د . وهيبة فارع عميدة المعهد الوطني للعلوم الإدارية لـ ( 14 اكتوبر ) :
[c1]* هناك من ينظرون إلى التدريب كترف وهم بذلك إنما يعبرون عن ضحالة وعيهم الإداري[/c]التقاها / يحيى علي نورسالدكتورة وهيبة فارع عميدة المعهد الوطني تحدثت لأكتوبر بشفافية عالية حول العديد من الموضوعات المرتبطة بالتنمية الإدارية وهي التنمية التي تمثل عصب الحياة وأداتها الفاعلة باتجاه تحقيق الأهداف المنشودة للنشاط الإنساني عموما.وباعتبار بلادنا قادمة على مرحلة جديدة تستدعي منها المزيد من الإصلاح الإداري الهادف تحسين الأداء الوظيفي ورفده بكل جديد في الادارة الحديثة حتى يتمكن وطننا من تحقيق تطلعاته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فان ضيفتنا دكتورة وهيبة فارع قد فضلت أن تبدأ حوارنا معها حول مضامين البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية المتصلة بالادارة وضرورات تطويرها وتحديثها في محاولة منها لتقديم صورة جلية وواضحة عن طبيعة المشهد الراهن وآفاقه المستقبلية التي ستحدد بدقة ما سيحمله الإطار العام لخطة المعهد الوطني للعلوم الإدارية من برامج ومناشط وفعاليات تصب في بوتقة الارتقاء بالإدارة فإلى الحصيلة :[c1]مضامين مهمة* في البداية ما ذا عن مضامين برنامج فخامة رئيس الجمهورية التي أحببت ان تستهلي حديثك معنا من خلالها؟[/c]- اولا أحب أن أوجه شكري وتقديري لإدارة صحيفة 14 اكتوبر وعلى رأسها الاستاذ الصحافي المعروف أحمد الحبيشي الذي اتمنى لإدارته التوفيق والنجاح وبلوغ ادارة صحفية انموذجية تساعد على تطوير مهنة الصحافة وترتقي بها كثيرا.اما بالنسبة لسؤالك عن مضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية فاحب هنا ان اشير الى عظمة مضامين هذا البرنامج الذي جاء تشخيصا واقعيا لمتطلبات البناء الحضاري الذي شهده الوطن وسأدكر هنا على الحديث عن المضامين المتصلة بجانب الادارة وهو الموضوع الذي نحن في المعهد الوطني للعلوم الادارية معنيون به وخاصة في متطلبات الادارة اليمنية واحتياجاتها التدريسية والتأهيلية والبحثية.وحقيقة ان برنامج فخامة رئيس الجمهورية وفي استخلاصه لقضية الادارة قد اكد وبصورة متجردة تماما من الشعارية على العديد من المتطلبات الضرورية التي لااخفيك سرا انها اسعدتنا ووجدنا فيها الثقة الكبيرة في بلوغ الإدارة المتطورة.وقد حرص فخامة الاخ الرئيس في تناوله لقضية الادارة على التأكيد المطلق على اهمية بلوغ ادارة تخدم المواطن وفي ذلك لاشك اعلى درجات الاستشعار بالمسؤولية الوطنية ازاء المواطن وعن عظمة حرص القائد على خدمة المواطن ورعاية مصالحه وحل مشكلاته في اطاء ادارة علمية تخدمه اولا باعتبار المواطن هو صاحب المصلحة الحقيقية الاولى ولكونه ايضا هدف التنمية ووسيلتها معا ومن هذه المضامين المهمة التي ركز عليها البرنامج ويمكن للمعهد الوطني ان يلعب دورا فاعلا في سبيل بلورتها الى الواقع سواء عن طريق التدريب والتأهيل او عن طريق الدراسات والابحاث ومنها علي سبيل المثال لاالحصر:قضية البناء الهيكلي والمؤسسي للجهاز الاداري للدولة وتعزيز الشفافية في جميع المعاملات وبما يساعد على سلامة التخطيط واتخاذ القرار الاداري ومواصلة الاهتمام بالكفاءات الوطنية من ذوي التخصصات العلمية والادارية والاستفادة منهم في عملية تطوير الادارة الحكومية بالاضافة الى المضامين المهمة على صعيد تطوير وتحديث السلطة المحلية التي كان لفخامة الاخ رئيس الجمهورية ان حرص على وضع هذا الموضوع كواحد من ابرز القضايا التي ستجد التعاطي معها خلال المستقبل القريب.