مدارات
محمد الأميراعلنت الدكتورة كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية - بوجه خلا تماما من اي ابتسامة بل اقرب الى الشدة والصرامة - ان الولايات المتحدة قررت - او هي على استعداد لفتح الحوار مع ايران فيما يتعلق بالعراق. وبالمقابل فان ايران قد اعلنت في وقت سابق انها على استعداد للدخول في حوار مع الولايات المتحدة بشأن القضية العراقية.ولايثير الدهشة ان كليهما لم ينبسا بكلمة واحدة في طرح الملف النووي الايراني على الطاولة اثناء المحادثات المزمعة بينهما بشأن العراق.وسنفترض جدلا انهما دخلا الحوار .. الا يثير جدلهما الساخن الذي شد انتباه المجتمع الدولي بل واشغله حول الملف النووي.وهل يعقل ان يتحادثا ويتفاوضا دون ان يبادر احدهما الى طرح الموضوع على الطاولة من باب ان الحوار قد بدأ بين الطرفين فلا ضير ان يعجل احدهما بفتح كل الملفات العالقة لوضع حد للتشنج السياسي الذي تشهده المنطقة وثؤثر عليها وفيها من كل النواحي.والمعروف ان الملف النووي الايراني الذي لاتريد طرحه الولايات المتحدة على طاولة محادثات مع ايران. كونها اوكلت هذا الملف الى الاوروبيين في ذات الوقت الذي يعد فيه هذا الملف اكثر ضائقة سياسية عرفتها اوربا لاسيما وهي لاترى الاضرار الجسيمة من هذا الملف الذي تبالغ في تقديره الولايات المتحدة. وهنا الا يتساءل الاوروبيون لطالما تريد الولايات المتحدة ان تدخل في حوار مع ايران الا يجدر بها اخد الملف في ابط كوندوليزا خير لهم من ابقاء الملف رهينة للتوتر ولاينقل الى الامم المتحة الا التهديد من قبل واشنطن لاغير.فيما نرى على الجهتين الايرانية والامريكية، ومنذ اندلاع الثورة الايرانية انه ورغم كل التوترات التي تشهدها الساحات الدولية بينهما الا ان ثمة مساحة للحوار بينهما ويحدث عادة في احلك الظروف السياسية وفي ذروة التوتر بينهما. وثمة مثل في فضيحة ايران - جيت كدليل وحتى انهما لايلجآن في مثل هذه الظروف لطرف ثالث كما حدث اثناء ازمة الرهائن.وعندما نمعن النظر بين اللدودين ايران والولايات المتحدة ونعدو على الاوروبيين نجد ان الحوار المزمع بين الطرفين لم يتجاهل العرب وحسب بل انه استثناهم بطريقة تهميشية. والعرب لم يجدوا غضاضة في الامر ولم يطالبوا بضرورة اشراكهم من باب انهم قد يستثنون في الحوار هنا بين ايران والولايات المتحدة ولكنهم لن يستثنوا حين يتم دفع الثمن.فأياً كانت النتائج التي سيتمخض عنها الحوار هنا وسواء افضت الى سلبيات او ايجابيات فان اي من الطرفين لن يدفع الثمن بل انه سيلقي الى العرب مسألة وضرورة التنفيذ.وسيدفع ثمن الحوار اكان ذلك ماديا او معنويا اكان بالسلم او بالدم والضحايا. اما العراق فانه الضحية التي يجب ان تذبح سواء في السلم كبش فداء او في الحرب كأضحية منسية.