يضم أكثر من 1700 محل تجاري
صنعاء / سبأ : حفظت لنا ذاكرة التراث العربي أنماطا ونماذج من الأسواق العتيقة التي اشتهرت بها بعض المدن العربية، ومن هذه الأسواق التي لاا تزال تحتفظ بمعالمها وتقسيماتها رغم صلف الزمن ومتغيراته، سوق صنعاء القديمة، الذي يعد أحد أقدم الأسواق اليمنية بعد سوق عدن .ويتميز سوق صنعاء القديمة دون غيره من الأسواق العربية القديمة باحتفاظه بكثير من المعالم التاريخية وتقسيماتها الفريدة وتكوينه الحضاري المتمثل بفصل السوق وما تصاحبه من ضوضاء المتسوقين والباعة الذين يروجون لبضائعهم منذ الصباح حتى المساء ،عن الأحياء السكنية التي تتطلب الهدوء والسكينةينتمي سوق صنعاء القديمة من حيث الأسلوب والشكل إلى نمط الأسواق المكشوفة، فالورش وشوارع السوق تشكل مركزاً متصلاً بأسواق حديثة، ويتكون من ثلاثة أقسام، مركز السوق وهو ما يسمى حالياُ بسوق الملح، وتباع فيه أصناف كثيرة من البضائع، ويعد نواة السوق الأول في صنعاء القديمة وترجع هذه التسمية إلى ما اشتهر به السوق من بيع التوابل والبهارات ، وكانت تلفظ اسم السوق قديما حسب ما ورد في الإكليل للمؤرخ محمد بن الحسن الهمداني " الملح " (بضم الميم وفتح اللام) أي سوق كل مليح ، إلا أن التسمية حصفت لاحقاً وأصبح السوق يعرف حاليا باسم سوق الملح (بكسر الميم واللام).ويوجد بمدينة صنعاء القديمة 48 سوقاً متخصصاً تضم أكثر من ألف و700 محل تجاري (دكان) ،وذكر دليل سياحي عن صنعاء القديمة يعرف باسم " متحف على الهواء الطلق " إن السوق في صنعاء القديمة ينقسم إلى مناطق للإنتاج وأخرى للتجارة ،وإن لم يلاحظ بينهما فاصلا إلا أن الصناعات الحرفية معزولة عن المناطق التجارية وهي أسواق العمال والحرفيين .[c1]مناطق الإنتاج والتجارة:[/c]وتنقسم مناطق الإنتاج والتجارة في صنعاء القديمة إلى منطقتين هما منطقة الإنتاج الغربية،وتحوي أسواق النحاس، الحدادين، الموارد،الجنابي "الخناجر اليمنية"، العسوب "جراب الخناجر اليمنية"، البقالة، المحازم، النجارين، المخراطة، القصب، الجلا، السلب " الحبال "، وسوق الكوافي" الطواقي".فيما تضم منطقة الإنتاج الشرقية، سوق الحلي والفضة، سوق المصبغة، وهناك أسواق أخرى امتدت إلى مناطق أخرى مثل سوق الذهب، وأسواق المشغولات والمنمنمات الحرفية الدقيقة المتنوعة.أما المنطقة الثالثة من مناطق السوق فتعرف بالمنطقة التجارية، التي تتناثر في أسواق مختلفة، تصنف حسب أنواع السلع، ومنها سوق المأكولات والكيوف مثل /سوق الحلبة، سوق الزبيب، سوق السمن، سوق القشر، سوق العنب، سوق عقيل، سوق القات ، وسوق السلع المتنوعة مثل /سوق النضارة ، سوق الحناء، سوق الجديد، سوق الحميدي، سوق الطحين .ومن الأسواق التي تدخل في إطار المنطقة الثالثة أسواق الأقمشة والملابس مثل سوق البز، سوق الأبيض، سوق الصرافين، سوق المصاون "البراقع والأقنعة"، سوق الجلا، سوق الفتلة "وبه جميع مستلزمات الخياطة ،إضافة إلى سوق العطارة والتي كانت سابقا بمثابة صيدليات من خلال ما تعرضه من أعشاب طبية ويسمى في صنعاء سوق المعطارة، وسوق الحلقة وسوق المعدن "أدوات المطبخ"، وسوق الجص /الجبس/، سوق دار الجامع "محال استيراد أدوات التقنية"، سوق المبساطة، وسوق عقيل، وسوق البهائم، وأخيراً سوق الباروت والمفرقعات "الذي لم يبق منه سوى الاسم .[c1]الخانات السلطانية (السماسر):[/c]أشتهرت صنعاء القديمة بوجود عدد من السماسر التي كانت تسمى سابقاً الخانات السلطانية التي كانت تقوم بوظائف مختلفة تصب في مجملها في خدمة التجارة والسوق. حيث بلغ عدد هذه السماسر في صنعاء القديمة 30 سمسرة، أهمها سمسرة المنصورة ،المركز الوطني للفنون حالياً، وسمسرة النحاس المركز الوطني للحرف التقيليدية اليمنية، وسمسرة المعدن، وسمسرة الذماري، وغيرها . وتوزعت المهام التي تقوم بها السماسر على أربع وظائف رئيسة حسب الخدمة التي تؤديها كمخازن للبضائع الموجودة في سوق صنعاء والوافدة من خارج صنعاء القديمة، مثل سمسرة العقود التي يقع في محيطها اليوم سوق المنجارة وسوق المنقالة.وقامت هذه السماسر بدور المصارف لتبادل العملات الفضية والذهبية والنقود مثل سمسرة محمدبن الحسن ما يشبه عمل البنوك حالياً ، وكانت بعضها مأوى للمسافرين والتجار، واستقبال الزوار وهوما يشبه الآن وظيفة الفندق مثل سمسرة سمينه، والتي لا تزال تقوم بهذه المهمة حتى اليوم ، إضافة إلى عملها الحالي مقهى للمشروبات اليمنية الشهيرة كالقهوة والبن .فيما تخصصت بعض السماسر بتجارة أصناف معينة من السلع مثل سمسرة الشامي التي كانت مخصصة لبيع البن اليمني ذو الشهرة العالمية، وكذا سمسرة الزبيب المعروفة بجمرك الزبيب، التي لا تزال حتى اليوم تبيع أنواع الزبيب اليمني المعروف بجودته.