في افتتاح الندوة العربية حول العدالة الانتقالية بصنعاء.. وكيل وزارة حقوق الإنسان:
صنعاء/سبأ: بدأت أمس بصنعاء أعمال الندوة العربية حول العدالة الانتقالية ومفهوم النوع الاجتماعي التي ينظمها على مدى ثلاثة أيام منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان والمركز الدولي للعدالة الانتقالية.وفي افتتاح الندوة أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير أن قضايا النوع الاجتماعي من القضايا الهامة لتحقيق التنمية المستدامة وأشار إلى إن إدماج النوع الاجتماعي في كل من مكونات الحياة عاملا أساسيا لتحقيق المساواة بين الجنسين وتامين الفرص المتكافئة للمشاركة في مجالات التنمية وخاصة في مجالي التعليم والعمل . وقال " أن حماية واحترام حقوق الإنسان الأساسية اقتصادية كانت أو مدنية أو سياسية لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون توفر بيئة تضمن للإنسان رجلا أو امرأة المشاركة الديمقراطية وتساوي الفرص "منوها إلى إن اليمن إحدى الدول التي تهتم بأعمال النوع الاجتماعي وتطبيق العدالة الانتقالية. وأضاف " إن اليمن تعي إن قواعد حقوق الإنسان ليست مجرد معايير قانونية بل أسس ثقافية لبناء مجتمعات ديمقراطية عادلة وتسعى رغم موروثها المتخلف إلى تأصيل هذه القواعد ". ودعا تيسير إلى ضرورة بناء شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني بهدف الإسهام في تركيز جهود الطرفين على إيجاد آليات متطورة لحماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الانتقالية، وإدماج النوع الاجتماعي ومعالجة أثار الانتهاكات التي قد تقع على الإفراد أو الجماعات وتوفير الأرضية المناسبة لرسم خريطة طريق لتلك المنظمات تحدد من خلالها ميزتها واحتياجاتها وتوزع الأدوار داخلها وقياس فاعلية واثر هذه المنظمات وتقييم ادائها، كما دعا منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان إن تسهم في إشاعة الفكر والسلوك والممارسات الديمقراطية وتأسيس حوار منهجي مع الدولة لترسيخ ضمانات ممارسة دولة الحق والقانون .من جانبها تطرقت الأخت أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان في كلمتها إلى أن مفهوم العدالة الانتقالية يعنى بتحقيق العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والناجين في دول تخطو خطوات جادة في سياق التحول الديمقراطي، مشيرة إلى أن تعاطي العدالة الانتقالية سيصبح شرطا موضوعيا للتحول الديمقراطي السياسي وقالت "أن ترجمة مفهوم العدالة الانتقالية إلى آليات يقتضي أن يكون هناك فاصل زمني بين وقوع تلك الانتهاكات والتحول الجاد نحو الديمقراطية ".كما استعرضت فاسوكي نيسساه مديره برنامج النوع الاجتماعي في المركز الدولي للعدالة الانتقالية مكونات العدالة الانتقالية والياتها والاستراتيجيات التي تتبنيها سياسات العدالة الانتقالية في مخاطبة النوع الاجتماعي.فيما عرض الشاعر المغربي صلاح الدين الوديع عضو سابق في هيئة الأنصاف والمصالحة رسالة مصالحة ورثاء في وداع فقيد الأمة الراحل سعد الادريسي حملت عنوان قبس من العراقة المغربية.يشارك في الندوة ممثلون من لبنان، والأردن، وفلسطين، والبحرين، والجزائر، والمغرب، ومصر، وتونس، والسودان، والسعودية، واليمن، وخبراء من البيرو وجنوب أفريقيا وأمريكا والمغرب وايرلندا وهولندا بالإضافة إلى عدد من الناشطين والصحفيين والمهتمين اليمنيين. يشار إلى أن العدالة الانتقالية مفهوم جديد، يتعلق بالمجتمعات التي تعيش تحولا ديمقراطيا وسبق أن دفعت ضريبة دم وعاشت أجواء عنف (الاختفاء القسري، الاعتقال، التعذيب، الإعدام خارج القانون وهو لا يتعلق بالعدالة الجنائية فقط بل بفكرة المصالحة مع الماضي وحفظ الذاكرة، وذلك بإنصاف الضحايا وفتح الملفات المغلقة، ومعالجة الآثار التي ترتبه دورات الدم على المستوى الاجتماعي والفردي.