ولاشك ان مجمل هذه المضامين ستجعل من معهدنا اكثر استعدادا للتعامل معها في المستقبل القريب.واؤكد هنا ان قضية الادارة هي قضية شاملة بل تعتبر برنامج فخامة الاخ الرئيس برنامجا شاملا للادارة التي سيعول عليها مسؤولية بلورة كافة اهداف ومضامين البرنامج وهو امر يجعلنا نثق اننا سنعمل جميعا في اطار الحكومة من اجل تطوير الادارة وتحديثها.[c1]* ما طبيعة الاستعدادات التي اشرت اليها في معرض حديثك والتي سيقوم بها المعهد قريبا مع هيئة البرنامج الاساسي؟برنامج فاعل [/c]- المعهد الوطني وباعتباره بيت الادارة وبيت الخبرة لاشك انه قد اولى هذا الجانب جل اهتمامه وبالصورة التي تتفق مع عظمة المضامين التي حملها برنامج فخامة الاخ الرئيس وكل قضية من قضايا الادارة سواء كانت على مستوى تطوير النشاط الاداري وحل المشكلات العالقة على صعيد الادارة سوف يتعامل معها المعهد خلال الدراسات والابحاث ومن خلال البرامج والانشطة التدريبية والتأهيلية ومن خلال ايضا الحلقات النقاشية التي ستكرس جميعها كأنشطة لخدمة موضوعات الادارة وهدفنا الاول والاخير هو بناء الانسان اداريا ورفع مهاراته ومعارفه وبما يمكنه من لعب دور فاعل في انجاز مختلف المهام والمسؤوليات المنوط به تنفيذها.[c1]* وهل هذا الدور سيكون مقتصرا على المعهد فقط؟[/c]- نشاطنا في اطار الحكومة يعني ان المعهد في اطار منظومة ادارية حلقاتها متداخلة يتطلب منها جميعا التعاون والتنسيق من اجل تمكين المعهد من القيام بواجباته فلا استطيع مثلا كمعهد ان اقوم بالعملية التدريبية من دون ان يكون هناك تفاعل من قبل مختلف الجهات بالتدريب وارسال موظفيها الى المعهد في اطار برامج تدريبية تلبي احتياجاتهم التدريبية وعلى هذا الاساس اؤكد ان كل انشطة المعهد مرتبطة بمدى الانسجام والتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات باعتبار هذه الجهات هي المستفيدة الاولى من برامج المعهد وانشطته وبرامجه.[c1]تدريب وأبحاث* وماذا سيقوم به المعهد في سبيل احداث هذا التفاعل معه من قبل الجهات الحكومية؟[/c]- المعهد وفي اطار التزامه بمضامين برنامج رئيس الجمهورية وكذا متطلبات برنامج الحكومة سوف يقوم بعملية اتصالية مع مختلف الجهات وهمنا في الوقت الراهن القيام باجراء دراسة الاحتياجات التدريبية ومن ثم تصميم واعداد البرامج والانشطة والفعاليات في ضوء نتائجها كما نثق بان الحكومة وعلى رأسها الاخ الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء سوف تقف الى جانب المعهد من اجل القيام بانشطته البحثية والتدريبية وغيرها باعتبار ذلك واحدا من الاهداف التي حددتها في برنامجها وهو هدف تدرك الحكومة اهميته على صعيد توجهاتها العامة وهي توجهات بحاجة دوما الى ادارة فاعلة وحديثة تخدم المواطن كما اشار فخامة الرئيس حفظه الله في برنامجه الانتخابي.[c1]إصلاحات ضرورية* ولكون حديثك متسما بالتفاعل حول الاصلاح الاداري فهذا يدعونا الى السؤال عن احتياجات المعهد لمثل هذا الاصلاح المنشود؟