى من أجر هذا الشهر الكريم .لذا ينبغي عليك عزيزتي الأم في رمضان تدريب طفلك على الصيام بعد سن السابعة، و تعتبر السنة العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام، لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول الطعام سرا، وتكبر معه هذه الخيانة، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام، وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسارع بإفطاره، وهناك عدد من الأمراض التي تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها، وينصح الآباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على العناصر الغذائية كافة ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور.