الأمين العام السابق للشباب المؤمن لـ" 26 سبتمبر"
قال محمد يحيى سالم عزان الأمين العام السابق للشباب المؤمن بأن الجماعة الضالة في محافظة صعدة تعمل على تعطيل مصادر المعرفة وضوابط الفهم.. فالعقل لا قيمة له عندهم إن لم يرد إلى ما يوافق (قدوتهم) والقرآن لديهم محكوم بتفسيره، والسنة لا يعتمد عليها لأنها جاءت عن طريق الصحابة الذين يرون فيهم - والعياذ بالله - سبب انحراف الأمة وهزيمتها، والجهل المفرط مسيطر عليهم، وجميعهم ينتظرون «القدوة» ليعلمهم ما يفعلون وما يقولون، والكل يشك في قدراته ووعيه،و يعيشون على قاعدة «سيدي أدرى».. أنهم لا يكترثون بأي حوار مهما كان منطقياً، وعندما يتحدثون عن التمسك بالقرآن فعلى شرط موافقته لتفسير معين يتلاءم مع ما هم عليه، وبذلك صار القرآن لديهم محكوماً بسلوكهم وتعاليم «قدوتهم».وأكد في حوار لصحيفة 26 سبتمبر بأن تلك البؤرة تمسخ مفهوم الجهاد، وتحوله من مفهوم حماية الدين والوطن الى حالة من النقمة والعدوان، وقطع الطرقات، وعقوق الوالدين، واستباحة الممتلكات مع ان المذهب الزيدي وكافة المذاهب تحرم إراقة دم إلاّ بشروط وقيود لا تكاد توجد عند غيرهم.. موضحاً بأن اسم «الشباب المؤمن» قد سُلب من أصحابه الحقيقيين.. كما ان الشعار المرفوع قد تم جلبه من خارج الوطن وتكييفه مع ما يدغدغ مشاعر الناس.. متطرقاً الى جملة من القضايا في سياق هذا الحوار:[c1]بداية .. كيف ومتى ظهرت جماعة الشباب المؤمن في محافظة صعدة؟ [/c]- بعد إطلالة الوحدة المباركة عام 1990م اتجه الناس إلى تشكيل الأحزاب والتجمعات، وأدركنا كما أدرك غيرنا أنه لم يعد للعمل الفردي جدوى، وأن العمل الجماعي صار أمراً مهما، وكان عدد من المدارس الدينية عندنا قد فتحت أبوابها وأخذت تتبادل الزيارات وتستفيد من مختلف التجارب وتقيم الندوات المشتركة، وهنالك بدأ الكلام على تأسيس عمل مشترك، فيه شيء من الحداثة والترتيب والتنظيم.وفي عام1991م أقمنا دورة صيفية مشتركة في مكان واحد ركزنا فيها على العناية بالطلاب القادمين من خارج المحافظة، فنجحت نجاحا مميزا، ومنذ عامي( 92 - 93 ) كان القائمون عليها جملة من الشباب، وتولى إدارتها: محمد بدر الدين الحوثي، وعلي أحمد الرازحي، وعبد الكريم جدبان، ومحمد عزان، وشارك آخرون من الشباب والعلماء بدروس ومحاضرات.دروس دينية[c1]هل كان عملكم في مركز واحد أم مراكز؟ [/c]- في الفترة( 94 96م )انضم إلى الهيئة الإدارية كل من: أحمد محمد الهادي وصالح أحمد هبرة، وعملنا على التحديث في المنهج ووضع اللوائح وإقامة الفروع في مختلف المناطق، وبذلك تطور العمل أكثر فأكثر فأقمنا دورات في: الحمزات، وبني معاذ، وضحيان، وخولان، ورازح، همدان، وسحار، وقدم إلينا الطلاب من صنعاء وذمار وحجة وعمران ومأرب والجوف، ثم أقاموا مراكز في مناطقهم.