فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال مسؤولون بالأمم المتحدة أمس الاثنين إن مدير هيئة تتبع المنظمة الدولية ومعنية بجمع شكاوى الفلسطينيين من الأضرار التي لحقت بهم بسبب بناء إسرائيل لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بدأ أول مهمة له لتقصي الحقائق. ووصل فلاديمير جورياييف المدير التنفيذي لسجل الأمم المتحدة للأضرار الناتجة عن بناء جدار الاحتلال الإسرائيلي العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأحد في زيارة تستغرق أسبوعا. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن جورياييف سيزور المناطق المتضررة من المشروع في الضفة الغربية المحتلة وحولها وسيجتمع مع متظلمين. وقال المسئول «هذه زيارة فنية لإجراء اتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية في المنطقة ورؤية الوضع على الأرض.» وشكل سجل الأمم المتحدة عام 2006 رغم اعتراضات من إسرائيل والولايات المتحدة بهدف تسجيل الأضرار التي يتسبب فيها الجدار. وقال أرييه ميكيل المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلي إن المسئولين الإسرائيليين لن يلتقوا مع جورياييف.، وأضاف «نعتقد أن مهمته نتاج آخر لوجود أغلبية عربية في الجمعية العامة.. ليست له أي شرعية وهو لن يتسبب إلا في إيذاء من يحاول هو مساعدتهم.» وقضت محكمة العدل الدولية في لاهاي بأن الجدار غير مشروع. ويقول الفلسطينيون الذي يبلغ عددهم 2.5 مليون نسمة بالضفة الغربية و1.5 مليون في قطاع غزة إن الجدار العازل يعرقل اقتصادهم ويحدد بشكل غير منصف حدود أي دولة فلسطينية ستقام في المستقبل. وتقول إسرائيل إنها تحتاج الجدار وهو حاجز الكتروني مؤلف من أسلاك شائكة في بعض المناطق وجدران خرسانية في مناطق أخرى لإبعاد المقاومين. وأضاف ميكيل إن الفلسطينيين الذين يدعون أنهم تضرروا نتيجة للمشروع «من الأفضل لهم أن يطلبوا التعويض من خلال القنوات التي تتيحها دولة إسرائيل لهم.» على صعيد أخر اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاثنين لأول مرة منذ أكثر من شهر دون إشارات تذكر بإحراز تقدم في محادثات السلام التي شابتها خلافات بشأن المستوطنات وأعمال العنف. وصعدت الولايات المتحدة ضغطها على الجانبين لاتخاذ خطوات لبناء الثقة قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش.، ولكن أولمرت قال إنه سيمضي قدما في أعمال البناء داخل مستوطنات يهودية كبيرة وفي القدس بالرغم من الاحتجاجات الدولية. واجتماع الأمس هو الأول بين أولمرت وعباس منذ 19 فبراير. وكان عباس أوقف لفترة قصيرة الاتصالات الشهر الماضي بعد أن قتلت إسرائيل أكثر من 120 فلسطينيا كثير منهم من المدنيين في هجوم على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكر مسئولون فلسطينيون وإٍسرائيليون أن الاجتماع الذي عقد في مقر أولمرت في القدس سيكون فرصة لتقييم وضع محادثات السلام التي أطلقت في مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية في نوفمبر. وقال عباس لأعضاء من حركة فتح التي يتزعمها الأحد «نحن نتفاوض بجدية وحريصون على الوصول إلى حل لكافة قضايا الحل النهائي» إلا أنه أكد أن الحل لن يكون بأي ثمن. ووصفت حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو بعد اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح محادثات عباس مع أولمرت بأنها مهزلة. وقال مسئولون إسرائيليون إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع كبيري مفاوضي الجانبين عقدا جلسات تفاوض منتظمة وشاركا في جلسة اليوم بين أولمرت وعباس. وتدعو خطة «خارطة الطريق» لإحلال السلام المتعثرة منذ فترة طويلة إسرائيل لوقف كل أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية وإزالة المواقع الاستيطانية التي أقيمت دون تصريح من الحكومة كما تطالب الفلسطينيين بكبح جماح النشطاء. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات يوم السبت إن عباس سيستخدم اجتماع اليوم الاثنين لعرض موقفه بأن إسرائيل لم تف بعد بأي من التزاماتها الأولية بموجب خطة خارطة الطريق. وقالت واشنطن إن كلا من الجانبين لم يبذل جهدا كافيا للوفاء بالتزاماته ولكن مسئولين أمريكيين انتقدوا سرا بوجه خاص إسرائيل لإعلانها سلسلة من مشاريع البناء في القدس الشرقية العربية وحولها. وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبعد زيارة الأسبوع الماضي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت إسرائيل إنها أزالت 50 من الحواجز في الضفة الغربية وهو رقم لم يتسن التأكد منه بشكل مستقل لأن الجيش رفض تقديم خريطة توضح أماكن الحواجز. وما زالت هناك المئات من الحواجز.