نيويورك/14اكتوبر/متابعات: لقد نجت أميرة البالغة من العمر 15 سنة من الموت. فبعد أن قُتل أبوها واثنان من أشقائها أثناء الأزمة التي اندلعت في قطاع غزة، زحفت من بيت أسرتها وعثر عليها بعد ثلاثة أيام في منزل أحد الجيران.«ظلت وحيدة لمدة ثلاثة أيام في الشارع ولم يمر أحد خلال هذه الفترة في هذا الحي»، قالت أمّ أميرة.وتتذكر أميرة بنفسها وتقول: «خرج أبي وقال لنا ‘أريد أن أجلس في الخارج مع أصدقائي، وأقرأ القرآن لكي تناموا جيداً ولا تخافوا». وبعد قليل، قالت إن أبيها لقي مصرعه هو والآخرون في هجوم صاروخي.لقد خلّفت ثلاثة أسابيع من النزاع الذي توقف بعد وقف لإطلاق النار نهاية الأسبوع الماضي، الكثير من الدمار - تعرضت آلاف المنازل للدمار والخراب. وقبل إعلان وقف إطلاق النار، لجأ قرابة 50.000 شخص ملاجئ الأمم المتحدة. وبدأ العديد من سكان غزة يعودون إلى ديارهم مرة أخرى.«تقوم اليونيسف بدور نشط في بداية مرحلة الإنعاش»، تقول الممثلة الخاصة لليونيسف في الأرض الفلسطينية المحتلة باتريسيا ماكفيليبس. أميرة، 15 سنة، نجت من انفجار أدى إلى مقتل أبيها واثنين من أشقائها في غزة. «كما أننا نتطلع لمساعدة الأطفال الذين ربما قد تشردوا»، تضيف، «إننا نعمل لإنشاء على الفور 30 مركزاً للشباب والحماية لهؤلاء الأطفال - مراكز مجتمعية يمكنهم التوجه إليها بينما تحاول أسرهم إعادة لمّ شملها».
وقد لقي قرابة 1300 شخص مصرعهم وأصيب آلاف آخرون بجراح خلال النزاع. كان التأثير الجسدي والنفسي على الأطفال ضخماً. «بصراحة، إن الوضع سيء للغاية، لأنها المرة الأولى التي نتعامل فيها مع هذه الأنواع من الإصابات للأطفال»، يقول الدكتور عماد المجدلاوي، الجراح في مستشفى الشفاء في غزة.الأطفال يتحملون وطأة النزاع بالنسبة لوكالات المعونة في غزة، فإن الأمر الرئيسي الآن سيتركز على قدرتها على توفير الدعم النفسي للأسر الضعيفة والأطفال، وقدرتها على إجراء تقييم سريع ومنظم للاحتياجات الإنسانية.فتاة صغيرة تنتظر فيما يملئ الفلسطينيون صفائح المياه في رفح. وينشط شركاء اليونيسف في إجراء زيارات تقييم من منزل إلى منزل، والقيام بزيارات محدودة لبعض الملاجئ التابعة للأمم المتحدة. وسيستمر ذلك في الأسابيع والشهور القادمة.«إننا نستهدف [الاحتياجات] النفسية على الفور. ولدينا فريق من المستشارين يتحرك في الميدان الآن. كما أننا نحاول أن يستمر التعليم»، تقول السيدة ماكفيليبس. «سيتحمل الأطفال وطأة ذلك»، مشيرة إلى النزاع القصير الأجل والطويل الأجل على الفتيان والفتيات مثل أميرة، « يجب ألا يكونوا ضحايا السياق السياسي الذي يعيشون فيه».