[c1] ما الذي كانت تتضمنه تلك الدورات؟[/c]- كانت تتضمن دروساً دينية، كالفقه، والحديث، والتفسير، والعقائد، إضافة إلى أنشطة مختلفة كالرياضة، وتعليم الخطابة، والأناشيد، والمسرحيات، واللقاءات، والحوارات وغيرها، كل ذلك في إطار برنامج يومي مكون من ثلاث فترات: فترة صباحية، وفترة الظهيرة، وفترة المساء.[c1]ولكن هذا النشاط كان يحتاج إلى إمكانيات كبيرة.. من أين كان يصلكم الدعم؟[/c]- في البداية كان معظم المشاركين من المناطق القريبة وكان كل منهم يتحمل تكاليف نفسه، ثم توزع العمل وتوسع فكنا نجمع التبرعات من الأهالي والتجار وكان يكفينا القليل، لان جميع العاملين متطوعين، وكانت كل منطقة تتكفل بجزء كبير من التكاليف، وفي الأخير جاءتنا مساعدة من فخامة رئيس جمهورية رعاه الله فسدت كثيرا من حاجاتنا، وذلك معروف منه لن ننساه، ولن ننكره وإن التبس أمرنا فالأيام كفيلة بكشف ما غيب.[c1]وكيف كانت طبيعة العلاقة بينكم وبين بدر الدين؟[/c]- كنا قد وقعنا في خلاف حاد مع بعض العلماء الذين انتقدوا ما في مناهجنا من تجديد وانفتاح، واعتبروه خروجاً عن المذهب ومسخا للشباب، وكان في مقدمتهم شيخنا الكبير مجد الدين المؤيدي، وبسبب ذلك توقفنا دورة واحدة عن التدريس، ثم استعنا بالوالد بدر الدين للتغلب على مشكلة المنهج، حيث راجعه وصادق عليه، وطبعناه من جديد وعليه توقيعه، وبذلك كسبنا تأييد كثير من العلماء وأصدروا بياناً لتأييدنا، هذه صورة منه. وكان خلافنا قد اشتهر حتى وصل إلى فخامة رئيس الجمهورية، وذهبنا إليه فاستقبلنا مشكورا، وشرحنا له موقفنا وأهدافنا وأكدنا له أننا لم ولن نمد أيدينا للخارج وأننا ننتمي للداخل، وليس لنا مرجعية إلا إلى اليمن، وكان معنا في الزيارة كل من: حسين بدر الدين، وعبد الله الرزامي باعتبارهم كانوا يومها أعضاء في مجلس النواب وكانوا من مؤيدينا.[c1]ظهور الخلاف[/c][c1]إذاً كنتم وبدر الدين وأولاده والرزامي صفا واحدا!؟[/c]- كان محمد بدر الدين شريكنا، وكان أبوه وإخوته والرزامي مؤيدين كغيرهم، ولكن الخلاف ظهر بين المجموعة المؤسسة نفسها عام 1999م حول ما ينبغي التركيز عليه أكثر، حيث كان كل من: عزان وجدبان والرازحي وهبرة، يرجحون أولوية التركيز على التوسع في الجوانب العلمية، ودراسة الموروث الفكري بجرأة، والإجابة على تساؤلات الطلاب حول المسائل الخلافية بحرية. بينما كان الفريق الآخر الممثل في محمد بدر الدين وأحمد الهادي ومؤيديهم يميلون إلى التركيز على جانب العلاقات بين الطلاب، والتربية الروحية، والتقييد بالموروث الفكري وتأكيد العلامات الفاصلة بين المذاهب.[c1]وماذا عن دور حسين بدر الدين؟