من بالغ الأهمية العناية بالنشء في بلادنا كون ذلك يسهم في بناء الشخصية السوية المتكاملة التي نأمل تجسيدها في شبابنا باعتبارهم ثمرة المستقبل وهم الأمل الموعود وبناء هذه الشخصية المرغوبة لايتم إلا من خلال معرفة كيفية تربيتها وتنشئتها تنشئة سليمة ومتابعة مراحل النمو وتطور الشخصية على أسس تربوية وعلمية سليمة قائمة على الادراك الواعي. ان هذه الشخصية ينبغي ان تكون فاعلة ومؤثرة ومتأثرة بشكل ايجابي في المجتمع وعلى المجتمع .. وبناء القدرات والاستعدادات الدفاعية تجاه أي اسباب أو عوامل تؤدي إلى تشويه هذه الشخصية وتحيد بها عن الطريق الايجابي والمفيد والسوي للمجتمع.وذلك لايتم إلا من خلال اكفياء تربويين يكتسبون قدرات ومهارات تربوية وعلى اطلاع ودراية بعلم النفس الاجتماعي التربوي وفهم واع لعلم نفس النمو بحيث يكونون على معرفة بكيفية التعامل مع ابنائنا وشبابنا وفق ما يناسب مراحلهم العمرية المختلفة وبناء شخصيتهم بشكل صحي وسليم.تلك الاساليب التربوية ينبغي ان تنطلق من مدلول تربوي إنساني في فهم معنى السلوك الفردي والاجتماعي وكيفية التعامل معه بشكل تربوي ايجابي وبناء يهدف بدرجة اساسية إلى بناء الشخصية المتكاملة النامية ذات الأثر الايجابي الفاعل والمؤثر.هذه العملية ذات الأهمية البالغة ينبغي ان تنطلق من مفهوم ان بناء الشخصية المثالية ممكن متى ما تم تهيئة المناخ المناسب لها ابتداء من البيئة الداخلية للنشء وهو البيت حتى البيئة الخارجية الأوسع وهي الروضة فالأوسع وهي المدرسة فالأوسع وهو المجتمع وفي هذا فان لمنظمات المجتمع المدني المعنية دوراً هاماً، ولذلك يلزم تجنيد الطاقات التربوية والتعليمية والإعلامية والثقافية نحو محور هذه الشخصية وتهيئة الاسس البناءة الفاعلة والمؤثرة على نمو وتطور الشخصية بشكل ايجابي ومفيد.هذه تعد الرسالة السامية التي هي على عاتق الجهات المسؤولة في المجتمع ابتداء من أرباب الاسر حتى آخر المؤسسات التربوية والتعليمية والعملية التي يلحق فيها الشاب أو الرجل حينما يصبح فرداً مهماً عاملاً ومؤثراً ومتأثراً في المجتمع انطلاقاً من فهم ان الشخصية خاضعة للتأثير والتأثر الايجابي أو السلبي وفق المناخ والقنوات التي تتشرب منها ثقافتها أو سلوكياتها .. فهل آن الاوان لمؤسساتنا التربوية والتعليمية ولجهات المجتمع المدني المختصة تقدير هذا الجانب ومعرفة ان بناء المجتمعات لايكون في الماديات بل في بناء الشخصيات الفاعلة والمؤثرة والمفيدة أولاً واخيراً.بناء على تنمية العقل والوعي والضمير الانساني الحي.عبدالفتاح العودي
من أجل بناء شخصية نامية مفيدة
أخبار متعلقة