من خلال العمل المسرحي الغنائي “إليك أعود”
الدوحة/متابعات: يجسد العمل المسرحي الغنائي المرئي الاستعراضي “إليك أعود” الذي قدِّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر على خشبة مسرح قطر الوطني في الدوحة، موضوع الشتات الفلسطيني وآلامه عبر شخصية “يافا” بتاريخها ولحظات الصمود والانكسار التي عاشتها إلى الحلم بمستقبل أفضل. وتميز هذا العمل المسرحي المتكامل بشموله على عدة عناصر فنية تم توظيفها لصالح العمل من عنصر التمثيل المسرحي، الرقص التعبيري، الموسيقى والغناء، بالإضافة إلى مادة فيلمية تسجيلية وأخرى مٌمثلة تم إعدادها خصيصا لهذا العمل تلخص تاريخ النكبة والشتات الفلسطيني. وترجع تفاصيل العمل إلى عام 1988 م عندما لحن الفنان “خالد الشيخ” أجزاءً من قصيدة (أروع العشق ما تلاه اعتذار) للشاعر الفلسطيني محمود حامد، وظلت أجواء العمل تكبر وتكبر حتى بدت ملامح عمل “إليك أعود” تبدأ في الظهور قبل عامين. وقام بتلحين القصيدة الفنان الكبير خالد الشيخ والتوزيع والتأليف الموسيقي لطارق الناصر والإخراج للمخرج عامر الخفش وتصميم الرقصات للمصممة دينا أبو حمدان. ومن الجدير بالذكر انه شارك في إنتاج العمل 160 فردا من العالم العربي موزعين بمهمات تقنية وفنية وإدارية مختلفة. والتقت في هذا العمل عدة عواصم عربية من اجل “يافا”؛ فـ “إليك أعود” هو خلاصة عمل عربي مشترك أشرف عليه الفنان خالد الشيخ بمشاركة عربية واسعة من فناني الموسيقى والمسرح والأداء. وابرز المشاركين في العمل غناءً: الفنان خالد الشيخ من البحرين، الفنان لطفي بشناق من تونس، الفنانة هالة الصباغ من سورية والفنان فهد الكبيسي من قطر. أما في الجانب التمثيلي فشارك فيه كلٌّ من الفنان عبد الرحمن أبو القاسم من سورية، الفنان فتحي عبد الوهاب من مصر، الفنانة نادرة عمران من الأردن بالإضافة إلى مشاركة المغنيين في التمثيل على خشبة المسرح. وكان الفنان الأردني طارق الناصر قد قم بالتأليف والتوزيع الموسيقى لهذا العمل بمشاركة نخبة من الموسيقيين الأردنيين واوركسترا ولاية اذربيجان. وقال الناصر إن هذا العمل العربي المشترك متميز جدا بدءا من الموضوع والرسالة التي يتناولها إلى عناصره الفنية المتعددة بالإضافة إلى تميزه بكادره الإنتاجي والأسماء الفنية المهمة التي عملت فيه تمثيلا وغناء ورقصا. وأضاف”اعتبر أنني دخلت مرحلة جديدة من عملي في العمل المسرحي الغنائي المرئي الاستعراضي “إليك أعود” لموسيقى، فهذا العمل جمع كبار المغنيين ذوي الخبرة والحضور مثل لطفي بشناق وخالد الشيخ وفي نفس الوقت مغنيين شباب ممتازين مثل هالة الصباغ وفهد الكبيسي. أردت أن ألامس هؤلاء المغنيين بخبرتهم وفي نفس الوقت أن أحافظ على نمطي في الموسيقى.” واستغرق عمل الناصر في تأليف البناء الموسيقى للعمل وتوزيع الموسيقى بشكل عام أكثر من شهرين انتقل خلالها بين عمان وأذربيجان. وشارك في العمل نخبة من الموسيقيين الأردنيين وهم طارق الناصر (بيانو – كيبورد)، معن بيضون (باص قيتار)، علي رزاق (من العراق-عود)، بشار دويكات (ساكسفون)، شريف الخطيب (كمان)، علي الدباغ (إيقاع)، وجوقة الغناء بمشاركة كل من سحر خليفة، زين عوض، هيفاء كمال، ريم الربضي، عامر الخفش، مهند عطالله ويزن الروسان. هذا بالإضافة إلى مشاركة 24 موسيقي من اوركسترا ولاية أذربيجان التي قامت بتسجيل الآلات الوترية (كمنجات، فيولا، تشيلو، دبل بيس) بالإضافة إلى آلات الفرنش هورن والترامبيت والترمبون النفخية، حيث كان لهذا المشاركة أثرا واضحا على الحرفية الموسيقية للعمل ككل. وتحدث طارق حول تجربته الموسيقية في هذا العمل قائلا: “أستطيع أن أقول أن هذا العمل هو أول مشروع موسيقي أقوم به بهذا الشكل، أحببت دوري كموزع للموسيقى ومؤلف للبناء الموسيقي للعمل، فهي تجربة تختلف عن تجاربي السابقة. لقد خضت التجربة بشغف وحب، خاصة وأنا أعمل على توزيع موسيقى لألحان من وضع الفنان خالد الشيخ، فبالإضافة إلى خصوصية موسيقى خالد الشيخ، هنالك خصوصية لفكرة عمل “إليك أعود” وحلمي الدائم بالمشاركة بعمل يتكلم عن تاريخ فلسطين، كما أنني سعيد بأن هذا العمل أتاح لي فرصة العمل مرة أخرى مع المخرج عامر الخفش.” وأضاف: “ عندما استلمت دليل الغناء وكلمات القصيدة بصوت خالد الشيخ شعرت بصعوبة العمل الذي يواجهني، فقد أخذ اللحن بعداً آخرا بسبب التصميم الموسيقي... كما أثرى اللحن مضمون القصيدة، لذا ارتأيت أن أخوض تجربة جديدة باستخدام موسيقيي أوركسترا أذربيجان لإغناء العمل وموازاة قوة الأصوات الغنائية فيه، عدا عن مشاركة موسيقيين من الأردن”. وحول اختيار اوركسترا ولاية اذربيجان قال الناصر “ قمت باختيار اذربيجان لوقوعها بين الشرق والغرب (روسيا)، فموسيقييها بذلك يجمعون بين الكلاسيكية والحس الشرق، لذلك كانت مشاركتهم منصهرة مع العمل ككل وأضافت إليه الكثير”. يذكر انه تم تسجيل الموسيقى في أستوديو الناصر – الأردن وأستوديو Azerbaijan State Philharmonic Society Studio ، وتمت أعمال المكساج في أستوديو الناصر وأستوديو الدوحة ساوند. وضم فريق الإنتاج الموسيقى كل من رسل الناصر (إدارة الإنتاج الموسيقي) وشريف الخطيب (مساعد إنتاج موسيقى الوتريات) وأندريه سابييف (الإشراف الموسيقي في أذربيجان).