[/c]- في أواخر عام 2000م دخل حسين بدر الدين على الخط لترجيح فكرة تقديس الموروث، والكف عن التحديث والانفتاح، واعتبر ذلك خطراً ومفسداً لأتباع المذهب، كما صرح بذلك في ملازمه، وبعد جدل وحوار دام عدة أشهرا أضطررنا إلى توسيع إدارة المنتدى بحيث شملت: حسين بدر الدين، ويحيى بدر الدين، وعبد الله الرزامي وآخرين. ولكن لم تستمر تلك الإدارة إلا عاماً واحد ثم انفرط عقدها، حيث كان الخلاف في أواخر عام 2001م قد قسم الساحة بشكل بين، ولم يكن حسين قد أعلن عن توجهه الجديد، إلا أنه كان يصر على الإعلان عن أنه لم يعد هنالك ما يعرف بالشباب المؤمن، ولكننا رفضنا ذلك، وأكدنا تمسكنا بهذا الاسم وبالأهداف التي وضعناها من قبل، والمنهج الذي سرنا عليه فكريا وثقافيا وسلوكيا. وأطلقت علينا التهم وأصدرت التحذيرات عن مراكزنا، وعرف الخلاف في كل مكان حتى كادت أن تقع بيننا وبينهم مواجهة في بعض مناطق خولان وسحار، ولكننا استمرينا على نهجنا واستمروا على نهجهم حتى وقع التمرد وأشعلت الفتنة الاولى.[c1]وما الذي كان يريد حسين بدر الدين منكم؟[/c]- كان يريدنا أن نتخلى عن أهدافنا المعلنة التي قدمناها للمجتمع وللدولة وقبلنا في الساحة على أساسها، وبالتالي تغير المناهج واللوائح والأنظمة وأسس التفكير.[c1]هل تذكر شيئا من تلك الأهداف؟[/c]- هي أهداف عامة لكنها مهمة، وهي كما كنا ننشرها في مختلف وثائقنا منذ 1994م كالآتي:(1) تعليم الشباب العلم الشريف بمختلف فنونه.(2) تنمية ورعاية المواهب الإبداعية لدى الشباب في شتى المجالات.(3) إعداد الداعية إلى اللّه ثقافيا وأخلاقياً وروحيا وسلوكيا بما يمكنه من نشر الوعي والفضيلة.(4) تعريف الطالب على إخوانه من الشباب وتمتين أواصر الأخوة الإيمانية.(5) ترسيخ الوحدة بين المسلمين والبعد عما يثير الخلاف ويمزق الأمة.[c1]هل تعني بهذا أن تنظيم الشباب المؤمن لا علاقة له بما يحدث؟[/c]- نعم .. وإن كنا وإياهم شركاء قبل ذلك في عمل واحد، ولكن سنة الله في الناس أنهم يتفقون ويختلفون في كل مكان وزمان. ولدي أدلة تثبت ذلك، منها: أننا ألفنا للمراكز واحدا وعشرين كتابا لم يشارك حسين في شيء منها. ومنها: أن حسين بدر الدين قال في إحدى رسائله إلى أتباعة في بداية الفتنة عام 2004م: (وعملنا واضح منذ أكثر من سنتين ونصف) فحدد بذلك أن فترة تأسيس جماعته كان بعد 2001م أي بعد ما تفرقنا واختلفنا. ثم انظر إلى هذا الكتاب من كتب المنهج، وعليه بخط حسين نفسه خدش اسم الشباب المؤمن، أينما وجد. هذا مع علم الجميع بذلك، وقد صرح عبد الملك الحوثي أكثر من مرة أن حركة الشعار غير الشباب المؤمن، بل كان بعضهم يعتبر هذا الاسم سبة.[c1]فكيف أخذوا الاسم؟[/c]- جاءت الفتنة ولم يكن لهم يومها اسم معين، فأطلق عليهم اسم الشباب المؤمن باعتبار ما كانوا عليه، واستغلت ذلك بعض الأطراف فخلط هذا بذلك، مما تسبب لنا بالأذى حتى اليوم، وتوقف نشاطنا تماماً.