إيفيان
الجميع، ربما، يعرفون أن مياه Evian المعدنية، فرنسية الأصل والمنشأ، وأنها تأتي مباشرة من منطقة الألب الفرنسية. لكن، ربما، ليس كثيرون من يعرفون أن الاسم الموضوع على زجاجة المياه الشهيرة ينطبق على اسم المدينة التي يوجد فيها نبع المياه نفسه، التي تسمى Evian-les-Bains وتقع على الطرف الفرنسي من بحيرة ليمان الشهيرة التي تتقاسمها فرنسا وسويسرا مناصفة، وهي من أشهر الأماكن السياحية في العالم، لما فيها من مناظر ساحرة خاصة في وقتي الصباح الباكر والغروب، إضافة إلى مناخها الجميل في أشهر الصيف كما في أشهر الشتاء الثلجي.المدينة الصغيرة والشهيرة في الوقت نفسه، ليست قديمة العهد، كما بعض المدن الفرنسية والأوروبية، فتاريخها المعروف، يعود إلى وقت الثورة الفرنسية، أما اكتشاف نبعها وتصنيع المياه فلم تعرفه المدينة سوى في عام 1823 حين قرر السيد Fauconnet تأسيس جمعية للاستفادة من مياه النبع المفيدة جدا للصحة، حين دعا عائلة Cachat مالكة النبع الى الاستثمار في هذه التجارة التي غدت فيما بعد من مصدر الثروة الحقيقي والأكبر للمدينة. فثمة من يقول من أهل المدينة أنه لولا النبع لما ولدت المدينة، فالفضل يعود الى هذه الزجاجة البلاستيكية التي نقلت الاسم إلى كل بقاع العالم تقريبا. لقد ساعد القدر هذه المدينة الصغيرة على أن تكون بأهمية المدن الكبرى، فقد تم وصلها بخطوط السكك الحديدية في بدايات القرن العشرين، تسهيلا للسياحة وللتجارة معا، وقد بنيت فيها عدة فنادق، إضافة إلى عدد من المنتجعات الخاصة التي تزنر المدينة من الجهة الجنوبية الغربية حيث الإطلالة على بحيرة ليمان أشبه بالحكايات. بعيد مسافة خمس عشرة دقيقة مشيا على الأقدام عن وسط إيفيان، لا بد لزائر المدينة زيارة ميناء اليخوت وسفن النزهة في البحيرة. على quai Paul Léger حيث تنتشر المقاهي والمطاعم الفرنسية والعالمية كما الفطر في حقل لم تطأه الأقدام. زيارة إيفيان تجمع ما بين التمتع بمناخ صحي وجميل وممتع وزيارة بلدين في الوقت نفسه. ولا يمكن نسيان إمكانية زيارة مدينة جنيف غير البعيدة والواقعة في نهاية البحيرة من الجهة الشمالية لشراء الأغراض التي تشتهر بها المدينة مثل الساعات السويسرية الثمينة والمجوهرات. ولمحبي المطعم الفرنسي الفاخر يمكن في منتصف الطريق الجلوس فترة الظهيرة لتناول طعام الغذاء في مطاعم thonon-les-bains التي تجمع بين طعم الأطباق الفرنسية ورفاهية الأطباق السويسرية. أما التسوق في إيفيان فإنه غاية في المتعة، إذ يقدم وسط المدينة التاريخي المسمى بالفرنسية vieille ville مجموعة من المتاجر الفخمة التي تزخر واجهاتها بأحدث صيحات الموضة على اختلاف أنواعها. ومن الزيارات النادرة لأماكن المدينة لا بد من زيارة Le jardin d»eau de pré curieux التي تقع بين المدينة و بلدة Publier وقد أنجزت في عام 2002 وتعد من أكبر الحدائق من نوعها في العالم. حيث لا يمكن الوصول إليها إلا عبر البحيرة، وهي من الأماكن الموضوعة على جدول الرحلات المائية في المدينة، وذلك من أجل عدم وصول ملوثات السيارات الى الأعشاب والنباتات الطبيعية النادرة الموجودة داخلها. وهي نباتات تتلاءم حياتها مع العيش في المياه العذبة مثل زنبق المياه العذبة الذي يمكن مشاهدته هناك وفي أماكن لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في العالم.