أطيـاف
راحت تصرخ بملء فيها أعيدوا لي أنوثتي اعيدوا لي أمومتي اعيدوا لي انسانيتي الضائعة!هكذا راحت تصرخ تلك المرأة الفرنسية بألم شديد في احدى اللقاءات التلفزيونية لإحدى القنوات الغريية .ويا له من امر مدهش ! فبينما كان هذا لسان حال المراة في الغرب تنادي المرأة وتناضل في الشرق إمنحوني حريتي اعيدوا لي كرامتي ، افسحوا لي المجال للمشاركة في ارضية الواقع الاجتماعي والعملي والسياسي !أسمعتم نداءات هذه المرأة وصراخ تلك ؟ألا يبدو أننا أمام وجهين لعملة واحدة ؟عملة واحدة !لعلكم تتساءلون الآن ما هي هذه العملة .وما هي حقيقة وجهيها؟إذا ًلنعرفها ونكتشفها .تابعوا معي وحاولوا اكتشافها أنتم ايضاًدعونا نتأمل في وجهيها الشرقي والغربي !ففي الوجه الشرقي :بالغ التطرف والتشدد الديني والاجتماعي التقليدي ،في حبس المرأة في المنزل وحرمانها من العمل والتعليم وممارسة حقوقها السياسية والاجتماعية .بالفوا في إلزامها بالبقاء في البيت وحصر وظيفتها ووجودها للبيت والاطفال والعلاقة الزوجية.وفي الوجه الغربي: نجد أن التطرف العلماني في الغرب بالغ في فهم حرية المرأة فأضحت جسداً يباع ويشترى في سوق النخاسة الاعلامي والسياحي وتجارة الرقيق الابيض.وأدى الافراط في دمجها في النشاط الاجتماعي والسياسي والصناعي الى قطع صلتها بالبيت والاسرة بما فيها الأمومة .فصارت جسداً دون روح .أتلاحظون معي هذا التناقض في كلا الوجهين !تناقض يتقاطع عند نقطة مشتركة!.لعلكم عرفتموها واكتشفتموها !اليس هو التطرف ؟نعم التطرف ضد المرأة .هنا في الشرق تطرف ديني ذكوري بالغ في حبس المرأة في المنزل .وهناك في الغرب تطرف علماني بالغ في اخراج المرأة من المنزل.فراحت المرأة في الغرب تتوق للعودة الى المنزل وتشتاق لانوثتها وتحن الى أمومتها التي حرمتها اياها الحرية وظروف العمل خارج المنزل .وغدت المرأة في الشرق تبحث عن حريتها وإنسانيتها وكيانها الاجتماعي خارج نطاق المنزل.أعرفتم ؟ أفهمتم ؟هل وصلتم الى أصل المشكلة؟ .مشكلة هذا التناقض وهذا التطرف ؟.مشكلة المرأة وقضية تحررها.واذا لم تكونوا قد فهمتم !حاولوا فهم وبلورة القضية بما يناسب تفكيركم ،حاولوا الوصول الى أصل القضية ،حاولوا فهم اشكالية القضية ،التطرف ، الحرية ، المرأة ، الانسان !الانسان ، الانسان!إسألوا أنفسكم جيدا قبل الاجابة!