[c1]فمن الذي أوقد نار الفتنة ولا يزال يقدها اليوم؟[/c]- نحن لا ننكر أن أشخاصا ممن عرفناهم وعلَّمناهم، ذهبوا في ذلك الاتجاه، وهذا لا يعني أننا مسؤولون عنهم، فكم من رفقاء صاروا فُرقاء حتى الأنبياء لم يتمكنوا من التأثير والسيطرة على جميع من كانوا معهم.ويمكننا تصنيف جماعة الفتنة اليوم على هذا النحو: فريق منهم: يحملون فكرة، وهم قلة، ومع ذلك نجدهم صنفين: صنف يمكن الحوار معه؛ سواء أجدى أم لم يجد. وصنف لا يمكن الحوار معه، لأنه مجرد مقلد. وقسم منهم: تشدهم عصبية انتماء إلى جهة ما، غلفها بالدين فظن نفسه مجاهدا. وقسم منهم: مخدوعين بسبب جهلهم، وما يسمعون من شعارات براقة. وقسم منهم: واقعين تحت تأثير ردة فعل سلبية أو محبطين أو خائفين.[c1]مؤثرات كثيرة[/c][c1]هل جربتم نصحهم للعدول عمّايقومون به؟[/c]- بعد أن عطلوا المراكز التي انتمت إليهم بإلغاء المناهج وغيروا أهدافها، ألغي حسين دور شركائه حتى والده، وصار أتباعه يقدمونه على أنه وحده القدوة التي يجب أتباعها، بعد ذلك لم نفكر في اللقاء به أو الكلام معه؛ لأننا عرفنا أنه لم يعد من كنا نعرف.وقد كنا ولا نزال نحافظ على علاقتنا بوالده، خوفا من تهمة المخالفة للمذهب التي كانت تستغل لإحراق الخصوم عند العامة والخاصة، وكنا نأمل في أن يقوم بدور في تصحيح ما يمضي نحوه الأخ حسين، كما كنا نتوقع أن الأخ محمد بدر الدين لن ينجر إلى تلك الوجهة، ولكن بلغتنا الأخبار بتعاطفهم ثم تأييدهم ثم مشاركتهم، فأغلقنا هذا الباب وأخذنا نفكر في كيفية الحفاظ على (الشباب المؤمن) من الانجرار إلى ذلك التيار، لاسيما أننا كنا نشاهد بعضهم يذهبون في ذلك الاتجاه تحت مؤثرات شتى.[c1]يقال إن هذه الجماعة تنتمي إلى مذهب آخر وهم ليسوا من الزيدية.. فما تعليقكم؟[/c]- الدستور اليمني لا يمنع ان تختار هذه الجماعة او تلك ماتريد، فلهم الحرية أن يكونوا كيفما يشاءون، فالوطن يتسع للجميع، وعلى الصحفيين، والكتاب، والخطباء، والمعلمين، الكف عن مهاجمة الناس لمجرد انتمائهم إلى هذا المذهب أو ذاك، وأن يستبدلوا ذلك بنقاش ما يرونه أفكارا غريبة أو قبيحة أو متطرفة، مهما كانت هويتها.والذي أعرفه عن هذه الجماعة أنهم ينتمون في الجملة إلى الزيدية، ولكن الأفكار التي قامت الفتنة على أساسها غريبة على مذهب الزيدية، ولذلك لم يُقرها علماء الزيدية، ولم يشاركوا فيها، بل حذروا منها ونصحوا بتجنبها. وليس لهم ولا لغيرهم الحق أن يدعوا تمثيل الزيدية، فتراث الزيدية بين أيدي الجميع يمكن استنطاقه واكتشاف كل شيء من خلاله.[c1]ما الذي تعنيه بالأسس التي قامت عليها الفتنة؟[/c]- أعني الخلفية الفكرية التي جرتهم إلى ما هم عليه، من حالة العصيان والزج بالبلد في أتون الاضطرابات والفتن.