بكين تؤكد مرور الشعلة الاولمبية بالتبت وتحذر من صراع مصيري مع الدلاي لاما
جانب من القوات الصينية في عاصمة التبت
هونج كونج/عواصم/14 أكتوبر/رويترز: دعا ستيفن برادلي القنصل البريطاني العام لدى هونج كونج الصين إلى توخي الحرص في تعاملها مع موجة الاحتجاجات وأعمال الشغب التي قام بها سكان التبت ويعتقد البعض أن عدد القتلى فيها بلغ 99 شخصا. وقال برادلي في مقابلة «يتعين على الحكومة الصينية لأسباب واضحة للغاية أن تتعامل مع الأمر بحرص شديد لأنه قد يسهل الوقوع في الخطأ.» وقالت الصين إن عدد القتلى في لاسا عاصمة التبت 13 واتهمت الدالاي لاما الزعيم الروحي لأهل التبت بتدبير الاحتجاجات التي بدأت بأحداث شغب يوم الجمعة الماضي في العاصمة ثم امتدت إلى إقليمين صينيين مجاورين يسكنهما أناس منحدرون من التبت. وزادت اضطرابات التبت من المشاكل التي تواجه الحزب الشيوعي الحاكم في الصين قبل استضافة دورة الألعاب الاولمبية ومنها خطر حدوث عدم استقرار اجتماعي نتيجة التضخم المتنامي بعد سنوات من النمو السريع وانتقاد مستويات التلوث في بكين. إلى ذلك قال عضو بارز في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الاولمبية ببكين أمس الأربعاء أن الشعلة الاولمبية لاولمبياد 2008 ستمر بمنطقة التبت كما كان مقررا على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الهيمالايا. وقال جيانج شياويو نائب الرئيس التنفيذي للجنة بكين المنظمة لدورة الألعاب الاولمبية في مؤتمر صحفي ان «الموقف في التبت أصبح مستقرا بشكل أساسي.» وحذرت الصين أمس الأربعاء من أن المواجهة مع الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت ستكون بمثابة «حياة أو موت» في محاولة من البلاد لإنهاء موجة من الاحتجاجات في منطقة التبت التابعة لها عن طريق إلقاء القبض على البعض وزيادة سيطرتها السياسية. ومن المقرر أن تمر الشعلة الاولمبية لدورة الألعاب الاولمبية ببكين التي تقام في الفترة بين الثامن و24 أغسطس المقبل بمنقطة التبت مرتين. ويبدأ تحرك الشعلة الاولمبية يوم الاثنين المقبل من اليونان التي شهدت مولد الألعاب الاولمبية. وستصل الشعلة إلى بكين في 31 مارس المقبل قبل أن تبدأ رحلتها حول العالم وستؤخذ شعلة أخرى إلى منطقة التبت وسيحاول متسلقون صينيون في أن يأخذوها إلى قمة جبل ايفرست. ومن المقرر أن تكون تلك المحاولة في الأيام الأولى من شهر مايو المقبل عندما تكون الظروف الجوية مناسبة لذلك. وستمر الشعلة أيضا في التبت يومي 19 و21 يونيو حزيران المقبلين في شانان ديكو ولاسا على الترتيب. في سياق متصل حذرت الصين أمس الأربعاء من صراع مصيري مع الدلاي لاما وهي تسعى إلى إنهاء موجة الاحتجاجات في التبت من خلال الاعتقالات وتشديد السيطرة السياسية. واتهم وين جيا باو رئيس الوزراء الصيني الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت بأنه العقل المدبر وراء الاحتجاجات من قاعدته في بلدة دارامسالا شمال الهند حيث يعيش في المنفى. وبلغت الاحتجاجات ذروتها بأعمال شغب يوم الجمعة في لاسا عاصمة إقليم التبت. وقال جانج شينجلي امين الحزب الشيوعي في إقليم التبت في مؤتمر عن طريق التليفون لزعماء الحكومة والحزب في الإقليم «إننا في وسط صراع شرس يشمل إراقة دماء وإطلاق نار وهذا الصراع مسألة حياة أو موت مع زمرة الدلاي». وقال في تصريحات نقلتها تشاينا تبت نيوز على الانترنت «زعماء البلد بالكامل يجب ان يفهموا جيدا طبيعة هذا الصراع الصعب والمعقد والطويل.» واقترح جانج فرض سيطرة سياسية أقوى على المنطقة. وقال «يجب ان نواصل تعميق تعليمنا الوطني وان ندعم بطريقة عملية بناء سلطة سياسية على مستوى القاعدة.» وتحرص السلطات الصينية على إنهاء العنف بسرعة واستعادة الاستقرار في أقصى الغرب قبل دورة الألعاب الاولمبية التي ستقام في أغسطس في بكين والتي يأملون في ان تظهر رفاهية ووحدة البلاد. وتزيد الاضطرابات التي يشهدها إقليم التبت من متاعب الحزب الشيوعي الحاكم قبل دورة الألعاب الاولمبية والتي تشمل مخاطر عدم استقرار اجتماعي نتيجة لزيادة معدل التضخم بعد سنوات النمو الخطر والانتقادات بشأن مستويات التلوث في بكين. ودعا بعض الناشطين في الخارج إلى انسحاب الإقليم الجبلي من مسيرة شعلة الاولمبياد التي تبدأ يوم الاثنين. وحثت منظمة صحفيون بلا حدود المسؤولين على مقاطعة مراسم حفل افتتاح دورة الألعاب الاولمبية بسبب «القمع الوحشي» في التبت وهي فكرة قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ان فرنسا ستبحثها. واستبعد وين نداءات المقاطعة وفي التبت كرر جانج الاتهام الذي وجهه وين بأن المحتجين استهدفوا تقويض دورة الألعاب التي تبدأ في الثامن من أغسطس. وتقول وسائل الإعلام التي تديرها الحكومة ان 105 استسلموا للشرطة لمشاركتهم في احتجاجات لاسا بعد ان حددت السلطات مهلة لمثيري الشغب لتسليم أنفسهم بشأن أعمال العنف التي يعتقد مسؤولون تابعون للدلاي لاما ان 99 شخصا قتلوا فيها. ووضعت الصين التي دخلت قواتها الشيوعية إقليم التبت في عام 1950 بعد الاستيلاء على السلطة في بكين عدد القتلى في لاسا عند 13 شخصا. ولم يسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول المنطقة بدون اذن من الحكومة مما يجعل من الصعب التحقق من المزاعم المتضاربة. وقال نادي المراسلين الأجانب في الصين انه تم إبلاغه بشأن 30 حادثا واجه فيها الصحفيون عراقيل في تغطية هذه القضية من الأقاليم الغربية. وطالبت منظمة حقوق إنسان الصين السماح لمراقبين مستقلين بالاتصال بمعتقلين من أهل التبت وقالت انه يجب على الحكومة ان تنشر أسماء الذين رهن الاعتقال لديها.