[/c]- بالطبع ان المعهد وبالنظر الى حجم التطلعات والاهداف الكبرى الماثلة امامه فانه لابد ان يجري اصلاحات حقيقيا على صعيد بنائه المؤسسي وبالصورة التي تمكنه من الاستجابة المستمرة للمعطيات والتحولات المتغيرة في بيئته المحيطة وكذا تجعله معهدا رائدا على المستوى العربي وله القدرة ايضا على التعاطي مع قضايا الادارة على المستوى العربي.كما ان هذا الاصلاح المؤسسي سيكون بمثابة اضافة منطقية لما يمتلكه المعهد من امكانيات بشرية مؤهلة تراكمت خلال اكثر من اربعة عقود منذ تأسيسه حيث تأسس في العام 1963 أي بعد سنة واحدة من قيام الثورة اليمنية.[c1]إعادة الهيكلة* دكتورة لم تحددي لنا طبيعة هذه الاصلاحات؟[/c]- هذه الاصلاحات ستشمل اعادة الهيكلة للمعهد على اسس وقواعد سليمة تضمن للمعهد الديمومة والاستمرارية وترفع دوما من مستوى هيئاته العلمية والتدريسية والادارية وتعزز من قدراته الاتصالية والتواصل مع مختلف الجهات وكذا المعاهد المماثلة في الوطن العربي وهذا امر الحديث حوله يطول.[c1]استراتيجية وطنية* كنت مؤخرا وخلال تصريحات صحفية قد طالبت بأهمية ايجاد استراتيجية وطنية للتدريب .. هل لك ان تعطينا صورة مبسطة عن هذه الاستراتيجية المنشودة؟[/c]- هناك الكثير من الاستراتيجيات التي اعلن عنها خلال السنوات الماضية وكل منها ارتبط بموضوع ما من الموضوعات ولانريد حديثا عن استراتيجية التدريب بالنظر اليه كموضة او بالطلب الذي يتماشى مع الاستراتيجيات المتعددة.واقولها صراحة ان ايجاد استراتيجية للتدريب تمثل اهمية بالغة وضرورة حتمية تفرضها احتياجات البلد للادارة الحديثة. [c1]قدرة متدربين* هل هذا يعني ان المعهد اليوم برامجه بعيدة عن الموظفين ؟[/c]- للأسف الشديد نناضل من وقت لآخر من أجل ايصال متدربين للمعهد واخراجهم في العديد من البرامج وهذا أمر معيب نحن في المعهد لن نرضى باستمراره وسنعمل إلى جانب الحكومة على تحريك هذا الموضوع بما يضمن تدفق المتدربين إلى المعهد وذلك في اطار الحرص على ايجاد حوافز تشجع الموظفين على الانخراط مثل ربط التدريب بالترقيات والحوافز الأخرى . وكذا جعل التدريب عملية منتجة قبل العمل وهذا أمر سوف نناقشه مع وزارة الخدمة المدنية بحيث لا يتم تمكين أي موظف جديد من الوظيفة مالم يحرص على برنامج تدريب قبل العمل في المعهد الوطني او في احد فروعه المختلفة المتواجدة بالعديد من المحافظات .[c1]* ماذا تقول الدكتورة وهيبة عن وجود أكثر من جهة حكومية تنازع المعهد مهمته وتقوم بالتدريب ؟[/c]- اشكرك كثيراً على وضع هذا السؤال واؤكد لك هنا أن وجود معاهد ومراكز تدريبية تابعة لجهات حكومية لا يعبر عن شيء سوى انه بعثرة للامكانات وضياع للوقت وهذا امر نحن إن شاء الله سوف نناقشه مع الحكومة وعلى راسها مجلس الوزراء وبصورة تضع حدا لهذه المراكز وجعل التدريب مهمة اساسية للمعهد الوطني باعتباره المعني الاول بهذا الجانب وباعتبار ان استمرار هذه المعاهد لا يعكس ايماننا باهمية التدريب لكون ما نقوم به من انشطة هذه المراكز لا يرقى إلى المستوى المطلوب ولا يعبر عن حجم الطموحات وحتى لا تذهب بعيداً علينا ان نستفيذ من تجارب الآخرين في الدول العربية حيث نجد هذه البلدان تكرس جهودها في اطار معهد متخصص تمتلكه ولا تسمح لاحد غيرها القيام بدوره ومن ذلك معهد الادارة في السعودية .[c1]* على ذكرك هنا للسعودية كنت قد قمت مؤخرا بزيارة للمملكة على رأس وفد من المعهد والسؤال ماذا عن نتائج هذه الزيارة ؟