[c1]ما هي تلك الخلفية الفكرية برأيك؟[/c]- عندما تقرا «ملازم» حسين بدر الدين، تجد أنه كان يستحضر حالة ضعف المجتمع الإسلامي وهزيمته وتحكم العدو فيه ، ويرى أن سبب ذلك هو الاختلاف الناتج عن مخالفة التوجيه الإلهي فيما يتعلق بولاية الأمة وتسيير شؤونها. ثم يخلص إلى أن الحل يكمن في العودة إلى تلك التوجيهات. وهذه مقدمة جذابة، يتفق عليها جميع المسلمين، و تنفذ إلى القلوب والعقول. ولكنه يعود لإنتاج الجدل المذهبي، والتنقل في السبل المختلفة، ويتدرج من خصوصية إلى أخرى حتى يصل إلى ما لا يوافقه عليه إلا أتباعه. فهو يرى أن التوجيهات الإلهية تبرز في أمرين:الأمر الأول: أن ولاية أمر الأمة موكول إلى الاختيار الإلهي، ولا دخل للبشر فيه، وأن الأمة انحرفت عندما اختارت أبا بكر خليفة، ثم عمر ثم عثمان، وكان ذلك سبب ضياعها وهزيمتها.ثم ينتقل إلى خصوصية أخرى، ويتجاوز عموم الشيعة؛ إمامية وإسماعيلية، وهي أن حق ولاية الأمر تعينت في جملة أولاد الحسنين، وبذلك يكون قد ربط هداية الأمة ومصيرها بسلالة معينة. وبناء على ذلك ينتقد الزيدية في إحدى ملازمه على مخالفتهم هذا التوجه.الأمر الثاني: وجوب الطاعة المطلقة لمن يزعم أنه قدوة، ولزوم الامتثال لأمره مهما كان، والتخلي عن كل القناعات مهما كان مصدرها، لأن ذلك في نظره يؤدي إلى تعدد الأفكار والآراء، وبالتالي اختلاف المواقف والتفرق. وهذا مخالف لما عليه الزيدية أيضاً.[c1]لا يؤمنون بالشرعية[/c][c1]هل تعتقد أن مضامين هذين الأمرين هما ما دفعا إلى إشعال الفتنة والتخريب في محافظة صعدة؟[/c]- إن هذين الأمرين برأيي هما السبب في ذهاب أتباع حسين بدر الدين إلى ما هم عليه اليوم، وذلك ما جعلهم:- لا يؤمنون بشرعية الدولة ولا بحاكمية الدستور والقانون الذي يعتبر ميثاقا اجتماعيا لتنظيم حياة الناس مهما كان مصدره.- عدم الاكتراث بأي حوار مهما كان منطقيا، أو قائما على خصوصية المذهب الذي يزعمون الانتماء إليه، فضلاً عن ما يقوم على عموم الدين أو الثوابت الاجتماعية والوطنية. وعندما يتحدثون عن التمسك بالقرآن فعلى شرط موافقته لتفسير معين يتلاءم مع ما هم عليه، وبذلك صار القرآن محكوما بسلوكهم وتعاليم قدوتهم.- تعطيل مصادر المعرفة وضوابط الفهم ، فالعقل لا قيمة له إن لم يؤد إلى ما يوافق قدوتهم، والقرآن محكوم بتفسيره، والسنة لا يعتمد عليها لأنها أتت عن طريق الصحابة الذين يرى أنهم كانوا والعياذ بالله سبب انحراف الأمة وهزيمتها.- الجهل المفرط، فالكل ينتظر القدوة ليعلمه ما يفعل ويقول، والكل يشك في قدراته ووعيه، على قاعدة (سيدي حسين أدرى). - تجهيل جميع من يخالفهم من العلماء سواء من الزيدية أو غيرهم، والاستخفاف بهم وعدم الإصغاء إلى شيء من كلامهم فضلاً عن الأخذ به، ووضعه موضع الاعتبار.