الازهر: الاسلام لم ينتشر بالعنف
القاهرة / عواصم / وكالات :قال الازهر الشريف في بيان أمس السبت ردا على محاضرة ألقاها بابا الفاتيكان الاسبوع الماضي ان الاسلام لم ينتشر بالعنف وان الجهاد شرع للدفاع عن النفس.وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماع طاريء لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ورأسه شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي "الاسلام انتشر عن طريق الاقناع العقلي والهداية وشريعة الاسلام تهدر كل قول أو فعل يقوم على الاكراه."وأضاف البيان "الجهاد في الاسلام لم يشرع الا من أجل الدفاع عن النفس والعقيدة وعن كل ما يجب الدفاع عنه."وقال بيان الازهر ان النبي محمد "جاء للناس بكل خير... جاء بشريعة جامعة لكل الفضائل والاداب والعقائد السليمة."وندد زعماء مسلمون بتصريحات البابا بنديكت وقال كثير منهم انه يتعين على الزعيم الكاثوليكي أن يقدم اعتذارا شخصيا ليبدد الانطباع بأنه انضم الى حملة ضد دينهم. إلى ذلك قال البابا بنديكت السادس عشر للمسلمين أمس السبت انه يشعر بالاسف بعد أن رأوا أن كلمته عن الاسلام كانت مسيئة مبديا احترامه لعقيدتهم وأمله في أن يفهموا "المعنى الحقيقي" لكلماته.وقال الكردينال تارسيسيو بيرتوني وزير الدولة في الفاتيكان في بيان "يشعر البابا بالاسف البالغ لان بعض فقرات كلمته ربما بدت مسيئة لمشاعر المؤمنين بالاسلام. وفي تلك المحاضرة بدا أن البابا يؤيد فكرة يعارضها معظم المسلمين وهي أن المسلمين الاوائل نشروا دينهم باستخدام العنف.وثار غضب المسلمين مما ألقى بظلال من الشك على خطط البابا لزيارة تركيا في نوفمبر لكن بيان الفاتيكان أضاف "البابا مع تأكيده لاحترامه وتقديره لمن يؤمنون بالدين الاسلامي يأمل في أن تتم مساعدتهم على فهم كلماته بمعناها الحقيقي."وقبل هذا البيان تصاعد مد الانتقادات الاسلامية لزعيم الكنيسة الكاثوليكية أمس السبت.في الضفة الغربية بالاراضي الفلسطينية ألقى مهاجمون مجهولون قنابل حارقة أمس على كنيستين في مدينة نابلس. ولم يسفر الهجومان عن وقوع أي اصابات.لكن المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وغيرها من السياسيين الالمان دافعوا عن تصريحات البابا قائلين انها أسيء فهمها.وقالت ميركل لصحيفة بيلد الالمانية في مقابلة "لقد كانت مبادرة للحوار بين الاديان وقد تحدث البابا لصالح لهذا الحوار وهو شيء اؤيده واعتبره ملحا وضروريا. ما أكد عليه بنديكت السادس عشر كان نبذا حاسما ومطلقا لكل اشكال العنف باسم الدين."وقال عالم الدين السعودي سلمان العودة "كيف يلمح بابا الفاتيكان الى أن المسلمين هم صانعو الارهاب في العالم بينما أتباع المسيحية هم الذين اعتدوا على كل بلدان العالم الاسلامي ..فمن الذي غزا أفغانستان ..ومن الذي احتل العراق ..ومن الذي قال انها حرب صليبية.."وأضاف "ان تصريحات البابا هي محاولة لوضع غطاء ديني للبغي والعدوان السياسي الذي تمارسه الادارة الامريكية على المسلمين."ونقلت صحيفة وطن القومية عن صالح كابوسوز زعيم تكتل حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان القول "عقلية الصليبيين عادت. بنديكت سيوضع في التاريخ في نفس تصنيف زعماء مثل هتلر وموسوليني."لكن صحيفة ديلي نيوز التركية التي تصدر بالانجليزية رغم تنديدها بتصريحات البابا فانها قالت " نحن نختلف مع هذا التوجه الثأري في مواصلة الاساءة للبابا بعد أن أدلى المتحدث باسمه بتصريح يقول انه يحترم الاسلام ولم يكن يقصد المساس بالمسلمين."في سياق اخر قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أمس السبت ان تعليقات البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان حول الاسلام في محاضرة ألقاها في ألمانيا كانت "قبيحة" مضيفا أنه يتعين على البابا ان يسحبها.وقال أردوغان في تصريحات بثها التلفزيون بشأن محاضرة البابا يوم الثلاثاء الماضي "تحدث البابا كأنه سياسي أكثر منه رجل دين".ومضى يقول "التصريحات قبيحة ومؤسفة. يحتاج البابا لان يتراجع للحفاظ على السلام بين الاديان."جاءت تصريحات أردوغان قبل أن يصدر الفاتيكان بيانا يقول ان البابا يشعر بالاسف لاثارة ضيق المسلمين في محاضرته.ومن المقرر أن يزور البابا بنديكت السادس عشر تركيا في نوفمبر القادم.