تواصل خليجي[/c]- كما قلت لك في معرض حديثي ان المعهد يحرص على مواكبة جهود الحكومة في مجال التنمية الإدارية وخاصة على صعيد توجهاتها في تحقيق مزيد من الاندماج مع المنظومة الخليجية باعتبار ذلك موضوعا مهما كان لنا ان قمنا بزيارة للمملكة والتقينا خلالها قيادة معهد الادارة السعودي واطلعنا على تجربة المعهد وبحثنا معهم امكانية تعزيز التعاون والتكامل وكذا حصلنا على موافقة من الأشقاء السعوديين على انضمام المعهد الوطني للعلوم الإدارية إلى اتحاد معاهد الإدارة الخليجية وهو الاتحاد الذي سيتم الإعلان عنه خلال شهر يوليو القادم .- كما أن زيارتنا للسعودية لها فاتحة لزيارات متبادلة بيننا وبين قيادات وخبرات المعاهد الإدارية المماثلة في دول الخليج العربية .[c1]مؤهلون[/c]وأؤكد هنا أن المعهد الوطني مؤهل حالياً للانضمام إلى اتحاد معاهد الإدارة الخليجية وهو الانضمام الذي إذا ما تم فإنه سيفتح آفاقاً أكبر للتعاون المثمر في مجالات الإدارة والتدريب والتأهيل .[c1]* وماذا عن فروع المعهد في المحافظات ؟[/c]- المعهد لديه فروع في كل محافظات ( عدن وتعز والحديدة وإب) وهذه الفروع تمتلك مباني ضخمة ومملوكة للدولة ولا تحتاج سوى لبعض التأثيث وأما فرع محافظة حضرموت فلديه أرضية ونسعى جاهدين إلى الحصول على مصدر تمويل لبناء الفرع وبما يتناسب مع محافظة حضرموت .[c1]مؤشرات طيبة* وماذا عن الأرقام والمؤشرات للامكانات البشرية ؟[/c]- بالنسبة لهذا الموضوع فالأرقام تقول إن لدى المعهد (160) مدرساً ومدرباً والبعض منهم بحاجة ماسة للتدريب والتأهيل ولديهم خبرات ومهارات عالية ويمكن الاعتماد كثيراً عليهم .[c1]* تتطلعون هذه الأيام إلى خدمة السلطات المحلية عن طريق استحداث دبلوم يفي بالإدارة المحلية هل لك أن تختمي حديثك معنا عن هذا الموضوع ؟خطوة أولى[/c]- كما سبق وأن اشرت إلى أن المعهد حريص على مواكبة مضامين برنامج فخامة رئيس الجمهورية وبرنامج الحكومة وكما تابعتم كان الأخ الرئيس قد حرص في بيانه بمناسبة العيد الـ (17) للوحدة اليمنية أن يشير إلى السلطة المحلية وأهمية تطويرما يخدمها وإن شاء الله الدبلوم الذي استحدثه المعهد سوف يمثل رافداً مهماً وقوياً لخدمة السلطة المحلية ورفدها بالكوادر المؤهلة وهذه الخطوة نتأمل أن تكون بداية حقيقية لتعاون إيجابي ومثمر بين المعهد وبين إدارة السلطة المحلية وبصورة تجعل المعهد يقوم بدراسة الاحتياجات التدريبية للمجالس المحلية أولاً بأول ومما يجعل من هذا الدبلوم ضرورة هو أننا نسعى إلى تبني برامج لمداخلات المجالس المحلية من الأعضاء المنتمين وبصورة تجعلهم يعيشون ألهم الإداري وأدوات وطرق التعامل مع قضايا الإدارة وعن أسس سليمة وضرورة ذلك تنبع من إدراكنا أن معظم مدخلات المجالس المحلية من الأعضاء الذين لم يعيشوا حراك الإدارة .[c1]أمر مؤرق* كلمة أخيرة تودين قولها ؟ [/c]- ما أود قوله عبر صحيفة (14 أكتوبر) هو أنني أتمنى أن توظف الحكومة المبلغ الذي خصصته للتدريب والتأهيل والذي يصل إلى مليار وثمانمائة مليون ريال التوظيف الصحيح من خلال مد المعهد بكافة الاحتياجات الفنية والبشرية ومن خلال ايقافها أية مراكز حكومية تقوم بالتدريب .ولا أخفي عبر صحيفتكم القول ان هذا الموضوع يؤرقنا كثيراً لكونه يمثل التحدي الأكبر أمامنا والذي يحتم علينا أن ندافع عن دور المعهد وبقوة خدمة للمصلحة الوطنية التي تقتضي إدارة فاعلة وحديثة تخدم الوطن و الواطنين.