- مسخ مفهوم الجهاد، وتحويله من مفهوم حماية الدين والوطن، إلى حالة من النِّقمة، والعدوان، وقطع الطرقات، وتعريض أموال الناس للدمار، واستباحة ممتلكاتهم، وعقوق الوالدين، مع أن مذهب الزيدية يحرم إراقة أي قطرة إلا بشروط وقيود لا تكاد توجد عند غيرهم.[c1]دعم داخلي وخارجي[/c][c1]لكن من أين لهذه العناصر التخريبية المال والسلاح حسب اعتقادكم؟[/c] - من البديهي أن يكون لدى أية جماعة تتمترس في الجبال منذ سنوات مصادر للدعم، غير أني لا أملك معلومات صحيحة عن مصدر معين، إلا ما أسمع عن دعم تجار لا أعرفهم وتجمعات دينية من خارج اليمن. ومن الطبيعي أن يكون لهم دعم ولكن ليس من الطبيعي أن لا تعرف الدولة مصدر ذلك.> لماذا بدأت عصابة الإرهاب هذه المرة باستهداف الطائفة اليهودية في «آل سالم»؟- يريدون أن يبرهنوا للعامة أنهم يحاربون اليهود فيكسبون بذلك سمعة، ولم يعلموا أنهم مواطنون كغيرهم لهم حقوق وعليهم واجبات، فرضها الدين وكفلها الدستور. ومن البلاء أن هؤلاء لا يدركون خطورة ما يفعلون سواء في التضييق على المواطنين أو التسبب في إقلاق المجتمع وتشريد الناس وقطع أرزاقهم وتخويفهم.[c1]لا يؤيدون الفتنة[/c][c1]ماذا يقول الناس عندكم في رازح عن هذه العصابة؟[/c]- أكثر الناس عندنا يغلب عليهم الوعي كما في كثير من المناطق، وهم لا يؤيدون هذه الفتنة وقد أصدر الخطباء والعلماء منهم بياناً يؤكدون فيه رفضهم لكل ما من شأنه إشاعة الخوف وسفك الدماء. مع العلم بأن رازح كانت أكبر منطقة فيها مراكز تابعة للشباب المؤمن، وهذا يؤكد ما قلنا من اختلاف الشباب عن هذه الجماعة، وهنالك من يحاول إقحامها في الفتنة ولكن نحن واثقون من حكمة وبصيرة أهلنا هناك عقالا وعلماء ومسؤولون شباب وشيوخ رجالا ونساء.[c1]من خلال معرفتكم بهذه العناصر الضالة كيف قرأت هذه الجماعة تسامح وعفو فخامة رئيس الجمهورية؟[/c]- كنا ممن أشاد بعفو فخامة رئيس الجمهورية ودعونا للاستفادة منه والعودة إلى الرشد، وقد وجدنا الدولة لبت مطالب الجماعة بالإفراج عن المساجين، وتعويض المتضررين، وتأمين الخائفين، كما عرفنا وأفاد الأخ محافظ المحافظة.ولكنهم قرأوا ذلك بالمقلوب وظنوا ذلك ضعفا وهزيمة وأصروا على المضي في الطريق المجهول، وعليهم تحمل إصر هذه المحنة.[c1]من خلال موقعكم السابق كأمين عام للشباب المؤمن كيف ترون امكانية إنهاء عملية التخريب في بعض مناطق محافظة صعدة؟[/c]- أتصور أن في دعوة فخامة رئيس الجمهورية لهذه الفئة إلى تسليم أسلحتهم والرجوع إلى بيوتهم، ولهم ما لسائر المواطنين وعليهم ما عليهم، مدخلا جيداً لحل المشكلة. ولكن على الجميع أن يؤيدوا ذلك بقوة ويشيعوا أجواء الرغبة في السلم ولا يبرروا حمل السلاح وإخافة الناس فالدولة هي الجهة الوحيدة التي يحق لها حمل السلاح.