على هامش أربعينية المخرج السينمائي الراحل فضل مطلق
[c1]المخرج السينمائي فضل مطلق - اخترت مجال التجربة السينمائية لأن فضاءاتها أرحب وأوسع[/c]متابعة / عبدالله الضراسييوم بعد يوم تتضح ملامح وأسس السينما اليمنية التسجيلية أو الوثائقية من خلال عودة هذا المخرج السينمائي الشاب من أحد معاهد السينما أو إنتاج فيلم وثائقي أو قيام بتجربة سينمائية بين قسم إنتاج الأفلام التسجيلية بالمؤسسة العامة للسينما في عدن و إحدى مؤسسات الانتاج السينمائي بهذا البلد العربي الشقيق أو الصديق .. وامتداداً لهذا السياق السينمائي فقد جلسنا مع الأخ المخرج السينمائي فضل مطلق مثنى الذي -تخرج- حديثاً من أحد المعاهد السينمائية بغية الحديث عن ملامح وأسس السينما الوثائقية أو التسجيلية اليمنية خاصة وأنه –يقف- خلف تجربتين سينمائيتين ناجحتين أولهما فيلمه التسجيلي – سحب غريبة فوق بيروت- وثانيهما فيلمه التسجيلي – جريمة بلا عقاب-.[c1]من الصحافة الى السينما[/c]كانت بداية الأخ فضل مطلق وخاصة في بداية 1970م بداية صحفية حيث كان يعمل محرراً في قسم الأخبار بإذاعة عدن وظل لفترة يعمل الى جانب ذلك في مجال تلفزيون عدن وامتدت نشاطاته في نطاق العمل الجماهيري وخاصة في مجال تجربة لجان الدفاع الشعبي حيث كان يعمل سكرتيراً للعمل الأيديولوجي ..وفي هذا الاطار الجماهيري كانت فرصة لمزاولة جوانب من الكتابة الصحفية والايديولوجية لذا فقد ساهم في كتابة بعض المسرحيات والاغاني التي تم تقديمها في بعض المناسبات الوطنية آنذاك.إلاّ أنه كان تواقاً لتجاوز هذه المساحة الابداعية الضيقة الى مجال أرحب وهو محال فن السينما لأنه اعتبرها المجال الاكثر رحابة وانطلاقة لكي يعبر من خلالها ما يعتمل فيه من أفكار .[c1]البداية معهد السينما[/c]بعد ذلك ألتحق الأخ فضل مطلق بمعهد السينما في الاتحاد السوفيتي بقسم الافلام الوثائقية وبعد ذلك بدأ رحلة الألف ميل ومن خلال معهد الدولة للسينما وهي التجربة التي تعتبر بالنسبة له نقطة البدء للتعامل الاكاديمي والعلمي والفني مع الكاميرا والفن السينمائي الذي كان – يختبئ- تحت جلده الصحفي والذي سرعان ما خرج وانطلق من – قمقمه- الابداعي للفنان فضل مطلق .[c1]الافلام التسجيلية[/c]بدأ يخوض تجربة الافلام الوثائقية التطبيقية من السنة الثانية من دراسته بمعهد الدولة للسينما حيث قدم أول أفلامه الوثائقية وكان موضوع هذا الفيلم يدور حول الاستاذ عبدالله باذيب وكان هذا الفيلم بالابيض والاسود ومدته – عشر ون دقيقة- وتم انجازه بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاته وقد قام الاخ فضل مطلق بكتابة السيناريو والتعليق والاخراج أما تجربته الثانية فكانت عن ماضي وحاضر المرأة اليمنية ومدته عشر دقائق وهو ملون وتحت اسم -بلقيس- وقد قام بإخراجه وهو في السنة الرابعة بمعهد الدولة للسينما.[c1]سحب غريبة فوق بيروت[/c]وبالنسبة لفيلم -سحب غريبة فوق بيروت- فإنه يعتبر فيلم التخرج للأخ فضل مطلق حيث كان مشروع التخرج عن أطروحة الماجستير وقد جاء اختياره لهذا الموضوع على اعتبار أنه الموضوع الذي شغل مساحات صحفية في صحافتنا العربية الفنية وصحف وأخبار وكالات أنباء مختلفة وقد أستحوذ على اهتمام كل شرفاء العالم لبشاعة ذلك الحادث الذي تمثل – بالاجتياح الاسرائيلي- لبيروت وقد حصل هذا الفيلم على جائزة من مهرجان موسكو السينمائي الثالث عشر في يوليو 1983م .[c1]فيلم جريمة بلا عقاب[/c] وتأتي فكرة هذا الفيلم – جريمة بلا عقاب- استكمالاً لجهود الأخ فضل مطلق في إدانته السينمائية للعدو الاسرائيلي وجهود المخرج فضل مطلق السينمائية في إدانة العدو الصهيوني بواسطة الكاميرا السينمائية لأنه كان قد وجد نفسه في سحب غريبة فوق بيروت ووقف وقفة فنية سينمائية أمام الحدث نفسه أي الاحتياج فإنه في فيلم – جريمة بلا عقاب – يدخل في تفاصيل كثيرة مستخدماً خلفية الحدث وأبعاده ومراميه ودخل في تفصيلات ليوضح مدى حجم المجزرة ومن يقف وراءها ولهذا وجدنا الفيلم – يأخذنا- نحو التاريخ وحقيقة الدولة الصهيونية وعلاقاتها الاخطبوطية مع الامبريالية الامريكية.[c1]الفيلم الوثائقي هو الاساس[/c] ويرى الأخ فضل مطلق المخرج السينمائي أن بداية السينما اليمنية الجادة والحقيقية يتمثل في الافلام الوثائقية لأنه بدون هذه الخطوة لا يمكن أن نرسي الارضية الصلبة للبناء الشامخ للسينما اليمنية التسجيلية وهذا معناه البدء بإرساء أسس وتقاليد الفيلم الوثائقي اليمني سعياً نحو مستقبل السينما اليمنية فيما بعد .[c1]فيلم الصداقة مشروعي القادم[/c]وبعد عودة المخرج السينمائي فضل مطلق من – مهرجان لايبزغ- السينمائي في ألمانيا الديمقراطية حيث سيشارك فيه فيلمه – سحب غريبة فوق بيروت- فإنه سيبدأ بعد ذلك بالاعداد للفيلم الوثائقي – الصداقة اليمنية السوفيتية-.