رفضت صعود هنية خطيباً في الجمعة على غرار القادة الايرانيين
فلسطين المحتلة/ متابعات: لم تعد الصورة التقليدية باقتصار خطب الجمعة في الغالب على الروحانيات وتعزيز وحدة المجتمع وتماسكة والدعاء لولي الأمر، كما هو معروف في البلدان العربية والإسلامية، هي السائدة في الأراضي الفلسطينية، بل أصبحت القضايا السياسية وتطورات الأحداث والصراعات والمصالح الضيقة هي التي تتحكم في موضوع الخطبة سواء كانت محلية أو دولية. ويعتبر دخول القادة السياسيين لحركة حماس لهذا الميدان، ومشاركتهم في هذه الخطب وطرح مواقفهم السياسية الخلافية من خلالها، نقطة تحول هامة في طبيعة الخطب ومواضيعها، إذ يرون أن لا فرق بين الدين والسياسة المتبدلة مواقفها.واضحى صعود إسماعيل هنية لمنبر الجمعة، بعد توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية مستغربا بالنسبة للفلسطينيين، وقد أصبح واحدا من قلة من المسؤولين السياسيين على مستوى العالم الذين تنقل أقوالهم في خطب الجمعة كمواقف سياسية لاتحظى بالاجماع الوطني، بعد أن سبقه القادة الإيرانيون. وعلى مستوى وزراء حماس كان الشيخ نايف الرجوب، وزير الأوقاف المعتقل من الخطباء البارزين قبيل توليه مسؤولية الوزارة، وواصل إلقاء خطبه بعد توليه مقاليد الوزارة، لكن بشكل أوسع وفي مناطق متعددة، محاولا في خطبه طرح الكثير من القضايا السياسية والخلافات والاوضاع التي تواجه الحكومة.مسألة صعود مسؤولين سياسيين بهذا المستوى لمنبر الجمعة أثار ردود أفعال مستنكرة في الشارع الفلسطيني، وقد رفضته الغالبية واصفين إياه بأنه استغلال لمنبر ديني لتحقيق أهداف سياسية. ورغم تأييدها للتطرق للقضايا السياسية في خطب الجمعة، عبرت سحر القواسمي، النائب عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في المجلس التشريعي، عن رفضها لطرح المواقف السياسية في خطب الجمعة خاصة إذا كان ملقيها عنوانا كرئيس الوزراء، مفضلة طرح قضايا عامة تعزز الوحدة الوطنية. وأعربت عن أملها في أن تستغل منابر المساجد "للوحدة والمصلحة الوطنية العامة وليس للفرقة وطرق المواقف السياسية" لأن "المواقف السياسية قابلة للتبديل والتغيير وهذا لا يليق بالمساجد، لذا ينبغي طرحها في الحوارات واللقاءات الثنائية وأروقة المجلس التشريعي". بدوره يفسر الدكتور كامل كتلو أخصائي علم النفس بكلية التربية بجامعة الخليل حرص المسؤولين الفلسطينيين خاصة المحسوبين على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صاحبة الفكر الديني بقوله إن المنبر الخطابي مهم كون المتحدث يخاطب قطاعا واسعا من الجماهير من كل المستويات. وأضاف أنه بواسطة استغلال هذا المنبر يستطيع الخطيب إيصال الرسالة الإعلامية السياسية بشكل مؤثر، موضحا أن "خطبة الجمعة تعتبر حدثا يتيح الفرصة لإعادة التفاعل مع الحدث بطريقة مختلفة عن وسائل الإعلام الأخرى والمعتادة". وقال متابعون إن استحضار القضايا السياسية في خطب الجمعة للقادة السياسيين في حركة حماس يعد تسخيراً غير اخلاقياً ويمس بخصوصية المنابر الدينية الإسلامي والمرتبطة تاريخيا بالاهداف السامية الجامعة للامة والمجسدة لمصالح كل مكوناتها وليس لفئة أو حزب منها كما تفعل حماس حالياً والاحزاب الاخرى على شاكلتها.".