بسبب فتواه بتحريم التماثيل
القاهرة/ متابعات:على اثر ردود الفعل الغاضبة التي نشأت بين مفتي مصر الشيخ على جمعة وبين عدد كبير من المفكرين والمثقفين والصحفيين والطيارين على خلفية فتواه المثيرة للجدل بتحريم التماثيل والنحت والتصوير اصدر الدكتور على جمعة بيانا مساء أول من أمس تراجع فيه قليلا عن منطوق فتواه مشيرا ً الى أن حرمة التماثيل عند جمهور العلماء هي للتمثال الكامل ، وليس للصورة الفوتوجرافية ، وليست أيضا للتمثال الناقص، أو للعب الأطفال، وليس لما لا ظل له ، أو يستعمل للإفادة ، أو للعلم ، أو للتذكير، وأن كل هذا محرر في الفتاوى التي صدرت عبر خمسين عاما، ونبه البيان إلى ضرورة التفرقة بين المسألة والقضية، فمسائل الفقه تبلغ مليونا و200 ألف مسألة منها التمثال الكامل، وهناك فارق بين القطعي والظني، وفارق بين الدين وهو علم والتدين وهو سلوك ومجال، فالدين محله الأكاديميات التي تتخصص فيه. وقال: إن هناك فرقا بين الشاهد والغيب، فالشاهد هو حرمة صنع التماثيل الكاملة ، والغيب هو هل تدخل الملائكة بيتا فيه تمثال.وشن مفتى مصر الدكتور على جمعة انتقادات واسعة على الكتاب والصحفيين رداً على مهاجمتهم له اثر الفتوى التى أفتى بها . فقد اشتدت الحرب الكلامية بين المفتى وبين كل من الصحفيين والفنانين والنحاتين وطياري شركة مصر للطيران ،بعد أن اتهمهم في ندوة له بجامعة القاهرة أول من أمس بتوزيع الخمور على ظهر طائراتهم.ووصل الحال الى قفل مقر دار الإفتاء في وجه قاصديها من الصحفيين ورفض الرد على تلفوناتهم ، وشكا عدد كبير منهم من منع أمن دار الإفتاء لهم من الدخول إلى مقر دار الإفتاء ،ولا يسمح للدخول إلا لمن يحصل على تصريح شخصي من المفتي نفسه وهذا مالا يحدث على الإطلاق، وخص المفتى بانتقاداته كلاً من أحمد رجب وصلاح منتصر وحمدي رزق وهالة سرحان قائلا: " إن مشكلة هؤلاء الصحفيين الذين هاجموني بسبب فتوى تحريم التماثيل أنهم يكتبون دون بحث أو تحقيق أو فهم للقضايا التي يكتبون عنها، وتمسك جمعة بفتواه الخاصة بالتماثيل " ، موضحاً أنها من المسائل المختلف عليها وإن جمهور الفقهاء أفتوا بحرمتها وبعضهم أجازها "وعلى من ابتلي بشيء من هذا أن يقلد من أجاز".وكان وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني فى مقدمة من أبدوا انزعاجهم من الفتوى ، وأطلق العنان لصحيفة" القاهرة "الناطقة بلسان وزارته في شن حملة هجومية على المفتي واصفة فتواه حول التماثيل بأنها "ردة فكرية بكل المقاييس ورجعية تقود البلاد للوراء" حسب تعبير الصحيفة.من جانبها وصفت رابطة الطيارين المصريين تصريحات المفتي حول توزيعهم للخمور على طائرات مصر للطيران بأنها "غير دقيقة" .وقالت الرابطة في بيان صدر يوم امس الأول" إن الطيارين المصريين خاضوا معركة قضائية منذ 25 عاماً ضد إدارة الشركة وتم وقف توزيع الخمور بالفعل" .