علي حسين يحيى :علينا أن نبحر كثيراً في معاجم المفردات وأن نبتعد ما استطعنا عن المصطلحات التي تخرج إلينا يومياً ونمطر بها ظناً منا أن ذلك قد يأتي لنا بالاستثمار والمستثمرين ، حيث تخرج علينا يومياً أو بشكل دائم ندوات ومؤتمرات ينفق عليها الملايين أن لم يكن المليارات من ( الريالات ) مرة لتحفيز الاستثمار وأخرى لخلق فرص وثالثة لجلب ورابعة لإيجاد شراكة وإلى ما هناك من بدع الهابرين والمتصيدين للغنائم وأول المفترسين للقادمين بهدف الاستثمار أو محاولة أن يجربوا حظهم في هذا المجال .. لتضيع فرص حقيقية عن الوطن في معالجة الكثير من مشاكل الاقتصاد والبطالة وتنمية موارد البلاد والعباد .. إننا اليوم في عصر المعلومات ووفرت لنا تكنولوجيا العصر السرعة وعدم ضياع الوقت ومع ذلك لازلنا نعيش في عهود الكلام الفارغ والندوات التي لا أول لها ولا أخر والتي لا تؤخذ في الغالب مقرراتها أو حتى تصل لصناع القرار . أن من يبحث عن استثمار اليوم ولايهمه جنسية المستثمر شكله أو لونه أو الأرض التي يريدها ، ما عليه إلا أن يضغط على الصندوق العجيب عبر الشبكة العنكبوتية ليصل إلى مبتغاه . علينا أن نتعلم وأن لا نذهب بعيداً ، ننظر إلى ما حولنا من دول الخليج كيف وفروا على أنفسهم العناء وكثرة الكلام عبر امتلاك الإرادة والعمل الدائم للوصول إلى أعلى استثمار يضخ حيث تصل حجم الاستثمارات حوالي تريليون وأربعمئة مليار دولار استثمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة وتليها قطر . أنهم لا يكثرون من الكلام عن إنجازات وانجازات إنهم يتعاملون بايجابية ووفق النافذة الواحدة وتمكين المستثمر فوراً لتنفيذ مشاريعه .. لا يوجد لديهم مصاصوأموال المستثمرين ولا من يقاسم المستثمر عرقه .. أننا أمام خيار وحيد لنكون أولا نكون هذا الخيار قد وصل إليه معظم سكان الأرض أن نقلل من الكلام المعسول الذي يغرقنا في ظلمات وجهل وفقر وتخلف وأمراض ( وتضحك علينا الأمم ) والابتعاد عن استثمار المستثمرين بابتداع أساليب مباشرة وعملية وحافزه للتعامل مع الاستثمار فإن نعمل قليلاً خير ألف مرة من الكلام الفاضي . وذلك لعمري إن اتبعناه اليوم سنجني ثماره غداً .. وعندها سنتحدث عن أرقام ونكف عن استثمارات الكلام من تحفيز وتشجيع وغير ذلك . قد يكون الأمر صعباً ولكن غير مستحيل وإلا فلآت حين مندم .. ونحن قادمون إلى الترويج لفرص الاستثمار علينا أن نضع نصب أعيننا أن الإدارة الرشيدة هي وحدها السبيل لاستثمارات واسعة .. فالموقع والتاريخ والحضارة عوامل مساعدة .. فنحن نملك كل ذلك ومع ذلك فإن نصيبنا من الاستثمارات الخارجية ضئيل أو لنقل غير المؤهل له !! وليس عيباً أن نعترف بالأخطاء وأن نصل إلى مكامنه فبدون إدارة حقيقية رشيدة سيبقى التاريخ والجغرافيا والحضارة دروس نتلقاها يومياً في المدارس والجامعات .. لذا فعلى موظف الحكومة ( مدني وعسكري ) أن يحدد موقفه .. أما أن يكون في خدمة المستثمرين أو أن يكون تاجراً أي مستثمر بعرقه وليس باستثمار المستثمرين .
أخبار متعلقة