حين حجز الجمال المتقدم مقعده في المساحات الشاعرية.. وضع التاريخ لبنته الأولى في فضاء مشبع بقيم الفتنة والحب وشكل من وله السنين المتداركة وقطرات الحسن المتساقطة بهاءً.. مدينة متناثرة على قمم الدهشة عرفها الناس فيما بعد (تعز) وعرفتها أنا مشاقر التاريخ على خدود الحزن!!إنها تعز المدينة الزنبقية والأقصوصة العذبة نهارها ليس فيه لغوب.. وليلها وطن تتوحد فيه الابتسامة المضاءة.. ليست الوجود كله لكنها الحكاية الحاضر والسيدة الجميلة تحمل في تقاسيم قلبها كائناً آخر ومفردات مغايرة للواقع اليومي..في تعز يمتزج كل شيء بالبساطة وتفوح أزقتها وحاراتها وشوارعها وقراها بعطر الطبيعة الساحر المنبعث من (مشاقر) الريحان والكاذي والأزاب.. وحينما وليت تجس إعجاباً طرياً يوغل في النفس ويستمر على جدران الذاكرة.. إعجاباً بذلك الامتزاج الفريد بين الإنسان والبيئة، وبذلك التناسق الممتع والتنوع الأليف في الحضور البشري والحضاري بروحانيته خاصة عابق صفاؤها على قباب يفرس وابن علوان والمظفر والزوايا الصوفية وإذكارها الروحية على ذوي الصمت المتلبس وقرى رائعة المكان شجوناً في اليمن.وفي تعز أيما جهة يممت مسرى الحديث فسيكون لذلك التكوين الجغرافي العجيب للمحافظة دور كبير في البحث عن لغة للمتعة تشبع الفضول وتروي ظمئ الاستمتاع بواحدة من أروع الأماكن شجوناً في اليمن... إنها تعز الحالمة..إنها تعز دافئة الروح وطيبة الجروح مغامرة لا تتوقف وأحلام لا تتسول حاجتها لحظة الانقسام..ثمة موسيقى يهندسها الحب فوق كرسي الروحانيات الأيبوبية.. ثمة وطن ونشيد وصباح و " فضول " مازال يسافر في موائد الأعراس والمناسبات وتواريخ شاهقة تتوغل في هذه البقعة الحالمة على الدوام.. حتى يستيقظ الحلم معافى من عبث المشاوير – لسوف انتشل جسدي من بين أنياب البعد عن خلاصه..عنوانها " لابد من تعز وإن طال السفر "بكيل المكرسي
تعز.. الزنبقة والأقصوصة العذبة
أخبار متعلقة